المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البساط
أيامنا الخالية عبقت بزخم من الرضا المتبادل ، ملأناها حبوراً وغبطةً ، لتخلفها لحظات من الحسرة على جميل ماضٍ لن يعود ،
حينما تلتفت يمنةً ويسرةً فلا تجد على خريطتك سوى سراب ذلك الزمان الزاهر بروعته ، ثم تحين منك صحوة تكدر حلمك الجميل ، تتقمص فيه الوحدة ثياب الديمومة ، فيثقل خطو الزمن ، وتملؤك الوحشة حد الارتواء عندها لا يكون لك أنيس سوى الأمنيات فكانت ولا دتها ذات ليلةٍ شتائية ضيوفها الفردية المطلقة :
سقى الله أياماً بدنياي قد مضت = تحن لها تفس الـجريـح وتذكرُ
فيا روح أم المنذر الكل قد غفى = فـهلا لـقاءٌ فـي المنام ونـسـمرُ
أحاكم فيه الدمع والسهد والنوى = وكل اعتلالٍ بات للعظم يكسرُ
تعيدين أزماناً من السعد لم تعد = معالمها من حلكة القهر تبصـرُ
فتحيين روحاً بالفراق قتيلةً = وجسماً يغور الجرح فـيـه ويـنـخرُ
ودقات قلبٍ قد تثاقل خطوها = تسير كخـطـو العاجزين وتـعـثـــرُ
تحلين أغلال المكبل بالضنا = فتطفأ نار الشوق والنقــص يـجبرُ
وتجلين هماً قد تطاول مكثه = وتعلين شمساً ضوؤها ليـس يـقـهـرُ
وتبرين جرحاً في الفؤاد مراره = يـقـطـع أكباد المحب ويـعـصــرُ
وتوقف أنهارٌ من الحزن قد جرت = وتبعث أنـوارٌ من السعد تزهرُ
لأحيا كما الباقين من غير لوعةً = ويهدأ قلبٌ من جوى البعد يزفرُ
بذاك فجودي أم قلبي وعجلي = وإلا فباقي الـعـمــر دونـــك أخـسرُ
|