لاحظ الأب .. أن ياسر لم يزدد بعد التهديد إلا إصرارا ..
كل ما هددته .. مال .. سيارة .. بيت .. لم ينفع ..!
أخذت الشياطين تؤز أبا ياسر إلى الشر أزا ..
تطرح عليه طرقا وحلولا لم تخطر له على بال ..
حلول .. قد حفظها إبليس في أرشيفه .. من خبرته الطويلة ..
ليوصله إلى الحاجز العظيم ..
---------------------
اتجه أبو ياسر مباشرة .. إلى أم ياسر ..
أم ياسر ..
كلمتان .. ونتيجتها واضحة ..
(( إن لم يترك ياسر الذهاب إلى المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))
(( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! )) ..
---------------------
كلمة موجعة ..
(( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))
أخذت الأم ترددها .. وتقلبها في ذهنها ..
(( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))
(( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))
-----------------------
كانت أم ياسر أمام مفترق طرق ..
ياسر .. من سعدت بصلاحه .. وقرت عيني بانطلاقه للخير ..
وأبي ياسر ..
هل أهدم بيتي .. لأصلح ولدي ؟؟
أم أضيع ولدي .. ليبقى بيتي ؟؟
خيار صعب .. والنتيجة مؤلمة في الحالين ..
----------------------------
(( وخلق الإنسان ضعيفا )) ..
وهكذا هو الضعف .. ملازم للإنسان ..
لم تستطع أم ياسر أن تصمد أمام الخيارين ..
ذهبت إلى ياسر ..
وأخبرته الأمر ..
(( تكفى يا ولدي .. لا تخرب بيتنا )) ..
انصدم ياسر ..
مفاجأة .. لم تكن في الحسبان ..
لم يحتمل ياسر هول الصدمة .. وانطلق غلى غرفته ..
دخل ياسر غرفته .. وارتمى على سريره ..
ليبكي بحرارة .. بكاء .. وربما دماً ..
ثم يهدأ قليلا ..
ليتذكر : (( تكفى يا ولدي .. لا تخرب بيتنا )) ..
ليعاوده الألم .. ويعاوده البكاء ..
لم يكن ياسر يبكي على لعبته التي ضاعت ..
ولا على سيارته التي أخذها منه والده ..
ولا على جواله الذي سرق ..
كان يبكي على شيء أعظم ..
على دينه ..
على صلاته ..
على حياته .. مع ربه ..
------------------
رفع ياسر سماعة الهاتف ..
ومن غير شعور .. اتصل على زميله .. وحبيب قلبه : [ محمد ] ..
كانت مكالمة مؤثرة ..
وحديث نصفه بكاء ..
لم يستطع ياسر أن يكمل المكالمة ..
ليعتذر إلى محمد .. ويستأذن منه ..
----------------
أنهى ياسر دراسته الثانوية ..
وتخرج ..
كان ياسر قد بدأت حالته تتغير بعد ذلك اليوم ..
حاول الصمود .. ولم يستطع ..
حاول. . لكن أباه كان يؤزه إلى الضلال أزا ..
سلط عليه سبل الفتن .. وطرق الفساد ..
ليتخرج من المرحلة الثانوية ..
وقد تغير ياسر .. فليس هو صاحبنا ..
-----------------
لم تكتمل فرحة أبي ياسر بتخرج ابنه من الثانوية .. حتى بعث به إلى الخارج للدراسة ..
إغواء تلو إغواء ..
وإضلال يعقبه إضلال ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..