عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2006-06-03, 3:29 AM
شموخ الأمل
عضو شرفي قدير
الصورة الرمزية شموخ الأمل
رقم العضوية : 19
تاريخ التسجيل : 6 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 3,296

غير متواجد
 
افتراضي



أسرع خالد يتصل بمحمد للذهاب بأمه للمستشفى .
وبالمستشفى الكل قلق ويدعو الله أن ينجي أمهــم .
يخرج الطبيب حزينـا ويخبرهم بنبأ الوفاة وطلب منهـم
أن يدعو لأمهم بالرحمـة .
سقط عبدالرحمن مغشي عليه فهو الابن المدلل ويحب أمه كثيرا جدا
أمل تبحث بعينيهـا عن أخيهـا خالد ولم تجده
يا إلهي أين ذهب تشتت بين الخبر الصاعقة وبين اختفاء خالد وسقوط عبدالرحمن
قالت لمحمد .. أرجوك أخي هل تبحث لي عن خالد ريثما اطمئن على عبدالرحمن ؟
محمد : لا تقلقي أختي سأجده إن شاء الله تعالى
ذهب محمد يبحث عن خالد .. وأمل دخلت عند عبدالرحمن فوجدته قد أفاق ويبكي بصمت
أمل: عبدالرحمن هل أنت بخيــر ؟؟
امسح دموعك يا أخي ... واسأل المولى أن يتغمدها برحمتـه .
عبدالرحمن : هل تعلمين يا أمل أنهــا ذهبت ولن تعود .. لن تعود ؟!!
لا أتخيل حياتي بدونهــا يا أمل .. لا أستطيع !!
أمــل : قال تعالـى ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنـا لله وإنـا إليه راجعون ** أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
ونحن مؤمنين بقضاء الله يا عبدالرحمن .. المصاب جلل ولكـن
هل نغضب ربنـا بالسخط على قضاءه وقدرة ..
لا يا عبدالرحمن أمي ربتنـا على الأخلاق التي يجب أن يتحلى بهـا المسلم
وعلمتنـا كيف نكون عند الشدائد والمصائب
فهل يعقل أن ننسى تربيتها لنـا ووصاياها بعد وفاتها مباشرة ؟؟
أنهض يا عبدالرحمن فأنـا بحاجتكم كثيرا .
قام عبدالرحمن وأخذ أختـه بحضنه ومسح دموعهـا وقال إنـا لله وإنــا إليه راجعون
رحمك الله يا أمي .. رحمـك الله .
سمعوا طرقات خفيفة على الباب فغطت أمل وجهها وسمحوا للطارق بالدخول وكان محمد وبيده خـالد
دخل خالد وكان مرهق جدا فأخذته أخته بحضنهـا وقالت له : أعظم الله أجرنـا في مصيبتنـا
وغفر لفقيدتنــا .
هنـــا خالد لم يستطع التماسك أكثر فأطلق العنان لدموعه بحضن أختــه
وقال : آآآآآآه يا أمل المصاب جلل .
أمــل : أحتسب يا أخي واسترجع .
خالد أمك لا تريد الدموع الآن .. أنهض فهي لم تتعهدك لهذا !!
خالد ينظر لأختـه متعجبا من تصرفها أيعقل أن يكون تصرف أمل هكذا
هي تحب أمي كثيرا .. ولكن من أين أتت بهذا الصبر وهذا الجلد ؟!!
أمل : خالد هل نسيت وصايا أمي هل نسيت .. أنهض يا أخي ؟!!
فأمك من الصالحات نحسبها والله حسيبها ولا نزكي عليه أحدا .. هل نسيت كلماتهــا؟؟
خالد : إنــا لله وإنا إليه راجعون .
كانت أمل تدعو الله أن يثبتهـا ولا تنهار أمام أخوتهــا
فهم يستمدون القوة من صبرهـا بعد الله تعالى

مــا أوحش الدنيا من دونك يــا أمي الحبيبــة ولكن لا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه
إنا لله وإنـا إليه راجعون .

صديقات أمل لم يفارقنهـا طيلة أيام العزاء وكذلك معلماتها يحاولن التخفيف عنهـا .
ومرت أيام العزاء بطيئة كئيبة .
مـا أصعب فراق الأحباب !!

بدأت الحياة تدب بمنزل عائلة أمل شيئا فشيئا بذهابهم لمدارسهم وممارستهم لحياتهم العامة
تغيرت أمل كثيرا .. أصبحت هادئة على غير عادتهــا تحب العزلة
سابقا كانت كالنحلة التي تتنقل بين الأزهار بهمة ونشاط .. ذهبت أحدى زميلاتهـا للأخصائية وأخبرتهـا عن حال أمل وكيف تغيرت بعد وفاة أمهـا . فاستدعتهـا الأخصائية الاجتماعية بمكتبهـا وبدأت مساعدتها لتجاوز المحنـة .
مع الأيام بدأت أمل تعود شيئا فشيئا لحياتهـا المعتادة .. ولكن قلقهـا على خالد زاد ؟!!
يرهق نفسه كثيرا بالعمل .. وأخبرهـا أكثر من مرة أنه ينوي ترك المدرسـة لأنه تعب من الدراسة والعمل كثيرا.. فمنذ نهوضه باكرا لا ينام حتى العاشرة ليلا ويرجع للبيت خائر القوى ولكنهـا خاطبته بحزم أن ينسى فكرة ترك المدرسـة لأن به مستقبلـه ..
ولا ينسى وصية أمـها له بأن يصبح طبيبـا
وللأسف هي من يجب أن يتنازل عن طموحه وبدأت تأقلم نفسهـا وتنسى بل تتناسى الجامعة .

فتحت أمل مذكرتهـا والتي جعلت من الحروف ألمـا
(( أنــا قصــة صاغ الأنين حروفهــاااا ))
سابقتهـا دمعاتهـا بالتعبير قبل قطرات الحبر عمـا يعصف بفكرهـا
اليوم أكملت أمي الشهر الرابـع على وفاتهـا .. وأمل بدأت بنسج الخيوط العنكبوتية بفكرهـا لتناسي الجامعـة
أمي الحبيبــة .. سامحيني لن أستطيع تحقيق حلم حياتك .. سأدفن حلمي بجانبك !!
لا أستطيع أن أشق على خالد أكثر
آآآآآآآآآه يا أمــاه .
ساعدتني كثيرا بالتخطيط لطموحي ولكـن للأسف .. يجب أن أنسى هذا الحلم الجميل
كنت أريد أن أكون عون لك ولإخوتي ولكـن أصبحت العكس .. عالة عليهم !!
نامت أمل على مذكرتهـا ودمعهـا على خدهــا .. وصحت فزعة فوجدتهـا الثالثة فجرا
صلت حتى اطمأنت .. ودعت الله أن يصبرها بهذه الحياة وتتخذ القرار المناسب لحياتها
ثم بدأت تستحضر دروسهـا فلم يبقى عن الاختبارات النهائيـة شيء .

في مكتب محمد
خالد : السلام عليكم ورحمة الله وبركــاتــه
محمد : وعليكم السلام ورحمـة الله وبركـاته
خالد ما الذي أتى بك إلى هنــا ؟!!
ألم أطلب من البقاء بالمنزل فلم يبقى عن الاختبارات شيء يا أخي
خالد : محمد أرجوك أنا لا أخذ المال بدون مقابل .. ولا تقلق علي سأنجح .
محمد بحزم : نجاح بدون تفوق لا أريده هل تسمعيني يا خالد ؟
خالد : لست بأفضل من أمل .
محمد : أمل ما بهـا ؟!!
خالد : آآآآآآآآآه يا محمد رأيتهـا تراجع بدون تركيز فسألتهـا عن السبب
وقالت أنهـا تبذل جهدهـا .. دخلت غرفتهــا في اليوم التالي
فوجدت مذكرة مزخرفة وجميلة
فتحتهــا وجدت عنوانهــا (( أنــا قصة صاغ الأنين حروفهــا ))
قرأت أخر صفحـة تقول فيهـا أنهــا دفنت طموحهــا بجانب أمي .. فذهبت وصارحتهـا لقراءتي ما كتبتـه !!
حاولت التهرب من الإجابة .. ولكن ألححت عليهـا فاعترفت وقالت : لا أريد أن أشق عليك أكثر
فخرجت من عندهـا ولا أدري كيف أتصرف .
محمد : ولمــااا هي من المتفوقات .. وأيضـا أين طموحهـا ؟!!
لا يعقل هذا يا خالد !
أختك يجب أن تكمل دراستهـا وهذه أمنية أمك ويجب أن تتحقق .
خالد : لا أدري كيف أتصرف يا محمد أرشدني .. فقد تعبت كثيرا جدا ؟؟


>>> يتبـع


توقيع شموخ الأمل
مهما اشغلتك الحياة عمن تحب فإنك لا تحمل هما لأنه سيعذرك
أسعد الله قلوبا
" إن وصلنا شكرت ’’وإن غبنا تذكرت ’’ وإن زللنا صفحت
"


اللهــم أغفر لاختنــا الكلمــة الطيبــة وارزقها الفردوس الأعلــى
وجميـع موتى المسلميـن