عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 2006-06-17, 5:48 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

-----------

نعم .. حكايات .. أثرت فيّ كثيرا .. وحق لي أن أبكي عندها ..

لكن .. وختاما لهذا الموضوع ..

هي مواقف تحتاج إلى وقفات ..
وقصص لأخذ العظات ..
فلو رجعنا جميعا لنقلة كل منتكس .. لوجدنا أن ثمة أسباباً وعلات .. وهكذا كل واقعة لها دوافع ومبررات ..
ولو تأملنا في ذلك المنتكس .. وسألنا : لم انتكس ؟؟ وما سبب انتكاسته ؟؟ لوجدنا أن من أبرز تلك الأسباب ما يلي :

1- الشهوة : وهو سبب خطير جدا ، بل لا أبالغ إن قلت إنه السبب الرئيس للانتكاسة ،، وليس الشهوة محصورا في شهوة [النساء] .. لكنها تتعدى إلى شهوة [المال] و [الجاه] و[القبول بين الآخرين] و [ الإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين ]، ولو أعدنا النظر لقصصنا السابقة .. وضممنا إليه قصص من نعرف ، وقصص من سبق : كجبلة بن الأيهم الذي غره جاهه ، وقارون الذي أطغاه ماله ، وأعشى قيس الذي فتنه خمره ونساؤه ، وبلعام بن باعورا الذي أغراه القبول عند الآخرين لأيقنا بخطر هذا السبب ، وما له من تأثير على أحبتنا .. مما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا عليهم ..

2- مواقف عابرة : فتجد بعض أحبتنا يستقيم على طريق الله ثم تحدث له مشكلة مع صاحب له من الأخيار أو مع مجموعة ، فينقلب على عقبه عداء لأولائك وغضباً لنفسه ، وما علم أن ارتكاسه إنما هو ضرر على نفسه أولاً وأخيرا ، فهذا جبلة بن الأيهم كان نصرانيا فأسلم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - ثم جاء للحج ، فبينا هو يطوف إذا وطئ أعرابي إزاره فانكشف بعض عورته فلطم ذلك الأعرابي ، فاشتكى الأعرابي إلى عمر فدعا جبلة ..
فقال له : إما أن يعفو عنك الأعرابي أو يلطم خدك ..
فأبى الأعرابي إلا القصاص ولطم خده..
فقال جبلة : كنت أظن أني سأكون في الإسلام أعز مني في النصرانية ..
فقال عمر : دعك من هذا .. فلابد أن يقتص..
فقال جبلة : إذاً أتنصر ..!
قال : إذا ارتددت قتلناك .
قال : فأمهلني إلى الغد ..

فلما كان من الليل جمع بعض حاشيته ولحق بالنصارى .. وارتد بسبب موقف عابر ..
3- التعلق بالأشخاص والصاحب السوء : والتعلق في مبدئه أمر طبيعي ، فليس بمستغرب أن نجد شخصاً يحب آخر أكثر من غيره ، لكن المشكلة عندما يكون ذلك الصاحب متبعاً لصاحبه حيثما توجه .. ثم تنقلب الموازين ويتغير ذلك الصاحب وينتكس فيتبعه صاحبه ..
يجكي لي أحد الأحبة : أن اثنان من الأخيار كانا مضرب المثل في الأخوة وكان بينهما برنامج علمي في طلب العلم ، لكن كان فيهما نوع من الخيلاء واحتقار الآخرين [ وهذا من أنواع الشهوة وأضرارها ] ..
يقول الراوي : فرأيتهما بعد ذلك في مطعم وهما ( يدخنان ) ..! فسبحان الله : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا # يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا # لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا " .. وقديما قالوا : الصاحب ساحب .

4- البيئة والمجتمع المحيط به : فللأهل والأقارب والمجتمع تأثيرهما البالغ في صلاح المرء وفساده ، فهذا عامل فليبيني أقبل على الإسلام وقرر ان يسلم ، وقبل إسلامه بيوم اتصل على زوجته وأخبرها ، فغضبت وهددته بالفراق وصدته ، فتردد وتأخر .. ولا زال على وضعه - أسأل الله له الهداية والرشاد - .
وهذا آخر كان من خيرة الشباب ، بل إن من يراه يبضر نورا في وجهه من طاعته وقيامه لليل ، وكان من عائلة مترفة ومنفتحة ، فواجه صعوبات معهم ، وتغيرت حاله بعد مدة ثم أخذ يبحث عن العذر له وضل عن الطريق ، لكنه ولله الحمد عاد بعد سنوات للاستقامة - نسأل الله لنا وله التثبيت والسداد - .

5- الابتعاد عن المعين والرفقة الصالحة : فكما في الأثر : " إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " .

6- المعاصي ، وخصوصا معاصي السر .. فاحذر نفسك ..

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

وعلى العكس فمن أعظم أسباب الثبات : عبادات الخلوات ..

7- ضعف الاستقامة .. فهو هش الدين ضعيف النفس خامل الروح كالشجرة الجوفاء يعجبك حسنها ولا شيء في داخلها ، فلا تصمد أمام الريح ، وما تلبث أن تراها وقد سقطت مع أضعف رياح تمر ، وهذا إما أن يكون على دين آبائه فلم يشعر بلذة الإيمان ، وإما أن يكون استقام لسبب ما كوفاة صديق أو والد أو نحوه ، ثم ضعف ذلك السبب فابتعد عن الطريق ، أو نحو ذلك .

8- طول الأمل ، وقسوة القلب .

-----------