نشأ ياسر .. في بيت لا يعرف الله ..
أبوه لا يصلي ..
وإخوته كذلك ..
وينشأ ناشئ الفتيان فينا .... على ما كان عوده أبوه
لكن ياسر .. كان شيئا آخر ..
كان ياسر يسمع من شيخه فهد وهو يشرح كتاب الصلاة من عمدة الأحكام .. يسمع فضل الصلاة .. وأهميتها .. وكفر تاركها .. وما أعده الله من الأجر لمن حافظ عليها ..
يسمع .. ما هم به الرسول صلى الله عليه وسلم من تحريق بيوت من لا يشهد الصلاة ..
ويسمع حديث أبي موسى : " من صلى البردين دخل الجنة " ..
ويسمع حديث : " من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله " ..
ويسمع حديث : " الذي يترك صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " ..
ليقف مع نفسه موقف مقارنة ..
أمن هؤلاء أكون ؟؟
أم من هؤلاء ؟؟
ليصدر القرار الشجاع ..
-----------------------
السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ..
أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله ..
اللهم أنت السلام .. ومنك السلام .. تباركت ياذا الجلال والإكرام ..
والتفت الإمام ..ليجلس مقابل المصلين ..
أخذ الإمام يتفقد جماعته ..
وهكذا هو الإمام .. حريص على جماعته .. فهو ضامن لهم .. ومرشد لأمورهم ..
لاحظ الإمام وجود شاب صغير في الصف الأول من المسجد ..
لم يكن ذلك أمرا مستغربا ..
فالمسجد يطرقه من المارة وأقارب أهل الحي الكثير ..
ومرت أيام ..
وياسر محافظ على صلاة الجماعة ..
بل حتى صلاة الفجر .. أخذ يكابد النفس للقيام لها ..
ومع الأيام ..
لاحظ الإمام مواظبة ياسر على المسجد ..
وكان الأمر مثار تساؤل لديه..
فمن هذا الشاب ؟؟
وابن من هو ؟؟
ولِم لا يرافقه أحد إلى المسجد ..؟؟
تساؤلات .. أثارت الإمام .. ولم تجد لها لديه جوابا ..
----------------
لا أخفيكم سرا ..
فلم ألتق بياسر إلا مرتين ..
ولم تكن لي به علاقة كبيرة ..
لكن الصادق مع الله .. ترتاح له النفس من أول لقاء ..
إنسان .. يبدو على ملامحه نور الإيمان ..
وتظهر على قسمات وجهه سعادة المؤمن ..
كان جالسا معنا في درس مع أحد المشايخ ..
فلأول مرة يحضر الدرس ..
وربما كانت آخر مرة ..
ولم أكن أعلم .. من هو ياسر ؟؟ وما أخباره ؟؟
-----------------
لاحظ والد ياسر .. كثرة خروجه من البيت ..
فليست مرة ولا مرتين يوميا ..
بل تتابع الخروج ..
وبشكل يومي ..
ولم يكن الأمر خفيا ..
فهاهو ياسر .. يتوضأ للصلاة ..
ثم يمسح الماء عن وجهه بمناديل معدة لذلك ..
ثم يلبس ( شماغه ) .. ويخرج إلى المسجد ..
لكن والد ياسر .. لم يكن ككل أب .. يفرح حين يرى حرصا من ابنه على طاعة الله .. والاعتصام بحبله المتين ..
لم يكن والده كآباء من تعرفون ..
اشتاط والد ياسر غضبا ..
كيف لياسر أن يخرج إلى المسجد ؟؟
من أذن له ؟؟
من وجهه لذلك ؟؟
ماذا ؟؟ (( مطاوعة )) ..
(( المطاوعة .. المطاوعة .. وراءنا في كل مكان !! )) ..
ثم أطلقها الأب مدوية : (( ياسر .. لا أشوفك طالع للمسجد )) ..
--------------------
كان ياسر محتارا في أمره ..
ربي يأمرني ..
وأبي ينهاني ..
أطيع من ؟؟
أعصي الله .. فيضيع ديني ؟؟
أم أعصي أبي .. فتضيع دنياي ؟؟
مفاضلة .. واضحة النتيجة ..
------------------
لم يستمع ياسر لكلام أبيه ..
فليهدد ما يهدد ..
لن أقطع حبل الله حين وصلته ..
وأخذ يردد ..
لن أقطع حبل الله حين وصلته ..
لن أقطع حبل الله حين وصلته ..