عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2006-06-17, 5:46 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
في العام الماضي ..
توفي والد ياسر ..
وانتقل إلى أول منازل الدار الآخرة ..
وترك وراءه ياسر وإخوته ..
ترك وراءه أولائك الفتية .. وقد سلكوا سبيل الغواية ..
تركهم بحالهم تلك .. ليفقد تلك المزية النبوية : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية .. أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " ..
توفي .. وقد أفضى إلى ما قدم ..

لا إله الإ الله ..
إنها الموازين العوجاء ..
اللهم اجعلنا هداة مهتدين .. لا ضالين ولا مضلين ..

-------------------

أحبتي ..
ما أشد أن يكون الإنسان طريق ضلالة .. وسبيل غواية للغير .. وعقبة في وجه الخير ..
ما أبأسه من إنسان ..
وما أضنك حياته ..

أحبتي ..
لنعد النظر في حياتنا ..
ولنكن مع الله ..
وفي سبيل الله ..
أسأل الله أن يهدينا .. ويرزقنا بالذرية الصالحة ..

-----------

! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

-----------
..عـند النهايــة..

ست سنوات متواصلات .. قضيتها في أرجاء تلك المدرسة التي تعاقب عليها إخوتي واحدا واحدا ..
تلك هي فلسفة الوالد - حفظه الله - .. فالمرحلة الابتدائية لابد أن تكون في مدرسة أهلية .. فهي أكثر اهتماما بالنشء وتأسيسا له .. بعيدا عن المدارس الابتدائية الحكومية ، والتي يدرس فيها من قارب على التقاعد وأخذ منه الزمن ما أخذ ..

لا تلوموني .. فتلك هي نظرة الوالد .. وهو مدرس وخبير بالمدارس .. ولسان حاله المثل الشعبي المعروف ..: ( العود من أول ركزة ) ..

بعد انتهائي من المرحلة الابتدائية .. قرر والدي نقل ملفي للدراسة في المدرسة الحكومية الواقعة في حيّـنا .. وكان أخي الأكبر قد سبقني بالدراسة فيها .. والتخرج منها ..
لا أخفيكم .. فلقد كانت تجربة ممتعة .. ومغامرة رائعة .. قررت بعدها هجر المدارس الأهلية .. وبت طلاقها ..

------------------------

في فصلنا الجديد ..
كان عدد الطلاب 28 طالبا ..
ولك أن تتخيل أولى السنوات في كل مرحلة .. كيف تكون ؟؟

وكما هو المعتاد ..
مر الأسبوع الأول -كعادته - : تعارف ..
كل مدرس يدخل .. يعيد نفس المسلسل الذي طرحه سابقه ..
ترحيب .. ثم تعارف .. ثم تهديد ووعيد ..

فلا عجب .. في زمن مات فيه الإبداع ..
بل ربما .. حتى التفكير في الإبداع ..
ولا عجب ..
فأنت تواجه عقولا مغطاة .. لا تخرج لهم بفكرة إبداعية جديدة .. إلا وتجد الكبت والتحطيم .. وربما التسفيه ..

وأقرب مثال لذلك .. الأطفال .. فلدى الأطفال حس إبداعي كبير جدا ..
لكننا نقتله بضحكنا عليهم .. وسخريتنا بهم .. وكبتنا لأفكارهم الجديدة ..

لا علينا ..

في فصلنا .. كان أحمد يجلس في آخر الفصل ..
وبالتحديد في الركن الأيمن منه ..

كان أحمد معيدا في فصلنا ..
عفوا .. فليست الإعادة هي كما نعرفها في الجامعة .. ويسعى الطلاب -لاهثين- لأجلها ..
بل الإعادة تلك .. هي أن تدرس نفس ما درسته العام الماضي .. في هذا العام .. لتكون ثابتا على المبدأ لسنتين متواليات .. وتردد .. أنا أحب الصف الأول متوسط ..

لا أكون مبالغا .. إن قلت : إن أحمد كان يكبرني بأكثر من خمس سنوات .. فله مع الإعادة صولات وجولات .. وإقبال وإدبار ..

كان أحمد مشجعا متابعا للدوري السعودي .. متابع لكل جديد حول ناديه المفضل .. متعصب.. بل ربما سطر أمام اسمه : ........ حتى الموت ..
لم يكن اهتمام أحمد بالرياضة قاصرا على نفسه .. بل كان يثير ذلك أمام زملائه .. فيفخر بفريقه .. ويهزأ بفريق ذاك .. ويسخر من لاعبي الفريق المفضل لطالب آخر ..
وربما ارتفعت الأصوات .. واحتد النقاش .. وبدأت المناوشات .. (( والسبب .. كرة !! )) ..

لا تتعجب .. فأنت في زمان العجائب ..

--------------

دق الجرس .. معلنا بداية الحصة الثالثة ..
استنفار تام في الفصل .. واصطفاف سريع في الممر .. وانطلاق إلى الطابق الأرضي ..
تتعجب عندما ترى ذلك الحرص من الطلاب للنزول مبكرا .. وبشكل يبهرك كثيرا ..
لكن تعجبك يزول حين تعلم أن تلك الحصة : حصة تربية بدنية ..

كان أحمد لاعبا موهوبا ..
يمتلك سرعة فائقة ومهارات عالية ..
وكان فريق الفصل يعتمد عليه كثيرا في الدوري المدرسي ..

-------------

كان أحمد يمارس عادة سيئة ..
وللأسف .. أنها عادة قد انتشرت بين الشباب ..
تتألم .. عندما تعلم أن ذلك الشاب قد وقع فيها .. إذ ما من واقع فيها إلا ويصعب عليه تركها .. فهي على اسمها : عادة ..

إنها التدخين ..