[قهوة]

.
.

السمو الروحي

ذُقت كما ذقتِ مرارة هذه المواقف ، ومع ندرتها ولله الحمد إلا أنني لا زلت أذكر جيداً ألم شعوري فيها ..

وعلى كل من تحمل هذه الأمانة على عاتقه أن يؤدها على أكمل وجه، ويحذر التقصير فيها،

وأن يربأ بنفسه أن يكون يوما ما .. أداة يجرح بها قلوب خلق الله،

ويتركها تنزف حتى يأتي من يضمد جراحها، أو تبقى مكلومة ما عاشت..


وعلى الرغم من قسوة هذه المواقف وسوء خلق بعض المعلمات المربيات وظلمهم ..

أجد نفسي ترغمني على الاعتذار لهم كلما ذكرتهم ..


ففي أحد الأيام كنت في الصفوف الأولية من الابتدائية، وظنت بي إحدى المعلمات سوءً أني عرقلت سير الطالبات في الصف(الطابور الصباحي)
فأمطرتني بوابل لاأجد له مبررا.. من التوبيخ والتجريح والتقريع.. أمام جموع الطالبات ولم تعطني أي فرصة للدفاع عن نفسي
على الرغم من براءتي من اتهامها وشكلي البريء الذي لايوحي بفعل سوء ..


ولا أدّعي عدم تأثري بهذا الموقف .. لكني أعتذر لها دائما..
بأنها ولابد ليست على ما يرام ذلك اليوم، وكان هجومها علي بهذه القسوة المفرطة نتيجة لظروف خارجية سيئة ..

وفعلا صدق ظني ..
بعد مرور أعوام طويلة علمت بأن هذه المعلمة كانت ولا زالت تمر بظروف قاهرة ، تشيب لها الرؤوس >> عفا الله عنها وفرج كربها ..


وأخيـــراً عزيزتي السمو الروحي ..

لست أبرر أي تصرف أرعن، أو تقصير في المسؤولية، مهما كانت الظروف .. خاصة والأضرار متعدية..

لكــن ..

إن وقع علينا ما وقع .. وقضي الأمر ..

فلا أجمل من أن نحمل أنفسا متسامحة معتذرة لمن أساء إلينا .. لنعيش بضمائر مرتاحة و بصحة نفسية عالية ..