إلى الدكتور فهد حفظه الله
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور فهد بن سعود العصيمي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
الرؤيا سبق لنا تعريفها ، واستخلصنا من تعريفها أنها أفعال مضروبة يضربها الملك الذي وكله الله بالرؤيا ، ليستدل بها الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ، ويعبر منه إلى شبيهه ، ولذا سمي تأويلها تعبيرا .
وهذا الملك قيل إن اسمه { صديقون } ولم أقف على خبر صحيح بهذه التسمية ، وإنما جاءت في بعض النقول ببعض الكتب دون إسناد لها صريح وصحيح .
والصحيح أن نقول : ملك الرؤيا ، أو الملك بلا تخصيص اسم ، بدليل ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده، بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
رأيت كأني أُتيت بكتلة تمر فعجمتها في فمي، فوجدت فيها نواة آذتني فلفظتها، ثم أخذت أخرى فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها، ثم أخذت ثالثة فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها . فقال أبو بكر : دعني فلأعبرها ، قال : قال اعبرها .
قال أبو بكر رضي الله عنه : هو جيشك الذي بعثت يسلم ويغنم، فيلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، قال صلى الله عليه وسلم : كذلك قال الملك .
والذي يهمني من إيراد الحديث، أن الرسول الكريم أطلق عليه الملك ، ولم يسمه، ولو كان له اسم لسماه ، كما سمى غيره من الملائكة ، مثل جبرائيل واسرافيل وميكائيل ، وغيرهم .
وقد ورد عن هذا الملك بعضا من الأوصاف التي لم أقف على صحتها ؛ ومن ذلك أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة.
قال ابن حجر في الفتح : قال الحكيم : وكل الله بالرؤيا ملكا اطلع على أحوال بني آدم من اللوح المحفوظ، فينسخ منها ويضرب لكل على قصته مثلا، فإذا نام الإنسان مثل له الملك الأشياء على طريق الحكمة، لتكون له بشرى، أو نذارة، أو معاتبة .
|
الدكتور فهد لي عندكم أجلّكم الله ملاحظة صغيرة:
إن الله عز وجل قد خصص لكل إنسان منا ملك ينسخ من اللوح المحفوظ الأمور التي ستقع له.ومنها كما أسلفتم جزاكم
الله خيرا أن من تلك الأمور: إما بشرى صالحة أو نهى عن معصية أو حتى إبتلاء يستعد له الإنسان, كما ورد..ولا أذكر
بالتحديد عندما راى الإمام الكبير أحمد ابن حنبل رؤيا في الإمام الشافعي ( رحمهما الله رحمة واسعة) أعتقد فيها إبتلاء قادم إليه..فأخبره حتى يستعد..
وسؤالي ..أجل هناك أناس تكون إرتباطاتهم بالله عز وجل عالية من تقربهم إليه..فيستخيرون الله في أمور وعندهم
من حسن التوكل ما عندهم..ولكن إذا عبرت الرؤيا بعد الإستخارة وتوكل الإنسان على الله ووقعت أحداثها كما عبرها المعبر ألا يكون في هذه الحالة
الأخذ بالرؤيا وبتعبيرها أصلح وأهدى سبيلا
وأعلم جيدا أن الإستخارة قد أجبتم عليها في موضوعات سابقة..ولكن هذه الإستخارات يهتدي بها الإنسان فتكون له
الطريق الصواب في هذا الوقت الصعب..
إذا فالرؤية بعد الإستخارة تكون من خلال ذلك الملاك الموّكل بذلك الإنسان الذي استخار ولا يعرف أيقدم على الموضوع أم لا فيأتي إليه الرد..
سامحونا على الإطالة..
التعديل الأخير تم بواسطة الحب الكبير ; 2006-05-20 الساعة 5:24 PM.
|