السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و هذا الشرع يساندنا
نحن مطالبون بأن نعمل السبب أما النتائج فليست لنا، وهنا مسألة مهمة في هذا الجانب، وهي أننا في فعل الأسباب نعالج القدر الكوني بالقدر الشرعي، نعالج القدر الكوني، أي: قدر الله _جل وعلا_ الذي قدره نتعامل معه بالقدر الشرعي فنجد مثلاً لما وقع الطاعون في الشام هذا قدر كوني وحدث ما حدث من استشارة عمر _رضي الله عنه_ للصحابة هل يدخل الشام أو لا يدخل واختلفوا في ذلك، ثم اتخذ قراره بعدم الدخول قبل أن يبلغه حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي رواه عبدالرحمن بن عوف قال له أبو عبيدة لما قرر عمر أن يرجع إلى المدينة ولا يدخل الشام أتفر من قدر الله يا عمر، قال له: "لو أن غيرك قالها يا أبا عبيدة، نفر من قدر الله إلى قدر الله" أي: نفر من القدر الكوني إلى القدر الشرعي، نحن أمرنا بالأخذ بالأسباب، هذه مسألة مهمة فنحن مطالبون بذلك.
نسأل الله أن يوفق أهل الإسلام للأخذ بأسباب العز في الدارين، وتجنب أسباب الردى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين