إيّاك واليأس ..!
- - - - - - -
مهما رأيت نفسكَ شاردة عن جادة الاستقامة ، لا تطاوعك على ذلك ،
بل هي تنفر حتى من مجالسة الصالحين ،
ولا ترغب في سماع نصح الناصحين ،
في الوقت الذي تتوثب فيه إلى دوائر الشهوات المحرمة بكل نشاط وحيوية ..!!
مهما رأيت ذلك من نفسك ، فلا تيأس ..!
وثق أن رغبة حميمة في الاصطلاح مع الله سبحانه لا تزال كامنة في داخلك ،
وشوقاً شديدا إلى السماء ، لا يزال يتمشى في عروقك ..!
ولكن غلبة صوت الهوى عندك ،
جعلك كمن لا يرى ولا يسمع ولا يعي ..!!
إنك تحتاج إلى جلسات متوالية منفردة ،
تخلو فيها بنفسك بين يدي ربك سبحانه ،
وتعيد تقليب النظر ، وتدير لسانك بذكر الله ، والدعاء والضراعة ،
فإذا الغبار قد انقشع ، وإذا بالصوت قد وصل ..
لأن الحرارة عادت أخيراً إلى حيث ينبغي .!
بل إذا بالحبة المتوارية قد شرعت تخرج رأسها ،
ليتولد عنها ثمرا شهيا طيبا ، يعجب الزراع ، ويغيظ الله به الكفار !!!
ابو عبد الرحمن