السلام عليكم ورحمة الله

أختي الغالية " أمل " ولن أقول حزين لأني لا أفضل الخضوع للحزن حتى وإن كان أملاً !

بداية ً اهنئك من كل قلبي على علو نفسك .. وثبتك الله على هذه الروح المحبة .. ولا تسمحي لمن وهبها الله هذه الروح أن تضيق نفسها ..حاولي أن تبعثي لنفسك التشجيع فأنت بحق لست بحاجة لمواساة بقدر ما انت بحاجة إلى تقدير هذه النفس التي وهبها الله لك .. فنفس محبة .. مترفقة بكل من هم حولها يجب أن تكون قادرة وبكل سهولة أن تلملم ما تشتت ومعاودة النهوض بقوة ..

فالنفس القوية لا تنهزم بل تمر بفترة تدعى " استراحة المحارب " ليس دلالة ضعف وإنما هي استجماع للقوى !! وبعدها ينتفض الفارس الشجاع الكامن في هذه النفس بعد ان أنهكه التعب ولكنه لا يسمح لهذا التعب بأن يقضي عليه .. لأنه بهمته العالية أقوى من أي تعب .. ! وكما يقولون : " الضربة التي لا تميتك تزيدك قوة "

سبحان الله المصائب للمؤمن كالشحذ له ولهمته كشحذ السكين يزيدها قوة وصلابة وأداء أمثل للعمل ..

لذلك غاليتي أمل لا تجعلي نفسك تصل إلى هذا المستوى من التراخي ولن اقول الضعف .. ولا تلتفتي لما ترينه من هذا الكذب والغدر .. فأنت بنعمة لأنك تتعلمي من هؤلاء .. فصبري نفسك وقولي لولا وجد هذا التضاد من الصدق والكذب والوفاء والغدر لما وجد الثواب والعقاب .. ولا الجنة والنار .. !! فسبحان مقدر الأقدار .. له حكمة في أن تسير هذه الحياة بهذا التضاد والتناقضات ..

فما زالت الحياة مستمرة طويلة .. ثابري على هذه الروح العالية والنفس الكبيرة بتفانيها ولا تتخاذلي ولا تترددي فأنت على الطريق الصحيح ـ لا حرمك الله الأجر ـ وكوني على يقين بأن الله سبحانه وتعالى يسخر الخلق بعضهم لبعض .. فأنت اليوم قادرة لا تبخلي بما مـن ّ الله به عليك .. وغدا ً قد تكونين ممن هم بحاجة من هم مثلك ولا تجدينه !! لذلك واصلي طريقك الذي بدأته فلن تندمي بإذن الله لأن شعور العطاء من أجمل المشاعر التي يمكن لك أن تعيشيها .. فلا تحرمي نفسك التلذذ بهذا الشعور !

بارك الله فيك أختي " أمل " وأحب أن أهمس في أذنيك بأن لا تقتربي من الأسماء الباعثة على تعذيب النفس .. فنحن دائما ً ننشد السعادة لا الحزن ..

رزقنا الله وإياكم سعادة الدنيا والآخرة

أختك : ميسون