عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2006-05-29, 10:59 AM
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
المشرف العام على الموقع
الصورة الرمزية الدكتور فهد بن سعود العصيمي
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 2 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 9,376

غير متواجد
 
افتراضي
أختي الفاضلة، ديار الإسلام خير لك لو تعلمين ولكني أظنك غائبة أو مغيبة، وما احتكمت إليه من وجود كثير من القصص أو التجاوزات التي تعرفينها في محيط مجتمعك الذي تعيشين فيه يمكن أن يكون ردا عليك أيضا، فهناك في المدينة التي تريدين العيش فيها أضعاف أضعاف ما يوجد هنا، فإذا كان الدين أو الحياء أو الأعراف المرعية تئد كثيرا من التصرفات السلبية لدينا - بحمد الله - فلا دين هناك ولا أعراف ولا حياء...
إن كثيرات ممن تزعمينهن قدوات لك مع كونهن كافرات بالله ولا يجوز الدعاء لهن؛ فإنهن أيضا مصدرات للخنى والرذيلة وثقافة العري، وتأملي بعض طرحها لتجديها تناقش مثلا كيفية إبراز مفاتن النساء ليكن أفضل حالا مع البوي فريند، أو تناقش كيفية الاستمتاع بالجنس للمرأة بعد سن الأربعين!!مع العشيق أو الصديق!! أو تناقش أهمية سماع وجهة نظر ممارسي الجنس من المتماثلين، أي السحاقيات أو اللوطيين، فهل هذه من ترضينها كقدوة لك؟
أخيتي البلاء موكل بالمنطق فاتقي الله ولا تدعي على نفسك ولا تتمني العيش مع مثل هؤلاء، فلم يفضل المهاجرون على غير المهاجرين إلا بسبب هجرهم للإقامة بين ظهراني المشركين وما يحدث منهم من الفسق أو الفجور، وأراك اخيتي هداك الله تتمنين ان تكوني بينهم.
أنا اليوم أكثر تأكدا من أنك تعيشين وضعا صعبا وقد يكون من هم حولك تسببوا عليك بردة الفعل السلبية الكبيرة هذه، ولكن أيضا قد تكونين أنت من أخطا وقد تكونين أنت من يحمل الفكر الغريب هذا، وأذكرك أن كثيرا ممن يعيش بيننا ويتكلم بلساننا وبلهجتنا يقول الطوام، ولكن لن يجعلنا هذا نتنازل عن ديننا أو نترك أوطاننا، ولا يوجد مدينة فاضلة، وحتى في عهد خير البشر وخير القرون وجد من نكص على عقبيه ووجد من تمرد ووجد من ارتد، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه وعلى طاعته وعلى تعظيم حرماته، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق، يا كريم.
أختي أنت تزعمين أنك مظلومة، وقد يكون ظلمك هذا تكفيرا عن تقصيرك وذنوبك، وقد يكون رفعة لدرجاتك، وفي كل خير، فاصبري، وهذه المنزلة وهي الصبر على الابتلاء منزلة عظيمة، وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، فإذا أصابته السراء فشكر كان خيرا له، وإن اصابته الضراء فصبر كان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.
أختي طلبت مساعدتي، فأقول لك:
إن كنت متزوجة وتعانين من زوجك فاصبري ولا تجمعي بين البلاء وبين الجزع والسخط والتشكي، فإن رحمة الله قريب من المؤمنين، وما ضاقت إلا فرجت، والحل يأتي ولكنه حتما ليس بتمني التبني، فالتبني يكون للقيط وأنت إن شاء الله لست من هذه الفئة.
أخيرا أود أن أسالك سؤالا المرأة التي تخرج من بيتها في سن الثمان عشرة ويكون لها الحرية في الجنس والمبيت كل ليلة مع ساقط من هنا أو هناك، من هذا الذي سيطالب باسمها؟ومن هذا الذي سيشتكيها أو يبلغ عن غيابها؟
والدها!! وهو من طردها أو سمح لها باستضافة عشيقها في فراشها؟؟
أخوها؟ وهو من يعمل بنفس المبدأ، فيخرج من البيت ويستقل بحياته في هذه السن، ويقطع صلته بأبويه؟؟
وأود أن اسألك سؤالا وقد عرضت بمثله في ردي الأول: كيف حكمت أن النساء هناك أو المرأة قد طالبت بحقوقها فحصلت الأمن والاطمئنان؟؟
أرى واقع نسائهم هناك مناقض لما توصلت إليه يا أختي فالكثيرات هناك يتمنين الحياة التي تتمني مفارقتها،وكثير منهن يتمنين من يتزوجهن وأن ينجبن، وليس كما هو حاصل استمتاع لليلة أو بضع ليالي!!ومن ثم إلى المجهول!!
والكثيرات هناك أرهقن من وطأة العمل بسبب المساواة، فنادين صراحة لعدم المساواة في الفروض المهنية، والكثيرات هناك ينادين بخطورة تشريع قانون اللوطيين وأنه جعل النساء مهجورات ومنصرف عنهن، وهذا بالمناسبة تسبب بانتشار السحاق بين فئة كبيرة هناك.
ختاما أقول الحمد لله فما تقولين أنه منتشر وتحكين وجوده في مجتمعك ليس في مجتمعي، وعلى فرض صحة قولك فالحمد لله أنه يحارب ويمنع بفضل بركة هذا الدين وبركة هذا البلد والقائمين عليه، وأمرهم بالأمر بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وإن وجد نواقص أو تجاوزات فلا تقر أبدا، وأخيرا اقول لك كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع، وأرجو الله لك التوفيق، وطلبت مساعدتي وهذا ردي وأعتذر عن إكمال الحوار معك بهذه المواضيع، والسبب شرعي، فلست ممن يحب أن تشيع الفاحشة بين الذين آمنوا، وما تنطقين به يشيع الفاحشة من خلال التمكين لمن في قلبه مرض بالحديث عنها بحرية، وأرجو الله ألا تكوني منهن،،، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي


والله أعلم، وليُعلم أن التعبير بالظن ، والظن يخطىء ويصيب.

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
علم التعبير صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده،ويثاب المرء على تعلمه وتعليمه.


الصفحة الرسمية على تويتر: د. فهد العصيمي @FahadALOsimy

 

 



Facebook Twitter