السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المزيد من القصص

العنوان:عجائب الأقدار أو عبث الأقدار (لا يجوز القول بأن للاقدار قدرة)
تأليف: نجيب محفوظ
الرأي الشخصي: جيد ولكن الكثير من التجوازات الدينية على الرغم من ان الكاتب مسلم الرواية ايظا تحتوى على كثير من الجمل القرآنيه.. الرواية تصف مرحلة زمنية كانت الوثنية على أصولها.
الإحداث باختصار: "قال الملك للساحر: أحسنت أيها الرجل القادر. لكن هل لك سلطان على الغيب أيضاً؟ فأجابه الساحر: نعم يا مولاي. فقال له الملك: إلى متى يظل عرش مصر لملوك من ذريتي؟ فبدا على الرجل القلق والتهيب. ففطن فرعون وأدرك، فأمنه على نفسه. فاستغرق الرجل في صلاة حارة، ولبث ساعة لا يتحرق ولا يتكلم. نفذ صبر الأمير حفوف فقال له: لقد أعطاك فرعون الأمان على نفسك. فما لك لا تتكلم؟ فكتب الرجل أنفاسه وقال للملك: مولاي، لن يجلس على عرش مصر من بعدك، أحد من ذريتك"!
نبوءة تأخذ بسرديات الرواية إلى عالم نجيب محفوظ المفعم دائماً بالخيال الرائع، وبالسبك الروائي الذي يثير شغف القارئ فيمضي متشوقاً في أثر الأحداث ليصبح جزءاً منها. وكما قدم نجيب محفوظ للقراء بصورة عامة نمطاً روائياً متميزاً، يقدم من خلال روايته "عجائب الأقدار" نمطاً روائياً يتناسب ومستوى الناشئ، فكراً وأسلوباً ولغة وقالباً ومغزىً.
أحلى مقطع:
الجزء الأول
مضى العام السادس والأخير لددف في المدرسة الحربية.
وأقامت المدرسة حفلتها التقليدية السنوية التي يتبارى فيها المتخرجون قبل توزيعهم على فرق الجيش المختلفة وأشرقت حياة الفرح – ذلك اليوم- على المدرسة العظيمة وازينت أسوارها بأعلام الفرق الحربية وصدح جوها بأنغام الموسيقى الحماسية.
وفتحت أبوابها تستقبل المدعوين نساء ورجلا، الذين يتكون جمهورهم من أسر الضباط والقواد والمتخرجين وكبار الموظفين
وبعد أن انتصف النهار حضر كبار رجال الدولة يتقدمهم الكهنة والوزراء وعلى رأسهم صاحب القداسة خومينى وقواد الجيش العظام وعلى رأسهم القائد أربو وكثير غيرهم من خاصة الموظفين والكتاب والفنانين ليكونوا جميعا في استقبال حضرة السمو الفرعوني الأمير رعخعوف ولي عهد المملكة الذي أنابه صاحب الجلالة عن ذاته في ترؤس الحفلة
ولما أزف موعد الأمير هرع كبار رجال الدولة الى مدخل المدرسة ووقفوا ينتظرون بين صفوف من الجنود وما لبت أن ظهر في الميدان الفسيح المنبسط أمام المدرسة موكب ولي العهد تتقدمه كوكبه من عربات الحرس الفرعوني فصدحت الموسيقى بالتحية ووقف الجهمور اجلالا وتعالي هتافهم لفرعون وولي العهد
ووصل موكب الأمير الى مدخل المدرسة فتقدم مديرها حاملا بين يديه نمرقة من الحرير المحشو بريش النعام ترجل عليها صاحب السمو الفرعوني وكان في صحبة الامير شقيقته صاحبة السمو الأميره مرى سى عنخ واخوته الامراء رعباوف وحردوف وحرسادف وكاعب وسددف وخوفو خفع وهنا ومراب...
وانحنى الكبراء بين يدي الأمير وسار سموه بقامته الربعة ووجهه الصلب الذى زادته الكهولة صلابة وصلفا وسارت الى يمينة الأميرة مرى سى عنخ واتخذ مجلسة في الوسط وجلست الى يمينه الاميرة والامراء والى يساره خوميني والوزراء والقواد وكبار الموظفين وبعد وصول لأمير سكت الهتاف وجلس المدعوون وابتدأت الحفلة ونفخ في الصور فصدحت الموسيقى وظهرت فرقة الضباط المتخرجين من ناحية الثكنات تسير أربعة أربعة يتقدمها قائد المدربين حاملا علم المدرسة وقد ارتدوا للمرة الأولى ملابس الضباط ذات الوزرة الخضراء والقميص الأخضر والسترة المصنوعة من جلد النمر فلما أن صاروا بأزاء العرش الجالس عليه صاحب السمو سلو سوفهم ومدوا بها أذرعهم وهي عمودية أذبتها الى السماء فرد التحية واقفا
وابتدأت بعد ذلك المبارة العظيمة بسباق الخيل فامتطى الضباط الجياد المطهمة ووقفوا صفا ثم نفخ في الصور فاندفعوا كالسهام المنطلقة عن أقواس مردة وزلزلت أرجل الخيل زلزالا شديدا وكادت لشدة عدوها تغيب عن الأبصار وثبت البواسل عليها كأنهم سمروا في ظهورها تسميرا وكانوا صفا ثم فرق بينهم العدو الشديد ثم شذ عنهم فارس كان لسرعته كأنه يركب ريحا مجنونة وكان أسبقهم في العودة الى المبتدأ وقد أذاع المدرب اسم الفارس الفائز " ددف بن بشارو" فاستقبل بهتاف شق عنان السماء ولو أتيح للشاب أن يسمع أباه وهو يهتف "لابن بشارو" بصوت كالرعد لما تمالك نفسه من الضحك
وبعد مدة وجيزة بدأ سباق العربات فركب الضباط وانتظروا صفا ثم نفخ في الصور فانطلقوا كالعمالقة يبعثون بين أيديهم رهبة ويتركون خلفهم دويا كشق الصخور وانهيار الجبال وكانوا على ظهور العربا يتمايلون ولا يتزحزحون كأنهم سيقان نخل راسخة هبت عليها ريح عاصفة تريد اقتلاعها فارتدت عنها خائبة مولولة ثم انطلق من بين صفوف العادين راكب سبقهم بقوة مارد فبدا وبدوا كأنه عاد وهم وقوف وتوجه الفوز حتى النهاية وأعن المدرب اسم الفائز " ددف بن بشارو" وتعالى باسمه الهتاف واشتد له التصفيق..
ثم أعلن المنادى عن سباق القفز على الحواجز فامتطى الضباط جيادهم وأقيم في وسط الفناء الطويل المصاطب من الخشب يزداد مع التقدم ارتفاعها رويدا رويدا ونفخ في الصور فعدت الخيل بعنف وطارت فوق الحاجز الأول كأنها نسور منقضة وقفزت على الثاني كانها أمواج الشلال الكاسرة وتقدموا يكلل هاماتهم النصر المبين ولكن خان الحظ البعض فعجزت الجياد غير صائخة الى صراخ فرسانها البواسل وسقط آخرون بين أصوات الاشفاق الا فارسا قفز الحواجز جميعا كأنه قدر محتوم أو فوز مجسم وأعن المنادى اسمه "ددف بن بشارو" بين التهليل والتكبير.
وحالفة الفوز في جميع المباريات فكان المبرز في إصابة الأهداف بالرمح والقوس وكان المنتصر في المبارزة بالسيف ولأضرب بالمزاريق وآتته الآلهة (لا آله الا الله) نصرا مبينا جعله بطل اليوم دون شريك ونابغة المدرسة العديم النظير وأحله مكانه الاعجاب والتقدير في كل قلب
وكان على الفائزين أن يذهبوا الى ولي العهد ليهنئهم على نبوغهم فذهب ددف – ذلك اليوم- وحده وأدى للأمير التحية العسكرية فوضع الأمير يده في يده وقال له:
- إني أهنئك أيها الضابط البأس: أولا على تفوقك وثانيا على اختياري لك ضابطا في حرسي الخاص.
فطفح وجه الشاب بالفرح وأدى التحية للأمير وعاد مثلج الصدر سعيدا وسمع في أثناء مسيره المنادى يعلن للحاضرين تهنئة الأمير واختياره له في حرسه فخفق قلبه وذكر بالفرح أسرته: بشارو وزايا وخنى ونافا الذين يسمعون خطاب المنادى ويفرحون له الفرح الذي يجل عن الوصف
وسارت بعد ذلك فرقة الضباط الجدد الى عرش الأمير ليخطب فيهم وقام الأمير وخطب فيهم قائلا بصوته الشديد النبرات:
أيها الضباط البواسل:
- اني أعلن على الملأ إعجابي العظيم بشجاعتكم ومهارتكم وحماستكم وتميزكم بسجايا الجندية الجليلة ورجائي أن تظلو كمن سبقكم من لإخوانكم عنوان مجد للوطن ولفرعون رب العالمين ( استغفر الله استغفر الله)
وهتف الضباط للوطن ولفرعون وبذلك اعلن بانتهاء الحفلة وغادر الأمير المدرسة وعاد موكبه الرسمي الى القصر الفرعوني وانصرف المدعوون
وكان ددف في تلك الأثناء في حالة غريب من الذهول أشذته عما حوله لا يرجع تفسيرها الى نشوة الفوز ولكنه الى أمر أعظم رهبة في نفسه وأمعن أثرا
اذا كان يسمع مع زملائه الى خطاب المير وتحركت عيناه الى الخطيب فعثرتا في طريقهما بوجه الأميرة مرى سى عنخ فرأى منظرا عجبا انخلع له قلبه في صدره كد لقوة المباغتة أن يصعق صعقا ويخر على وجهه خرا يا ألهة السموات (لا آلة الا الله) ما هذا الذى يرى انه وجه الفلاحة التى يحمل صورتها على قلبه وود لو يستطيع أن يديم النظر اليه ولكنه خشى أن يفتضح أمره فنظر الى الأمام لا يلوى على شئ وانتهت الحفلة ولما يفق من وقع المفاجأة والدهشة فعاد الى الثكنات كمن به مس.
لشراء هذه القصه: موقع http://www.neelwafurat.com/itempage....9&search=books
أو
مكتبة دار الآداب في الامارات بالشارقة