عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2006-06-17, 5:44 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
كنت ذات يوم أسير بسيارتي في الطريق ..
ومن عادتي أن أقضي وقتي في السيارة بمكالمة أو رسالة .. أو سماع شريط أحيانا ..
وقع تحت ناظري رقم عبد المحسن .. ..
اتصلت به ..
- هلا .. ابو منصور (( تلك هي كنيته )) ..
- نعم ..
- حياك الله .. كيف حالك ..
- الله يحيك .. لكن عفوا .. من معي ؟؟
- أفا .. ألم تعرفني ..
- للأسف ..
- معك فلان ..
- عفوا .. لم أعرفك ..
- عجيب . فلان الفلاني ..
- عفوا .. لم أعرفك ..
- ألست عبد المحسن .. ..؟؟
- عبد المحسن .. .. لا .. معك أخوه .. تريد عبد المحسن .. ؟؟
- نعم .. بارك الله فيك ..

أخذ عبد المحسن .. الجوال ..
- عبد المحسن .. ..
- أهلا ..
- حياك الله .
- الله يحييك .
- عرفتني ؟
- نعم .
- حياك الله ، ما أخبارك ، وأخبار المدرسة ..

استمر حديثنا لدقائق .. ثم سلمت وأنهيت المكالمة ..
كان تجاوب عبد المحسن .. ضعيفا جدا ..
أمر أحزنني كثيرا ..

---------------

في آخر الدراسة الثانوية ..
وأيام الاختبارات ..
قررت مع بعض الزملاء من الشلة الكريمة أن نفطر في ذلك المطعم ..
ذهبا سويا .. وأوقفنا السيارة ..
نزلنا ..
كانت المفاجأة ..
عبد المحسن .. ..
أهلا ..
عناق حار .. ولقاء على استحياء ..

- ما أخبارك .. افطر معنا ..
- جزاكم الله خيرا .. أفطرت ..

كان حال عبد المحسن .. قد تغير ..
لم يعد زيه كما نعرف ..
قد اسودت شفتاه ..

قال صاحبي بعدما افترقنا : (( سلوا له الهداية ..فقد وقع في التدخين )) ..

لا حول ولا قوة إلا بالله ..

عبد المحسن .. .. ذلك الشاب الطلق .. يصبح هكذا ..
إنها الحياة ..

----------------------------

وهكذا .. ربما ينجح الشاب في عقبة .. ويهلك في أخرى ..

نعم ..
السيارة ..
عقبة كؤود ..
فإما أن تكون دوامة ..
وإما أن تكون معينة في الخير ..

ولذلك .. فمن الخطأ أن نتعامل مع السيارة بمصادمة ..
لكن .. لنتحو الشاب عندما يمتلك سيارة ..
لنجعله هو وسيارته دعاة إلى الخير ..

--------------

وهكذا الحياة .. نعيش .. فنتعلم ..
تُـغيّر .. وتتغير ..

ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ..

-----------

! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

-----------
..يا ويلتى..

(( وفي لفظ لمسلم : سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " )) ..

سبحان الله .. تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء .
اللـــــه .. كل هذا ..فضل للوضوء ..
إنه لحريٌ بي أن أسبغ الوضوء .. وأحرص عليه ..
بل ..
ولأبلغ أهلي وإخوتي .. وأبي ..
ماذا ؟؟
أبي ..

لكن أبي لا يصلي .. ولم أره يتوضأ ..!!
تُـرى ؟؟
ألن تكون لأبي حلية ؟؟

وهنا أسبل ياسر دمعات .. وهو يردد : ألن تكون لأبي حلية ؟؟ ..

يااه .. ما أشد الألم على القلب .. حين يكون لك قريب لا يصلي ..!
فكيف بأقرب الأقربين ..

أخذ ياسر يردد الحديث ..
(( وفي لفظ لمسلم : سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " )) ..

فهو وصاحبه [ عمر ] يحفظان عمدة الأحكام ..
وفي المساء .. يُـسمّعان ما حفظا عند [ فهد ] .. ومن ثم يشرحه لهما ..

فـفهد .. طالب علم .. يدرس في كلية الشريعة .. وملازم لبعض كبار العلماء المشهورين بالرياض ..

---------------------

كان ياسر آنذاك في بداية المرحلة المتوسطة ..
تتضح في ملامحه علامات النبوغ ..
كانت أمه حريصة على تربية ابنها تربية صالحة ..
كم هي سعادتها .. عندما علمت أن ابنها : ياسر قد انضم إلى الحلقة المجاورة لبيتهم ..
ترفع يديها .. لتدعو : (( اللهم أصلح ياسراً .. اللهم اكفه شر كل ذي شر )) ..