عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2004-11-25, 5:00 PM
شمعة فرح
مشرفة قديرة سابقة
الصورة الرمزية شمعة فرح
رقم العضوية : 1618
تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2004
عدد المشاركات : 3,496

غير متواجد
 
افتراضي عندما تتكلم الدمــــــــــوع
ليس من انسان الا وقد مرت به لحظات ينعقل فيه لسانه ويلجم فمه ليدع مجالا للدموع ان تتكلم لتعبر عن مشاعر النفس بابلغ بيان وبما يعجز ان يفصح عنه اللسان لو نطق

فدموع الفرح ودموع الحزن والفراق ودموع الخشية والخشوع افضل ترجمان ولذلك كانت برهانا على صدق الاحساس تلك المشاعر وبلوغها مرحلة القمة في النفس البشرية
وقد بكى الرسول صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه ابراهيم وبكى على بعض اصحابه وكان عليه الصلاة والسلام مثلا للبكاء من خشية الله وبكى صديق هذه الامة فرحا بخبر الهجرة حتى قالت عائشة رضي الله عنها: ( ما علمت ان احدا يبكي من الفرح الا يومئذ )
وفي الناس من هم جفاة الطبع غلاظ الاكباد لا ترق لهم قلوب ولا تقطر لهم دمعة ولا يحرك فيهم ساكنا ما يدور حولهم من محن ورزايا

وحينما تسمع اوتشاهد امرا مؤلما ولا سيما فيمن حولك

يرق قلبك
وتدمع عيناك
وتشف نفسك

ولكن هذه الحالة لا تلبث ان تزول لتطوي عليها الايام صفحات من النسيان والغفلة ذلك النسيان الذي هو حقيقة الامر منحة ومنحة فلولاه لما طاب لنا عيش ولا بقي حبيب بعد حبيبه ولولاه ايضا لبقينا في ظلال تلك الشفافية دهرنا كله ,,

ومها نسينا من تلك الدموع ما نسينا
فان دمعة غالية عند الله ثقيلة في الميزان يجب الا تهجر مآقينا علينا ان نعتصرها من حين الى الآخر وفي الحديث .. (عينان لا تلمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله وليكن ذلك منا في خلوة لنفوز ببشرى ( ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) فنكون من اهل ظل العرش يوم القيامة ولنلجم ذلك اللسان الذي اوردنا المهالك لندع الدمع تتكلم عن ايماننا وخوفنا , عن رغباتنا وشوقنا,. عن ندمنا وتقصيرنا
لتحلق بنا تلك الدموع فى آفاق سامية من الخشوع ...


توقيع شمعة فرح