عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 2006-06-17, 5:47 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
كان السبب الرئيس لانتكاسة أحمد .. هو ولعه بالكرة .. لعبا وتشجيعا ..
لم يصبر عنها .. فاختلط بأهلها .. وصاحب زملاء .. حياتُهم فيها ..
ثم التحق بفريق المدرسة .. واحتواه لاعبو الفريق - وكانوا من أقل الطلبة دينا وخلقا - .. في حين غفلة من أهل الخير ..
فلم يلبث أن عاد لحاله ..
وكما قيل : ( الصاحب ساحب ) ..

-------------------

ومرت الأيام ..
و أحمد على حاله ..
إعراض منه .. يقابله إعراض من أهل الخير ..
وصدود منه أمام صدود من دعاة الخير ..

ورغم هذا ..
فكان المقربون إلى أحمد يحسون أنه غير راض عن حاله ..
يحسون بما هو فيه من الضيق والنكد .. والألم والحسرة ..
وتلك .. هي بدايات العودة ..

-----------------

كان أ. محمد .. المشرف على جماعة التوعية الإسلامية متضايقا من تغير حال أحمد بتلك السرعة ..
حزن وأسى ..
وألم وهم ..

وكان ذلك بداية التغيير ..

-------------------

فكر أ. محمد .. كيف يمكن أن يعيد أحمد إلى حاله ..
ثم سأل نفسه : لماذا أعرضنا عن أحمد عندما أعرض ؟؟هل هذا هو التصرف الصحيح مع مثل تلك الحالة ؟؟

راجع أ. محمد حساباته .. وقرر احتواء أحمد بأي طريقة ..
وفعلا ..
أصبح أحمد يحضر اليوم الرياضي لجماعة التوعية بدعوة من أ. محمد .. رغم تركه للجماعة من فترة طويلة ..
وبعد أيام .. بدأ أحمد يتناول فطوره في جماعة التوعية ..

وهكذا ..
ومع حسن في التعامل والمعشر .. عاد أحمد إلى حاله .. بل وأحسن ..
وهنا .. وبتنسيق مع إدارة المدرسة .. حدث تدخل من وكيل المدرسة ..

---------------------

قرر أ. عبد الله .. وكيل المدرسة .. تعيين أحمد نائبا له .. ورئيسا لجماعة النظام ..
خاصة وأن أحمد شخصية قيادية حازمة .. ويمتلك مقدرة على السيطرة على الطلاب وضبطهم ..
وأصبحت لدى أحمد صلاحيات مقاربة لصلاحيات وكيل المدرسة .. والمسؤولية الأولى عن متابعة الطلاب في المصلى وترتيبهم قبل صلاة الظهر ..

----------------------

نعم ..
لقد نجح الأستاذ محمد في إعادة أحمد لدرب الهداية ..
ونجح الأستاذ عبد الله في احتواء أحمد بعد انضمامه للركب ..

والحمد لله .. فلقد استمر أحمد على استقامته حتى تخرج من المرحلة المتوسطة ..
وكان مثالا في الخلق واللطف وحسن التعامل ..
كما كان مؤثرا على بعض زملائه ممن كان مقصرا في حق الله تعالى ..

إنها الدعوة الناجحة ..

-------------------------

أحبتي ..
ما أحوجنا إلى الصبر في الدعوة إلى الله ..فليست الهداية بيدنا ..
وما أحوجنا إلى التفاؤل وإحسان الظن بالله ..
كم تتعجب .. حين تقرأ ما كانت العرب تقوله قبل إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :
" لو أسلم حمار الخطاب ما أسلم عمر " ..
الله أكبر ..

أحبتي ..
مزيدا من التفاؤل ..
ومزيدا من التخطيط ..
ومزيدا من الصبر ..
ومزيدا من الاحتواء ..
في منهجنا في الدعوة إلى الله ..

وتذكروا .. أن هذا الدين منصور .. فهل سيكون لنا شرف المشاركة في نصرته ..

إنها الأمنية ..