عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-10-09, 6:52 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي مشهدٌ ينبغي أن لا يغيب



مشهدٌ ينبغي أن لا يغيب ..




تأمل المشهد التالي ، وتابع اللقطات كأنك تراه الساعة، ثم قلب كفيك كما تشاء .!

نطفة مهينة ، تُقذف في مكان معين ، تحيط بها ظلمات متراكبة شديدة ،

وفي تلك الظلمات يتولاها الله سبحانه برعايته وعنايته ، خطوة خطوة ،

ويشكلها شيئا فشيئا ، حتى تكون في صورتها التي أرادها لها ، جنيناً مكتملاً

أو فيه نقص، بلون معين ، وطول محدد ، وسمات خاصة .. الخ



ويظل الله سبحانه يحفظ هذا الجنين ويرعاه ، ويتولى الاهتمام به ، بلطفه ،

ويعطف عليه قلب أمه ، حتى إذا خرج إلى دنيا الناس ، لم يهمله قط ،

بل تظل رعايته له ، واهتمامه به ، وعنايته له ، ولطفه به ، وإحسانه إليه ،

ويزيد عطف أمه وأبيه عليه ، وحنوهما عليه ، ليتوليا رعايته والاهتمام به ،

بكل لطف وحب وشفقة ..

ولا يزالا يدللانه ويتلطفان به ، ويقلبانه في رعايتهما في حنو ،

وترمقه العيون بالحب ، وترعاه القلوب بالشفقة ، وتتوالى صور الإحسان إليه ،

وهو يشتد يوماً في إثر يوم ، وينطلق لسانه ،



حتى إذا قوي عوده ، واشتد ساعده ، وحملتاه رجلاه واعتمد على نفسه ،

رفع صوته على أبويه ،وتهجم على أمه ، وأدار ظهره لأبيه ، واستخف بهما ،

ولم يكترث لهما ولا فيهما ، وقد يمد يده إليهما بسوء ،

بعد أن طال لسانه عليهما بسوء !!



نسي هذا " المخلوق " أنه إنما كان نطفة في تلك الظلمات ،

وضعها أبوه هناك ، فصارت نطفة الأمس القذرة المهينة ، مخلوقا له خوار ،

وتكاد تظهر له قرون !!

تعس عبد الهوى ، تعس وانتكس .. وإذا شيك فلا انتقش ..!



لو بقيَ هذا المشهد ماثلاً في عقولِ الناس لا يغيبُ :ما رأينا ولداً يعق أباه ،

ولا بنتاً تسبُ أمها وتستخفُ بها ..!!

بل لرأينا حباً لله سبحانه يشغفُ القلوبَ ، ويذيبها حياءً منه سبحانه ..!

ولكن ……!!

أدع إكمال الجملة لك ، فلقد شرق قلمي بريقه ..!



ابو عبد الرحمن


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟