مرة اخرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المرة سآتيكم بقصيدة من نوع آخر لطيبنا المتنبي
وهي قصيدة قالها في ملك مصر آنذاك وهو ( كافور الأخشيدي )
إذ كان غاضبا منه حيث لم يحسن التصرف في تعامله مع طيبنا ..
إذ لجأ له ـ الطيب المتنبي ـ وكان آملا أن يجد لديه سلوته بعد أن ترك صاحبه
سيف الدولة .. ولكن هذا الأخشيدي كانا لئيما كاذبا كعادته في حبه
للمراوغة وعدم الوضوح .. حيث لم يكن أحد يجرؤ على مواجهته فما كان من أبي الطيب
إلا أن غادره وقال فيه أقذع القصائد ذما لسوء خـُـلقـه وخـَـلـقـه
فإليكم هذه القصيدة المعبرة :
أُرِيـكَ الـرِضَى لَـو أخَفتِ النَفسُ خافِيا = ومـا أنـا عـن نَفسِـي وَلا عَنكَ رَاضِيا
أمَينــاً * وإخلافــا وغَــدراً وخِسَّـةً = وجُبنـاً أشَـخْصاً لحُـتَ لـي أمْ مخَازِيا
تَظُــنُّ ابتســاماتي رَجـاءً وغِبطـةً = ومــا أنـا إلا ضـاحِكٌ مـن رجائِيـا
وتعجِـبُني رِجـلاكَ فـي النَعـلِ إننـي = رَأيتُــكَ ذا نَعــلٍ إذا كُــنتَ حافِيـا
وإنَّــكَ لا تَــدري ألــوْنُكَ أســوَد = مـنَ الجَـهل أم قـد صارَ أبيضَ صافِيا
ويُذْكِــرُني تَخــيِيطُ كَــعبِكَ شَـقَّهُ = ومَشْـيَكَ فـي ثَـوبٍ مـنَ الزَيتِ عاريا
ولَـولا فُضـولُ النـاسِ جِـئتُكَ مادحـاً = بمـا كُـنتُ فـي سـرِّي بـه لَكَ هاجِيا
فـأصبَحتَ مَسـرُوراً بِمـا أنـا مُنشِـدٌ = وإنْ كَــانَ بالإنشَــادِ هجـوك غالِيـا
فــإن كُـنتَ لا خَـيراً أفَـدتَ فـإنني = أفَــدتُ بِلَحْـظِي مِشـفَرَيكَ الملاهِيـا
ومِثلُــكَ يُــؤتَى مـن بِـلادٍ بَعِيـدةٍ = ليضحــك رَبَّــاتِ الحِـدادِ البَواكِيـا
مما ناسف له كثيرا أن نجدَ هذه الشخصيات تعيد نفسها على مر الازمان
فسبحان مدبر الأكوان ومقدر الأقدار وخالق هذه النوعيات من البشر
التي تجد سلوتها في النيل من كرامة البشر وإهانتهم لمداراة نقص ثقتهم
بأنفسهم حين يجدون من هو محبب لدى الناس فيهينونه ليشعروا بقوتهم وعظمتهم
حين يستعبدون هؤلاء الأعلام فتهدأ نوبة الغرور التي تجتاح نفوسهم وتطغى على
تفكيرهم .. وهذا ما حصل مع طيبنا حين حاول الأخشيدي النيل منه وقمعه ولكن
لم يتسنى له ذلك لأن أبو الطيب عاش كريما ومات كريما ولن يرضى بأن يرضخ
لدنيء كهذا الأخشيدي
عذرا إن أثقلت عليكم ولكن أحببت أن أضيف لكم جانبا جديدا من حياة وشعر
أبو الطيب المتنبي
ولنا لقاء
وشكرا لكم
[line]
*المين : الكذب