من مسلم يعتز بإسلامه، ومن رجل شرقي عربي يفخر بأصله، ومن أكاديمي سعودي يفخر بسعوديته، ثم عروبته، إلى من يتمنى أن يكون جليسا للسيدة أوبرا، ويتمنى منها أن تتبناه، أرجوك أخيتي كوني منصفة في إطلاق أحكامك، فدار الإسلام خير، ومجتمعك خيره كثير، والخطأ موجود، وحتى في عهد خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كانت بعض النسوة تشتكي زوجها للنبي، وكان يحث على الصبر والتسامح، وإذا أردت السبب فاعلمي؛ إنه الأسرة، فهدم الأسرة خطره عظيم لو تعلمين!!وتصعيد مثل هذه القضايا ضرره أكبر من نفعه.
إن بعض الغربيين ينادي بالحرية، وهذا مشاهد فما الذي جنته المرأة هناك؟
هل وجدت سعادتها؟
هل وجدت الأمن والطمأنينة؟
الحقيقة أني أراها تبحث عن طفل يملأ حياتها، وزوج يملأ عليها حياتها، ولا يعرف عشيقة وخليلة إلا هي !
لا تريد أن يتأبط ذراعها كل ليلة رجل، ولا أن يضرب لها موعدا كل نهاية أسبوع!
وبعدها يرميها ويبحث عن غيرها وتبحث هي عن غيره، ثم ماذا ؟
إيدز، هربس، قلق، ضياع، إدمان، ويمضي العمر دون أن تكون قد أمنت على نفسها ليلة واحدة! وفي رباط شرعي مقدس.
حين أقرأ لك، ولا أدري أأنت التي تكتب يدها هذه المواضيع، أم تنقلها نقل حاطب الليل!
أجد أنك توغلين في التفكير السوداوي، فالمجتمع عندك ظالم، والرجال مترهلو الأجسام، والجهات القضائية لا تسمع شكوى النساء!فلماذا هذا الإغراق في الشاؤم؟
أحاكمك إلى عقلك أنت وأسألك:
هل في مجتمعك الذي عشت فيه ما تهربين عنه؟
هل أنت واثقة أنك ستجدين المدينة الفاضلة بجانب أوبرا؟
هل مثل هذه المرأة التي تظهر صدرها وأفخاذها قدوة لك؟
هل يمكنك أن تكتبي مقالة دون أن تعممي في نتائجها؟
هل تعميم النتائج مبدأ صحيح؟
هل أنت متأكدة أنه يوجد في كل بلد عقوبة مناسبة ورادعة، وأننا هنا لا نطبق منها شيئا؟
أخيرا أقول إذا كنت تقولين:
[ أكثر نساء مجتمعنا لا تستطيع مطالبة حقها، والحفاظ وحماية نفسها من ظلم بعض الرجال...، ] فربما هؤلاء من عرفت أنت!!
أما أنا فأقول عمن عرفت:
إن أكثر نساء مجتمعنا نساء طاهرات مؤمنات مسلمات قانتات محجبات لا يرضين أن يفتن في دينهن ولا أن يتبرجن أو يتعرين، ولا يخرجن إلا مع محارمهن، ومن تزوج منهن فأراهن فاضلات سعيدات مسرورات، يربين أولادهن أو بناتهن التربية الفاضلة إن شاء الله رغم الصعوبات والدنس الذي يأتي من هنا وهناك، ولكن الحمد لله النتائج مفرحة، وإذا ما حدثت مشكلة فالقصور قد يكون من الزوج أو الزوجة، وقد يلحق التقصير الأهل، وقد تصعد لهما قضية للمحكمة، وقد يتعرضان لحكم قاسٍ ولكننا لا نعمم كل الأزواج ولا كل الأسر ولا كل الجهات القضائية، فلا تجتمع أمة محمد إن شاء الله على ضلالة.
قد يوجد من تتعرض لظلم من زوجها، ولكن أيضا الكثير منهن تعلم أنها إن صبرت وأطاعت فلها الأجر الكبير عند خالقها، فلها الجنة، وهذه تستحق منها التضحية إن فعلت، والمرأة المسلمة تريد أن تستمر حياتها الزوجية، ولا تريد هدمها.
يوجد الكثير ممن أعرف من الأزواج؛ من يعيش بسعادة وحب، وتقع بينهم المشاكل مرارا، ولكنها تحل، ومشاكل تقع بين الأزواج أفضل ألف مرة مما يقع بين البوي فريند والقيرل فراند!!!
إذا كانت سيدتك هي هذه المرأة، فنحن نختلف عنك فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخيرا أقول لك: لا أدري لماذا عبرت بلفظ: تبنيني، فإن كنت تعلمين دلالته فمصيبة! وإن لم تكوني تعرفين فالمصيبة أعظم، وتقبلي صراحتي كما تقبلنا صراحتك.
ختام/ أسأل الله أن يصلحك وأن يسعدك وأن يرزقك الرجل الصالح والأسرة الطيبة، وألا يحرمك نعمة الأمن والسلام والإسلام والوطن.