عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-10-18, 6:00 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي العبادات مولدات طاقة ..
العبادات مولدات طاقة ..


- - - - - - - - - - -

المتأمل في النصوص يجد أن العبادة تشغل أكبر حيز من يوم الإنسان وليله .

كلا ، بل إنها تشغل وقته كلها ، منذ أن يفتح عينيه ، مع غبش الفجر وهو يستيقظ

لصلاة الصبح إلى أن يغمضهما حين يأوي إلى منامه ….!

تذكر على سبيل المثال ، أن عبادة الذكر والفكر ، في صحبة الإنسان بلا توقف !



إن المرء ليستمد من العبادة طاقة روحية عجيبة ، يواجه بها الحياة وأحداثها وهمومها ..

ثم إن التدين أمر فطري في ذات الإنسان ، لا تزال فطرة هذا المخلوق متشوقة

أن تكون في خدمة مولاها وسيدها وخالقها ،

فإن لم يغذِ هذا الجانب بطريقة صحيحة ، بحيث يتجه إلى الله رب العالمين ،

فإنه لابد أن يتجه إلى أرباب آخرون كثر ، يتعبد لهم من دون الله سبحانه ..!



ومن ثم فإن وظيفة العبادات بأنواعها:

أن تملأ نفس الإنسان بالسكينة والطمأنينة والهدوء ، وراحة البال والرضا عن الله ، وانشراح الصدر ..

فيثمر له ذلك سعادة قلبية غامرة ، سواء تبسمت له الدنيا في وجهه ،

أو كشرت له وعبست ، أمطرت سماؤه أو أمسكت ..!

ذلك لأن غناه في قلبه لا يفارقه ، لأنه يعيش مع ربه جل في علاه ..



وخذ مثلا سريعا :

إن روح الصلاة ولبها وسرها : أنها مناجاة قلب لرب ، فلا يزال هذا القلب

منكسراً بين يدي ربه يناجيه ، ويتضرع إليه ، ويزداد تعرف عليه ، وقربا منه

.. ولا يزال ربه يرقيه طوراً بعد طور ، حتى يتوهج قلبه بالنور شيئا فشيئا ..

فإذا هو متصل القلب بالسماء ، مشدوداً إلى المعالي، فكأنما انبتت علاقاته بالأرض

، فغدا فوقها يشرف عليها من عل عالٍ !!


















والخلاصة في كلمات :






إن العبادة الصحيحة تخلصك من مشاعر القلق ، وتطرد عن أجواء قلبك الأكدار والضيق ….



وتضفي على روحك نسائم السكينة والشعور بالرضا ..



بشرط واحد يسير _ على من يسره الله عليه _

أن تجمع قلبك خلال تلك العبادة ، وأن تخلص وجهتك لربك ، لا تريد بها غيره ،

وأن تحسن متابعة حبيبك صلى الله عليه وسلم فيها ..



وعلى هذا نوصيك _ ونوصي أنفسنا أيضاً _ :

كلما قمت إلى طاعة ، فرّح قلبك ..! وابتهج لها وبها ..!

وثق : أن السعادة ليست في المأكل والمشرب وقضاء الشهوة ..!

فإن هذه الأمور يشاركك فيها الحيوان البهيم الأعجم ، وكثير منها يفوقك فيها ،

فأنت دونه في تحصيلها.. !!



إنما السعادة الحقة أن يتذوق قلبك محبة الله سبحانه ، وتتذوق لذة خدمته ..

ويبتهج قلبك وأنت مشدود إليها ، تنافس فيها ، وتحرص عليها ..

والذين ذاقوا طيبات هذا الطريق يحدثونك بأكثر مما قلنا ..!


ابو عبد الرحمن


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟