" في السنوات القليلة المقبلة ينبغي أن تكون هناك تطورات كبيرة من أجل الإسلام
.... إذا لم يحدث ذلك لن نستطيع التحدث عن مستقبل الإسلام في هذا البلد بجدية .. " نور الدين موري ..
قال نور الدين كلامه هذا و هو يصر بأن الوقت مناسب لأن يرسموا نقطة تحول بعد عودة
خمسة شباب يابانيين مسلمين غلى بلادهم بعد استكمال دراستهم عن الإسلام في الدول العربية ,
اثنان منهم تخرجوا من جامعة أم القرى في مكلة , و آخر تخرج من الجامعة الإسلامية في
المدينة المنورة , وآخر تخرج من كلية الدعوة في طرابلس و الأخير من جامعة قطر .
ربما لا يكون العدد مؤثرا جدا لكنه يعتبر زيادة كبيرة في الساحة اليابانية , قبل هؤلاء الخمسة ,
ستة طلاب فقط تخرجوا من جامعات عربية خلال السنوات العشرين الماضية مع تخصص
ثلاثة منهم في اللغة العربية .
موري , الذي درس الدراسات الإسلامية العامة في مكة المكرمة , هو واحد من الخمسة الأخيرين ,
يقول " الإسلام هو دين العلم , و لا يمكننا العيش بدونه ,أي التعلم , أعتقد بأن الجهود و الأنشطة
في هذا الصدد في اليابان مازالت صغيرة في يومنا هذا " .
تصريح موري يشير إلى مشكلة أخرى في اليابان , هناك القليل ممن يستطيعون تعليم الإسلام للسكان
الأصليين بلغتهم, أي اليابانية .
إن تاريخ الدعوة في اليابان على مدى السنوات الأربعين الماضية بني أساسا من جهود بذلها مسلمون
أجانب أقاموا في اليابان التي تعتبر البوذية الديانة الرئيسية فيها .
المسلمون ذووا الأصول التركية هم أكبر جالية مسلمة في اليابان حتى وقت قريب .
قبل الحرب العالمية الثانية , عرفت اليابان بتعاطفها و تأييدها للمسلمين في آسيا الوسطى ,
لأنها ترى فيهم حليفا ضد الإتحاد السوفييتي سابقا . في تلك الأيام , كان بعض اليابانيين الذي
يعملون في دوائر المخابرات على اتصال مع هؤلاء المسلمين , و فتحت أعينهم على الإسلام
مما أدى إلى إعتناقهم له بعد انتهاء الحرب .
و هناك أيضا من ذهب إلى ماليزيا و جنوب شرق آسيا كجنود إيان الحرب و كان الطيارون
منهم قد أعطوا اوامر بأن يقولوا " لا إله إلا الله " إذا تعرضوا لإطلاق النار في هذه المناطق.
واحد من الطيارين يحكي قصته , بأنه طائرته قد تعرض لإطلاق نار مما أدى إلى سقوطها في
أحدى مناطق العدو , و حين جاء الجنود لاستيلاء على الطائرة قال الجملة التي تعتبر كالسحر ,
فتغيرت معاملتهم له و عاملوه بلطف إلى حد ما .
هؤلاء المسلمين هم من الجيل القديم , ووجدوا أنفسهم كأقلية من المسلمين اليابانيين بعد الحرب.
و عاشوا مع المجتمعات الأجنبية المسلمة التي كانت موجودة في اليابان.
كانت لليابانين تحيزات قوية ضد الإسلام و المسلمين , نظرا لمحدودية علمهم به ,
فقد نشرت مقالة في أحدى المجلات اليابانية في عام 1958 واصفة أركان الإسلام
الخمسة بـ "العادات المحمدية الغريبة " , و كان للإسلام صورة نمطية غريبة لدى
اليابانيين بأنه " دين البلدان المتخلفة " , و حتى في أيامنا هذه , و مع تفتح الثقافات
و التعديل و التصحيح في كثير من النواحي , مازات هذه الصورة موجودة عند البعض .
كاتب مشهور يكتب في الشؤون الاجتماعية قال في برنامج تلفزيوني بأن الإسلام هو دين عبدة الشمس .
إن تاريخ الإسلام في اليابان كشف عن بعض الموجات العشوائية من الاعتناقات ,
الحملات الدينية في اليابان لا تحصد ذلك النجاح الباهر . تشير الإحصاءات إلى أن
80% من مجموع السكان هم من البوذيين في حين 0,7% هم من المسيحيين .
آخر نتاءج الاستطلاع أجرته مجلة شهرية كانت غريبة , واحد من أصل أربعة يؤمن
بدين معين . انعدام الإيمان أو عدم التمسك بديانة معينة هو أكثر وضوحا عند الشباب
الياباني في سن الـ20 مع وجود خطر الإلحاد بنسبة تصل إلى 85%.
وكالات الدعوة الفعالة التي تمثل الجالية المسلمة في اليابان ( مئة ألف مسلم ) هي في
حد ذاتها صغيرة جدا بالمقارنة مع مجموع السكان البالغ أكثر من 120,000,000 مواطن.
و هذه الوكالات تضم الطلبة و بعض العاملين ذوي الظروف غير المستقرة و تتركز
أعمالهم في المناطق الحضرة الكبرى مثل هيروشيما , كيوتو , ناغويا , أوساكا و توكيو ,
و لكن نادرا ما يتم تنظيمها في وحدات من أجل إجراء برامج دعوة فعالة , و لكنها تقوم بعمل
و تنظيم بعض المخيمات و التجمعات الدورية في محاولة لتحسين فهم التعاليم الإسلامية
و من أجل تقوية العلاقات بين الأخوة المسلمين .
... أتمنى أن الموضوع قد نال على إعجايكم ...
...
...