أهلاً بكم من جديد ,,
ذهب محمد باليوم التالي للمدرسة وأخبرهم بالقصة كما كتبتهـا له أمل
وأنهـا تواجههم مشكلة عدم إمساك الدليل علي الفتيات
وطلب منهـم أن يحل الموضوع بالكتمان حتى لا تتأثر أمل أكثر
وهو الضغط على إحدى الفتيات للاعتراف
طُلبت أمل من قبل الإدارة المدرسيـة وتم أيضا إحضار إحدى الفتيات من المجموعة .
كانت أمل خائفة جدا.. ودقات قلبها تتسارع كلما اقتربت من مكتب الأخصائية وكانت تدعو الله أن يوفقها
لاحظت الفتاة ارتباك أمل فقالت لهـا .. أمل هل تصدقي أن صورتك رائعة جدا بعد التعديل ؟؟
أمـل : أسأل الله أن يثبتني وينصرني عليكن .
دخلت أمل والفتاة لمكتب الأخصائية وألقيتا التحيـة .
عندما رأى محمد حياء أمل وخجلهـا
قال مخاطبـا الفتاة التي كانت تنظر إليه بدون استحياء
وبلهجـة معاتب ومشفق
أخـــتي الفاضلــة .. هل تتكرميـن بإعطائي الصــور؟
الفتاة : أي صور تتحدث عنهـا أنت أيضا ؟
محمد : صور هذه ألا تعرفيهـا .. وأشار لأمل والتي كانت دمعاتها متحجرة بعينيها .
الفتاة وبنظرة حقد واستهزاء : ومن لا يعرف أمل ؟
الفتاة الخلوقة المتفوقـة .. والتي يحبهـا الجميـع !!
ولكــن من أنت ؟؟
أنـا أعرف أن أمل فتاة لا أهل لهـا غير إخوتهـا الصغار وأمهــا المريضة
محمد : لا شأن لك .. أسمعي أتيت هنـا لأخذ الصور.. أفهمتِ ؟
الفتاة بلهجة غاضبة : لا صور لدي .. فتشوني أن وجدتم شيء فخذوه .
هنـا لم تحتمل أمل المزيد فألقت بنفسها على الكرسي وبكت بحرقـة
وقالت ماذا فعلت لك .. لم هذا الحقد الذي يملئ قلبك علـي ّ لمـا ؟!!
محمد وبصوته الجميل يتلو قوله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عمـا يعمل الظالمون إنمـا
يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )
هل نسيتن حلم الله عليكن .. هل نسيتن أن الظلم ظلمات يوم القيامـة .
أنتن ظلمتـن أمل !!
هل نسيتي قوله تعالى : ( فلما آسفونا انتقمنـا منهم )
أي لما أغضبونـا .. وأنتن ستغضبن الله عليكن بتصرفاتكن هذه
هل تأمنين انتقام الله منك .. تذكري وقوفك بين يدي الله فماذا ستقولِ؟
أخيتي .. أن الله يراك ويسمعك فلا تكذبي !!
تكذبين علينـا اليوم ويحلم الله عليك ..ولكـن أين المفر من الملك الديان يوم القيامـة
هنـا بدأ لون الفتاة يتغير وخافت من كلمات محمد وطريقته المؤثرة
حاولت المكابرة ولكـن لا مناص ..
وقالت :هل تصدق يا محمد أنك أول شخص ينصحني وأتأثر بنصيحته لأني أحس الصدق والخوف عليّ من هذا الطريـق الذي سلكتـه
عزيزتي أمل لدي الصور وثقي أني لم انشرها وما كنت أنوي
وأصررت على صديقاتي أن أخذ الصور لأنك تختلفين عن الأخريات كثيرا
وصدقا سأحضر الصور وأعود حالا .
زاد بكاء أمل ولكن هذه المرة فرحـا وحمدت الله على فضله وعونـه لهـا
فعلا صدقت الفتاة هذه المرة وأحضرت الصور ونظرت لمحمد على استحياء وقالت له
أخي من هنـا بدأت حياتي .. جزاك الله خيرا .
عادت أمل للبيت سعيدة جدا وعادت نظارتهـا وبدأت تُجد بدراستهـا
فرحت أمهـا كثيرا وشكرت الله لأنهـا كانت خائفة على ابنتها الصغيرة
أمـا الفتاة فتابت إلى ربهـا وأصبحت من أعز صديقات أمل
بل الجميل بالأمر بدأت الفتاة بالنصح وإنشاء مجموعة دعوية للاختلاط بالفتيات الغير سويات
وعاد الكثير من الفتيات على يديها بعد توفيق من الله إلى طريق الرشاد .
مضت الأيام والسنون سريعـا بحلوهـا ومرهـا
وكبرت أمل وزادت مسؤوليتهـا وزادت الأعباء على كاهلهـا بسبب مرض أمهـا
جلست أمل يومـا وبدأ شريط الذكريات يعصف بفكرها.. تتذكر أيام الطفولة الجميلة على ما تحمله من عنـاء
نفضت أفكارهـا بعيدا لأنهـا تذكرت أن أمهـا لم تأخذ الدواء لهذا المساء ..
فأسرعت لأمهـا فوجدتهـا تعبة قليلا
أمـل : أمي هل تناولتي دواءك ؟
الأم : أجل يا حبيبتي تناولته قبل قليل .
أمل : أمي حالك لا يسرني فأنت ترهقين نفسك كثيرا والتعب بادي على وجهك !!
الأم : لا تقلقي أمل فأنا بخير كل ما احتاجـه الآن النوم فقط وسأكون بخير .
أمل : سأبقى بجانبك اقرأ عليك القرآن قليلا ثم سأخرجك .
وبدأت أمل تقرأ القرآن الكريم على أمهـا الغالية وكانت تدعو لها الله أن يرحمها ويشفيها .
خرجت أمل حزينـه عن أمهـا الذي يتردى حالها يومـا عن يوم
فصادفهـا أخوها عبدالرحمن قادم من المسجد موديا لصلاة العشاء
عبدالرحمن : السلام عليكم ورحمة الله
أمل بنظرة كسيرة : وعليكم السلام ورحمة الله
عبدالرحمن : أمل وردة البيت ما بها ؟
أمل ودمعتهـا على خدهـا لم تستطع الإجابة فهي لا تريد أن تقلق أخاها أكثر على أمه
لا شيء أخي لا شيء
عبدالرحمن : آآآآآآآه يا أمل يجب أن نكون أقويـاء وندعو الله لها بالشفاء
أمـل : كنت عندهـا قبل قليل وكانت دقات قلبهـا ضعيفة لا تكاد تسمع
تعبت أمي بهذه الحياة كثيرا .. جاهدت حتى تربينـا دون الحاجة للناس
فهل نقف مكتوفي الأيدي لا نستطيع مساعدتهـا وهي بحاجتنـا.. لم أعد أحتمل أن أراها تتألم
وخالد أيضا تعب كثيرا .. فكيف سيوفق بين العمل والدراسـة
أطلقوا العنان لدموعهـم فحياتهم صعبـة بالرغم على مساعدة محمد لهم فهم يحتاجون الكثير لتحمل أعباء الدراسة ومصاريف الحياة.
يدخل خالد فيجدهم بحال يرثى لها
خالد : السلام عليكم ورحمة الله .. أمل عبدالرحمن ما بكمـا .. هل حدث لأمي مكروه ؟!!
عبدالرحمن : لا يا خالد .. ولكن هي الذكريات فقط لا تقلق .
خالد يتنهد : ذكريات .. آآآآآآآه يا أخي .. استأذنكمـا سأذهب للنوم فأنا تعب .
أمل : كان الله بعونك أخي .. هل أحضر لك العشاء ؟
خالد : إن لم يكن بهـا إزعاج لك أمل فأنت أيضا تتعبين من أعباء المنزل .
قامت أمل وذهب عبدالرحمن لدروسـه .
أمل بلغت عامهـا السابع عشر
وهي بأخر سنة من تعليمهـا الثانوي .. سنة جد واجتهاد .. لا تقاعس فيها .
يجب أن تكون النتائج مشرفه وأمل تنوى تحقيق طموحهـا .. ولكنهـا تفكر بخالد كثيرا
كيف سيتحمل مصاريف الجامعـة أيضا
أمـا خالد فبلغ من العمر السادسة عشر وعبدالرحمن يصغره بسنـة .
سمع عبدالرحمن الهاتف يرن وكان المتحدث أخوه خالد يخبره بوفاة أب وأم محمد أثر حادث
صعق عبدالرحمن للخبر فأسرع مهرولا ليخبر أمـه بالخبر وأستأذنهـا للذهاب
مضت أيام ثقال على محمد وتأثر جدا ولكـن إيمانه بالله ورضاه بقضاء الله وقدره خفف عنـه
وأيضا قرب عبدالرحمن وخالد خفف الأمر قليلا عليه لأنهم بمثابة الإخوة له
قوت علاقـة خالد مع محمد كثيرا بعد وفاة والديه
محمد اشترى بيت كبير مجاور لبيت عائلة أمل وبدأ بمزاولة حياتـه ولكن هذه المرة وحيدا بهذه الدنيـا لا أب يرشده ولا أم تدعو له .. ولكـنه توكل على ربـه الذي مَن عليه بالاستقامة
أصبح خالد ملازمـا لمحمـد أكثر لم يتركـه وأثبت لمحمد أنه رجل يعتمد عليه .. كان خالد متفوق بدراسته ولم يؤثر عليه عمله مع محمد
بل زادتـه خبرة في تعامله مع الناس فكان طليق اللسان كريم الخلق وكان أمينا .
والكل أحبة .. على صغير سنـه لدية إخلاص وتفان لعلمه .
عادت أمل من المدرسة بعد يوم يفترض أن يكون بالنسبة لهـا رائعا
وهو يوم التكريـم للطالبات المتفوقات دراسيـا
أمل حصلت على الترتيب الأول من بين زميلاتها على مستوى المدرسة ونالت نسبة ممتازة .
من المفترض أن تكون الفرحة كبيرة بقلب أمل .. لكنها كانت عكس ذلك وصديقاتهـا استغربن تصرفها وكأنهـا ليست ضيفة الشرف لهذا اليوم
كان قلبهـا يخفق بسرعة وكانت تشعر بخوف وقلق على أمهـا ..
أمل تتنهد وتقول: متى ينتهي هذا اليوم ؟؟ ما أطولـــه !!
زاد استغراب زميلاتهــا أكثر فليس من عادتهـا التأفف من الدراسة ؟!!
أحدى الزميلات المقربـات : أمل ما بك عزيزتي .. هل أنت مريضة ؟
أمـل تشعر وكأن الدموع تنحدر من عينيهـا بدون استئذان ولا تدري ما السبب غير قلقها على أمهـا يزيد
أمـــي !!
زميلتهـا : أمك بخير لا تقلقي .
أمــل : لا .. ليست بخير أشعر بذلك .
انتهى اليوم الطويل وعادت أمل من المدرسة فأسرعت لغرفة أمهـا فوجدتهـا على الأرض
أمـل : أمي أمــي أجيبي .
أمــــــاه هذه أنــا , أمل .. أمي ابنتك عادت وبيدها شهادة التكريم .
افتحي عينيك وانظري أمل حصلت على التفوق .. حققت حلم حياتك يا غالية .
سمعت أمل صوت الباب فأسرعت لترى من القادم وحمدت الله أن ساق خالد إليها بهذه اللحظـة .
أمل: خالد أسرع أرجوك أمي مغمى عليها ساعدني لنذهب بهـا للمستشفى .
خالد: ماذا ؟!!! أين هي أريد أن أراها .
أمل أمسكت أخاهـا من يده وقالت بحزم ..
لا وقت لكثرة الكلام يا خالد تصرف بسرعة أرجوك .
أسرع خالد يتصل بمحمد للذهاب بأمه للمستشفى .
يتبـع