الاستخارة تعني تفويض الخيار للخالق في اتخاذ قرار ما في أي موضوع يهم المرء صغر أم كبر..إما بالإقدام او التراجع .. قد يستشير المرء ذوي الخبرة فيرضي بحلولهم دون أن ينتظر رؤيا توجهه وهم ذو خبرة لا تساوي خبراتهم شئ عندالعليم الخبير الذي خلقنا الى جانب ان تقديراتهم للأمور وخبراتهم أحيانا تتلاعب بها الأهواء والمصالح .. فكيف اذا استشرنا العليم ببواطن الأمور وظواهرها الذي علمهبالجزئيات كعلمه بالكليات ...
وعلى العبد أن يحذر من طرق الاستخارة المبتدعة.. وألا يتوقف بعد الاستخارة في ترك الشئ أو الإقدام عليه حتى يرى مناما .. لو تمعن العبد فيألفاظ دعاء الاستخارة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة لعلم ان توقفه ليس فيه من الصحيح شئ..فمعنى القول (أستقدرك) أي أطلب منك يا الهي القدرة على المضي في الشئ والقدرة تشمل الإنشراح وتهيأت الأسباب وتيسيرها...
وقد يلحظ المستخير ربه انه من ضمن التيسير تبدل نظرته للامر..
وبعد الاستخارة يطلب العبد من الله الرشاد ثم يعزم على ما أراد ويتوكل على من استشار ولا يجوز للمسلم ان يفتح لوسوسة الشيطان بابا إذا استخار فليترك الخيرة لله فان كان خيرا يسره الله دون جهد وعناء بعد الأخذ بفعل الأسباب الموصلة لما يريد وان كان الخير في تركه فسوف يصرف الله عبده بشتى الطرق كشعوره بالانقباض كلما أراد الإقدام على الأمر أو تقف أمامه جملة من العراقيل المؤدية إلى عدم إتمام الأمر ومن ضمن الأمور المعرقلة نسيان الأمر تماما وسيلاحظ المستخير أن الأمر الذي هو فيه لم يعد يشكل له أي أهمية فيم بعد وتزول كل آثاره من قلبه ...
وعلى العبد ألا يعاند ويمتنع من اللجوء إلى خالقه باستشارته فيما يهمه معتمدا على قدرته وعلمه ونظرته المحدودة للأمر مغلبا هوى النفس في تقديره للأمر فقد يفوت على نفسه الخير الكثير مما يحسبه من الشر سواء في ذلك ارادة الإقدام أو الترك ...
ولا يستغرب المرء اذا استخار ربه في موضوع ما.. في فترة من فترات حياته ولم يتيسر له ما اراد في تلك الفترة .. وبعد مضي زمن يستخير ربه للموضوع ذاته فيجد ان الأمر قد تيسر وظهرت بشائره وخيره وذلك لان ما اراد في تلك الفتره ما كان في صالحه لأسباب وحكم هي في علم الله منها ما تتضح أمام ناظري المستخير ومنها ما تبقى في علم الغيب .. وليعلم العبد أن كل شئ كتب وقدر إلى أجل ...
.. دعاء الاستخارة ..
اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا اعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر (يسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني فيه ...
وبما أنه دعاء فيجوز الدعاء به ثلاثا بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة في أي وقت من الليل والنهار..
ويجوز لمن كان في عجلة من أمره الدعاء دون أن يصلي فالحكمة من تقديم الصلاة على دعاء الاستخارة للجمع بين خيري الدنيا والآخرة ...
من الطرق المبتدعة 1- فتح القرآن بعد الدعاء وقراءة الصفحة اليمنى فان كان فيها كلمة تدل علىالإقدام أقدم المستخير والا ترك ..2- ان يطلب صاحب الامر من آخر يرى فيه الصلاح ان يستخير بدلا منه ليري له رؤية او ليخبره ان كان امره خير او شر ..