عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2006-06-05, 12:52 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي على أعتاب الطلاق
على أعتاب الطلاق

بقلم: هيا الشويعر

شرع الله سبحانه وتعالى الزواج، وجعل بين الزوجين مودة ورحمة لبناء أسرة سعيدة،
ويبذل كلا الزوجين الجهد لتحقيق المحبة والمودة والإخلاص تجاه الآخر.
وقد يسير زورق الحياة عكس الاتجاه المحدد له، وتكثر الخلافات والمشاحنات
بين الزوجين وتضيق بهما السبل، وتفشل جميع المحاولات في الإصلاح،
فيكون الطلاق في هذه الحالة ضرورة حتمية لابد منها وهو آخر العلاج.
ولاشك أن الطلاق أمر مكروه، ولذلك وصف بأنه «أبغض الحلال عند الله»
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير منه:
«لايفرك مؤمن مؤمنة.. إن كره منها خلقاً رضي آخر»
والإسلام أباح الطلاق عندما يتعذر العيش بين الزوجين، قال الله عز وجل في محكم كتابه:
{وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً} النساء: 130.
وللطلاق عدة أسباب منها على سبيل المثال لاالحصر:
- عدم التمسك بتعاليم الدين والشريعة الإسلامية.
- عدم التكافؤ الاجتماعي والمادي والثقافي بين الزوجين.
- عدم إشباع الجانب العاطفي لكل منهما.
- اختلاف وجهات النظر بين الزوجين.
- الشك والغيرة الزائدة عن الحد وفي غير محلها.
- فتور العلاقة الزوجية بين الزوجين وتجاهل مشاعر الآخر لكل منهما.
- تدخل الأهل سلباً في الحياة الزوجية.
- انتشار القنوات الفضائية وصرف بعض الأزواج النظر عن زوجاتهم.
وقد أجريت استبياناً على مجموعة من النساء المطلقات وعن حالتهن بعد الطلاق، فوجدنا أغلبية النساء المطلقات سعيدات بعد الطلاق، وأنا من ضمنهن، فقد وجدنا متنفس الحرية والتفرغ للعبادة من صيام وصلاة قيام وحضور المحاضرات، ولكن شيئاً واحداً يزعجنا وينغص حياتنا هو البعد عن الأبناء في وقت هم فيه أشد الحاجة إلى رعايتنا.
أضم صوتي إلى أصواتهن وأقول: إن المتضرر من حالات الطلاق هم الأبناء، الضحية الأولى لما يعتريهم من الاضطراب النفسي والقلق والتوتر. وقد أجريت دراسة على الأحداث المودعين بدار الملاحظة فأظهرت الدراسة أن أكثرهم انحرفوا بسبب انهيار أسرهم بالطلاق. فلجأوا إلى رفقاء السوء ووقعوا فريسة للمخدرات والسرقة واللواط.
فالطلاق يحطم نفسية الأبناء ويقضي عليها، إلا من رحم ربي، ويؤخرهم في دراستهم وقد يصابون بالعزلة والانطواء.
كما يؤدي الطلاق إلى أنماط السلوك المضطرب لدى الأطفال كالغيرة والأنانية والشجار وعدم الاتزان الانفعالي.
وقد طرح في الولايات المتحدة الأمريكية على عدد من القضاة والمربين والأطباء النفسيين السؤال التالي: ماهو رأيك في سبب تكاثر الجرائم عند الأحداث؟ فكان جواب 15.000 طبيب وقاض ومرب: إن السبب الأول لتزايد جرائم الأحداث هو تزايد حالات الطلاق.
يقول الدكتور كنيت جونسون الأستاذ في جامعة كولومبيا:
إن 300.000ولد أمريكي يقذفون إلى بحر التعاسة كل سنة بسبب الطلاق.
تقول امرأة أصبحت أماً لأولاد أكبرهم الآن على أبواب الزواج:
معاناة انفصال والدي عن والدتي مازالت مترسبة في نفسي، فعندما كنت طفلة شاء الله
أن ينفصل والدي عن والدتي فأصابني الهم والحزن والاكتئاب.
في ذلك الوقت كنت لاأتجاوز الثامنة من عمري، كنت أحلم وأتمنى أن يكون هناك هاتف صغير يحمل في الجيب بدون توصيلات أو تمديدات حتى أختلي في زاوية من زوايا المنزل أو حتى في دورة المياه وأتحدث مع والدتي بدون قيود أو رقيب أو حسيب. ومن شدة براءة الطفولة كان هذا الحلم يراودني في ذلك الزمن.
كان والدي حازماً بسبب طبيعة عمله ضابطاً في الجيش، وكانت أوامره صارمة وعسكرية. كل شيء في البيت يمشي بنظام.
كانت زيارتي لوالدتي في الشهر مرة واحدة فقط، وكانت محادثتي لها عن طريق الهاتف كذلك مرة واحدة في الشهر.
كنت أحلم بالهاتف النقال «الجوال» ولم أكد أصدق أن حلمي سيصبح حقيقة في يوم من الأيام.
تمنيت لو كان هذا الجهاز موجوداً في تلك الفترة لأحادث والدتي التي عانيت من لوعة فراقها. كانت المصدر الحنون الذي افتقدته في بداية طفولتي في وقت كنت في أشد الحاجة إلى صدر أمي الحنون.