جاءني ذات مساء في خلوتي أكبر الأبناء سفيراً عن إخوانه لما يعلم من قرب مكانته في نفسي ، وكنت أرى في عينيه سؤالاً مفاده :
هل لخلواتك المتكررة علاقة بالتفكير في الاقتران بزوجة أخرى ؟؟
وكان يحب إيصال عدم معارضتهم للأمر ، فخلوت بنفسي ولم أجد إلا أبياتاً هي المعبرة عن الحال قلت فيها :
محـمـد ألـهبني الحنين إلـى الـتي = أضـاءت حيـاتي بهـجـةً وتـولــّتِ
فيا ولدي لا روح بي ترتجي المنى= ولا الصبر أقواه شفـاءً لـعـــلـتي
بكيتُ اشتياقاً زاد بي الدمع حرقةً = وأنشدتها شعراً فماحزت فرحتي
وماجفّ دمعي لا،ولا السعد زارني= ودامت على فقدالخليلةِ حسرتي
أداري جراحي كي أزيف بسمةً = وكيف لمطـعـون الـفـؤاد بــســـــرةَ
فأوصيك إن حان الـرحيـل جـوارها = تـواري عـظـامي كي أراح بتربتي
إذا كتب الرحمن يـومـاً بـبعـثـنــــا = أكـون علـيـماً أنـهـا قـرب حـفرتي
وليت بواقي الجسم منها تزورني = أو الــدود يأتيني بـبــاقي أحـبـتي
فيجمع في أمعائـه الـكـل لـحـظةً = بهذا تلاقي سوءة الخل سوءتــي
وأوصيك أن تحيا وصولاً لقـبـرنــــا = لعل دعـاءً مـنـك يـؤنس وحشتـي
ولا تنسَ أماً لا تـطـيـق بـعـادكم = بوصلٍ وإحـســانٍ لـهـا كـل فـتـــرةِ
وأوصيك أيتاماً بعـطـفٍ تـحـيطهم = وخذهم بلينٍ وافـرٍ بـعـد غــيـبتـي
وأبلغ صغير السن منهم مقامنا = وكلـفـهُـمُ الإتــــيـان رَوحاً وغـــدوةِ
بذاك تنال الخير من ربك الذي = أقـام جـنان الخلد لـلـطــائـــع الفتي