أبيات أرسلها أحد أصدقائي( الشادي ) مواسياً وداعياً إلى التمرد على الوحدة ، والاستقلال من تحت عباءة البؤس ، وتضمنت عرضاً لما مضى من حياة ذلك الشاب المفعمة روحه أملاً وانطلاقاً ، فيها حث على العودة إليها وإحيائها ، ومحاولة للتذكير بانقضاء العمر سريعاً وفوات الفرصة ، ثم ختمها بالدعوة إلى التصبر والاحتساب ، وأن الحياة دون زوجة لن تكون إلا ضعفا واعتراضا على القدر كان مطلعها :
ما لي أراك محطماً وكئيبا = وتعيش في صمت وكنت أديبا
فأرسلت هذه الأبيات البسيطة :
يا شـاديـاً بالـشـعر دمـت قــريـبـا = مـن صـاحبٍ يـشـكو الفراق نحيبا
في القلب همٌّ تـعـلـمـون وحسرةٌ = لـفـراق خــلٍّ زاد بـي الـتـعـذيبا
شاطرتني كرباً أقض مـضـاجـعـي = وأضـاق صـدراً لا يطيق مغيبا
كم عشتُ رمزاً للسعادة خـــالــداً = فـأحـالـنـي بــعـــد الـخـليـل كـئيبا
أنكرت حلو العيش بعد رحـيـلــهــا = وتبدلت سود الــعـــوارض شـيـبـا
فاضت سيول مدامعي الحرى فما = تقوى سيول الأرض ذا الـتـخـريـبا
واسيتني وذكرت حلَّ مـصـيـبـتـي = ما كـل جـرحٍ يقبل الـتـطـبـيـبــــا
فجراح مــثـــلي لا يُــنـــال دواؤها = إلا بسـهـم الـمـوت يـنـفـث طـيــبـا
يا سيدي فالحمل نــاء بمن ترى = بأعـز خـلــق الــلـــــه جِـــدُّ أصـيـبـــا
هي حرةٌ لا تسـتـعــاضُ أصيـلــةٌ = هي كـل مـا أرجـــو ولا تـثـريـــبـــا
لا أبتغي عوضاً لها بـرحـيــلــهـــا = ثـمـر الأراكـة هـــل يُـــذاق زبـيـبـا
ما ضرني من قال عمـــرك ذاهبٌ = أو قال تحيا في الأنــام غــريبـا
سأظلّ أحفظ للـخـلـيـلــة عِـشـرةً = تُـغـنـي عـن الـبـيـض المبطَّنِ ريبا