عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2010-09-30, 1:34 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي

لولا الله... لولا الله تُخشى عواقبه:
عن ابن عمر قال: كَتب عمر بن الخطاب فيمن غاب من الرِّجال من أهل المدينة عن نسائهم أن يَردُّوهم، فليرجعوا إليهنَّ أو يطلِّقوهن، أو ليبعثوا إليهن بالنفقة، فمَن طلَّق بعث نفقةَ ما ترك؛ أخرجه الأبهري.

وروي أنه كان يَطوف ليلة في المدينة، فسمع امرأةً تقول:

أَلاَ طَالَ هَذَا اللَّيْلُ وَازْوَرَّ جانِبُهْ
وَلَيْسَ إِلى جَنْبِي خَلِيلٌ أُلاَعِبُهْ

فَوَاللهِ لَوْلاَ اللهُ تُخْشَى عَوَاقِبُهْ
لَزُعْزِعَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ

مَخَافَةُ رَبِّي وَالْحَيَاءُ يَرُدُّنِي
وَأُكْرِمُ بَعْلِي أَنْ تُنَالَ مَرَاكِبُهْ

وَلَكِنَّنِي أَخْشَى رَقِيبًا مُوَكَّلاً
بِأَنْفُسِنَا لاَ يَفْتُرُ الدَّهْرَ كَاتِبُهْ

فسأل عُمرُ نساءً: كم تَصبر المرأة عن الرَّجل؟ فقُلْن: شهرين، وفي الثالث يقل الصَّبر، وفي الرابع يَنفد الصبر، فكتب إلى أُمَراء الأجناد: أن لا تَحْبِسوا رجلاً عن امرأته أكثر من أربعة أشهر.

وعن الشَّعبي قال: سَمِع عمرُ امرأة تقول:

دَعَتْنِي النَّفْسُ بَعْدَ خُروجِ عَمْرٍو
إِلَى اللَّذَّاتِ تَطَّلِعُ اطِّلاَعَا

فَقُلْتُ لَهَا عَجِلْتِ فَلَنْ تُطَاعِي
وَلَوْ طَالَتْ إِقَامَتُهُ رُبَاعَا

أُحَاذِرُ أَنْ أُطِيعَكِ سَبَّ نَفْسِي
وَمَخْزَاةً تُجَلِّلُنِي قِنَاعَا

فقال لها عمر: ما الذي يمنعك من ذلك؟ قالت: الحياء وإكرام زوجي، قال عُمر: إنَّ في الحياة لهَنات ذات ألوان؛ مَن استَحيا استَخفى، ومن استخفى اتَّقى، ومن اتقى وُقِي؛ خرجه ابن أبي الدُّنيا.

عن سَلمان بن جبير مولى ابن عباس، وقد أدرك أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ما زِلْت أسمع حديث عمر هذا أنه خرج ذات ليلة يَطُوف بالمدينة، وكان يفعل ذلك كثيرًا، فمرَّ بامرأة مغْلِقة عليها بابها، وهي تقول - فاستمع لها عمر -:

تَطَاوَلَ هَذَا اللُّيْلُ مَا تَمُرُّ كَوَاكِبُهْ
وَأَرَّقَنِي أَلاَّ ضَجِيعَ أُلاَعِبُهْ

فَوَاللهِ لَوْلاَ اللهُ لاَ شَيْءَ غَيْرَهُ
لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ

وَبِتُّ أُلاَهِي عَبْرَ بِدْعٍ مُلَعَّنٍ
لَطِيفِ الْحَشَا لاَ يَحْتَوِيهِ مُصَاحِبُهْ

يُلاَعِبُنِي طَوْرًا وَطَوْرًا كَأَنَّمَا
بَدَا قَمَرًا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ حَاجِبُهْ

يُسَرُّ بِهِ مَنْ كَانَ يَلْهُو بِقُرْبِهِ
يُعَاتِبُنِي فِي حُبِّهِ وَأُعَاتِبُهْ

وَلَكِنَّنِي أَخْشَى رَقِيبًا مُوَكَّلاً
بِأَنْفُسِنَا لاَ يَفْتُرُ الدَّهْرَ كَاتِبُهْ

ثُم تنفَّست الصُّعَداء، وقالت: أهان على ابنِ الخطَّاب وَحْشَتي في بيتي، وغيبة زوجي عنِّي، وقلَّةُ نفقتي؟ فقال لها عمر: رَحِمَك الله، فلمَّا أصبح بَعَث إليها بنفقة وكسوة، وكتب إلى عامله يُسرع إليها زوجها.

لولا الله... عامر بن عبدقيس:
عن أبي عبدة العنبري قال: لما هبط المسلمون "المدائن" وجمَعوا الأقباض، أقبل رجلٌ بحقٍّ معه فدَفَعه إلى صاحب الأقباض، فقال الذين معه: ما رأينا مثل هذا قَطُّ، ما يَعْدله ما عندنا ولا يُقاربه، فقالوا له: هل أخذْتَ منه شيئًا؟ فقال: أمَا والله، لولا الله ما أتيتكم به، فعرفوا أنَّ للرَّجل شأنًا، فقالوا: مَن أنت؟ فقال: لا والله، لا أُخبركم لِتَحمدوني، ولا غَيْركم ليقرظوني، ولكنيِّ أحمد الله وأرضى بثوابه، فأتْبَعوه رجلاً حتى انتهى إلى أصحابه، فسأل عنه، فإذا هو عامر بن عبدقيس.

أدرك عامرٌ الصَّدر الأول، ورَوى عن عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لكنه اشتَغل بالعبادة عن الرِّواية؛ قال نحوه الطَّبري، وفي "تاريخ دمشق".

زوجة بَشير بن سعدٍ عمْرةُ بنت رواحة:
عنْ حُصيْنٍ عنْ عامرٍ قال: سمعْت النُّعْمان بن بشيرٍ - رضي الله عنهما - وهو على المنْبر يقول: أعطاني أبي عطيَّةً، فقالتْ عمْرة بنْت رواحة: لا أرْضى حتىَّ تُشْهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - فقال: إنِّي أعطيْتُ ابني مِنْ عمْرة بنْت رواحة عطيةً، فأمرَتْني أنْ أُشْهدك يا رسول الله، قال: ((أعطيْتَ سائر ولدك مثْلَ هذا؟)) قال: لا، قال: ((فاتَّقوا الله، واعْدلوا بيْن أولادكم))، قال: فرجع، فردَّ عطيته؛ البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم، قال: ((فلا تُشْهِدْني إذًا؛ فإني لا أشْهد على جوْرٍ)).

انظروا ماذا فعَلَت الزوجة؟ فإن بشير بن سعد أراد أن يُكْرمها وهي زوجته الثانية، ويخصَّ ولدَها بعطية، فعرفت أن الله رقيب عليهم، غيرةُ النِّساء لم تحملها على الظُّلم؛ لأنَّها تراقب الله - عز وجل - آه يا نساءَنا لو راقبْتُنَّ الله!

أمانة فريدة:
رجل تزوَّج سرًّا على امرأته، وحَدَث أنْ عَلِمت هذه المرأة أنَّ زوجها قد تزوَّج عليها، فلم تُواجِهْه، وكتمَتْ معرفتها بسرِّه، وكانت قد تيقَّنَت من هذا الأمر، ومات هذا الرَّجل وترك ميراثًا ضخمًا، فأرسلت المرأة لضرَّتها نصيبَها في الميراث، ولكن الأصعب من ذلك أنَّ الزوجة الثانية رفَضَت أن تأخذ هذا المال؛ لأنَّ زوجها كان قد طلَّقها قبل وفاته!

قال الأصمعي: قال أعرابيٌّ: خرَجْتُ في ليلة ظَلْماء، فإذا أنا بجارية كأنَّها علَمٌ، فأردتُها، فقالت: ويلك! أمَا لك زاجِرٌ من عقل؛ إذ لم يكن لك ناهٍ من دين؟ فقلتُ: إيه والله ما يرانا إلاَّ الكواكب، فقالت: وأين مُكَوكِبُها؟؛ "صفة الصفوة".

ماذا لو أنك في عمل وأُخبرتَ أن صاحب العمل قد وضع كاميرات للمراقبة، كيف يكون الحال؟ وكيف لو أن السماء كلها كاميرات مراقبة؟ وكيف لو فوجئت أنك كنت مراقبًا دون أن تعلم وتذكرت ما قد صنعت؟

وسائل المراقبة:
وسائل وضعها الله للمراقبة، وأخبرَنا بها من فضله؛ حتىَّ نعلم أننا مُراقَبون:

أوَّلها: عين الله التي لا تنام
﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا [النساء: 108]. ﴾

((كنْ في الدنْيا كأنك غريبٌ، أوْ عابر سبيلٍ)).

وكان ابْن عمر يقول: إذا أمْسيْتَ فلا تنْتظر الصباح، وإذا أصْبحْت فلا تنْتظر المساء، وخُذْ مِن صِحَّتك لمرضك، ومن حياتك لموْتك.






توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟