جزء جديد ونأسف للتأخر أختـاي قمر والجوري ,,
خالد : لا أدري كيف أتصرف يا محمد أرشدني .. فقد تعبت كثيرا جدا ؟؟
محمد : خالد أعلم أن أختك لن تقبل بمساعدتي لهـا ولكن هل نسيت المنح الدراسيـة التي تقدم للطلبة المتفوقين دراسيا !!
فعلا نسي خالد هذا الشيء فخرج مسرعـا ليخبر أمل بهذا النبأ السار .
محمد : خالد .. خالــد .. إلى أين تذهب ؟؟
خالد : لأخبر أمل بالخبر السعيد .
هنــا ضحك محمد وقال له .. قل لأختــك أريد بشارة هذا الخبر السعيد .
خالد يرفع حاجبا : بشارة ؟!!
محمد : أقلهـا دعوة على الغداء عندكم اليوم ؟؟
خالد : لأول مرة بحياتي أرى شخص يدعو نفسه عند أحد لا يرغبون بوجوده بينهم !!
ضحك الاثنين واستأذن خالد وتواعدا أن يكون اللقاء بالبيت على الغداء .
فرحت أمل بهذا الخبر كثيرا وقامت لتجهز الغداء لضيفهم محمد .
لمجرد دخول محمد أحس بالحنين لبيت عائلة أمل وتذكر أمهم
فدمعت عيناه وسرعان ما مسحهـا حتى لا يشعر به أحد
ودعا لهـا بالرحمــة والمغفرة .
محمد : هلا بالحامل والمحمول .
خالد : ألم تنسى كلمتك هذه ؟
محمد .. وهل تنسى الأيام الجميلة يا خالد ؟
كان يوما جميلا بالنسبة للجميع .. محمد دخل للمنزل الذي يحبه كثيرا
وما كان ينوي الخروج منـه لولا أمـــل .
تذكر أمل !!
أمــل كبرت أصبحت شابـة لم يرهـا منذ فترة .
يراهــا عندذهبهـا للمدرســة بذلك السواد فقط .. فتاة خلوقـه , متدينــة تخاف الله
ناضجـة , حكيمـة صبرت كثيرا .. بدأ يفكر بهـا كفتاة يافعـة .
محمد يحادث نفسه .. كل هذه الصفات بأمل وكنت غافل عنهــا .
تبسم ودعا الله أن تكون من نصيبــه كزوجـة تكمل معـه مشوار هذه الحياة .
استغرب خالد سكوت محمد فليس من عادتــه الهدوء .
خالد : أضحك الله سنك دائمــا وأبدا .. محمد بماذا تفكر ؟؟
أحمر وجــه محمد خجلا لأنه كان شارد الذهن وقال : لا شيء أفكر بموضوع خاص
ضحك خالد وقال له .. إذا هل أعتبر نفسي مدعو .
محمد : مدعو على ماذا ؟!!
خالد : بما كنت تفكر فيـــه ؟؟
محمد : وهل تعرف بماذا أفكر ؟
خالد : هذا مؤكد .. فمشاعرك مكشوفة بالنسبـة لي .
محمد : استأذن .. حتى لا تعرف ما الذي أنوي فعله بك الآن !!
تحياتــي يـــا ........ ستعرف مع الأيام إن شاء الله .
رجع محمد للبيت يفكر بحياتـه وأنـه تعب كثيرا حتى وصل لهذه المكانـة
وهذا كله بتوفيق من الله ثم إرشاد من والده رحمه الله
صباح أول يوم للاختبارات النهائية والمصيريــة
طرقات خفيفــة على بـاب أمل
أمـــل : تفضــل
خالد وعبدالرحمن : السلام عليكم ورحمة الله أختنــا الحبيبـة
أمل مبتسمة : وعليكم السلام ورحمة الله
ما بالكم تلقونهـا وكأنكم تلقونها على الأستاذ
عبدالرحمن : حتى لا يسبق أحد منـا الأخر
وتدربنـا جيدا حتى نلقي عليك التحيــة بهذه الصورة المهذبة
هل تريدين سماعهـا مرة أخرى .. لنعدهــا خالد .
أمــل : لا أرجوك لست على استعداد للاستماع لأصواتكم الشجيـة
خالد : كيف الاستعداد أختي الحبيبـــة ؟
أمــل : الحمد لله ولكني خائفة قليلا
عبدالرحمن : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
أمـل : اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا .. اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري
خالد : نحن من سيحضر الإفطار اليوم .. ماذا تشتهي أميرتنـا ؟
أمــل : أتعرفان لماذا صنع الباب ؟
عبدالرحمـن يغمز لأخيه متبسمـا : كأن أميرتنــا تطردنـا .. هل نعتبرهـا كذلك ؟؟
أمــل : هذا مؤكــد .
عبدالرحمـن : وتؤكدين أيضا !!
أمــل : لا يا أخي الحبيب , المهذب , الحنون أمزح فقط ..
لا أقصد شيء من هذا الذي عنيته !!
عبدالرحمن : تجد المتعة عندمــا تقود المرأة من يدهـا التي تؤلمهـا !!
أمــل بنظرة تهديـــد .. جعلت عبدالرحمن وخالد يوليان هربـا
فهم يعرفون هذه النظرة جيدا .
ضحكت أمل من طريقة تعامل إخوتهـا معها.. ودعت لهم بالتوفيق .
مرت أيام الاختبارات بسلام برغم ضغوطاتهـا
ولم يتبقـى إلا النتائج ..
ولكن أمل استغلت هذه الأيام لاستكمال ما تبقي لهـا من حفظ لكتاب الله
أما خالد وعبدالرحمن كانوا يساعدان محمد في عمله
كانت أمل تقرأ القرآن عندمـا سمعت الطرقات على الباب فخافت كثيرا
لان بهذا اليوم تكون النتائج
وعندمـا تفتح تجد خالد ينظر إليهـا وبعينيــه الدموع
ففزعت للأمر وسألتــه
أمـل : خالد.. قل لي أرجوك ؟
خالد : لا تلوميني أمـل .. من سعادتي التي لا توصف .
أمل : أرح قلبي يا خالد وأخبرني ما هي النتيجـة
خالد : مبارك أمــل حصلتي على نسبـة 98 %
لم تجبـه بكلمـة.. فقد هرعت للسجود شكرا لله وأنـه لم يضع لها جهدا .
ما أسعد عائلـة أمل هذا اليوم فحلمهم بدأ يتحقق بفضل من الله تعالى
وعلى الرغم من الفرح لم يخلو يومهم من الدموع
فهم يفتقدون الأبويـن كثيرا .. تذكروا كلام أمهم وشوقها للقاء هذا اليوم
ولكن هي إرادة الله في هذه الحيـاة
وبدأت أمل تستقبل صديقاتها للتهنئة
ففرحتهن لا تقل عن فرحتهـا .. فهي فتاة يحترمها ويحبها الجميع
في المساء دخلت أمل غرفتهـا وفتحت مذكرتهـا وكتبت
,’, دعـــاء من قلب يتيم ,’,
أمــي الغاليــة .. أبي الحبيب
نرجو من الله العظيـم أن يكون ما أصابكم رفعـة لكم
ورحمـة من غفور رحيــم .. فقد تعبتم كثيرا في هذه الحيـاة
ولم أجد شيء أقدمه اليوم أعظم من الدعاء لكمـا
وأسأله جل في علاه أن يتقبلـه
( إلهــي لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت ..
إلهي أنت ربي فلا تكلني إلى نفسي طرفة عيـن
اللهم إني أحب أمي وأبي فأسألك الرحمـة بهما والعفو عنهـما ..
إلهي أذقهم سعادة الآخرة
وأحشرهم في زمرة النبيين والصديقين والشهداء وبلغهم الفردوس الأعلى
إلهي أجب دعائي وتقبل رجائي وأرحم دمعتي ..
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابـة وهذا الجهد وعليك التكلان )
استسلمت أمل للنوم ودمع عينهـا لم يجف فالنوم رحمـة من رب العالمين لقلبها الباكي
,,
,,
,,
يتبـــع