المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهديل
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق أجمعين وسيد الأنبياء والمرسلين وعلى صحبه وآله أجمعين وسلم تسليما كثيرا...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتى أخوتى فى الله
هذا هو ما فهمته وتعلمته بعد قراءتى لتفسير سورة الفاتحة..
تعريف بسورة الفاتحة:
اسماؤها: فاتحة الكتاب، السبع المثانى، الكافية، الوافية، الشافية، الحمد، أم الكتاب، الصلاة، أم القرآن..
هى مكية.. والسور المكية هى التى تنزلت بمكة والسور المكية ركزت على العقيدة وتبيانها وضرب المثل لها وأعظم أركان العقيدة هو التوحيد .. والسور المدنية هى التى تنزلت بالمدينة وركزت على التشريع وتبيان الحلال والحرام.
وفاتحة الكتاب هى اول سورة فى المصحف ولكنها ليست اول سورة فى التنزيل.
وآياتها سبعة دون البسملة.
أولا الاستعاذة والبسملة..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: تعنى استجير وأتحصن بالله المالك لكل شئ القادر عليه على الشيطان الرجيم أى الملعون المطرود من رحمة الله تعالى....حتى لا يضلنى ولا يلبس على قراءتى.
وقد سمعت للدكتور محمد هداية: أن كلمة شيطان مشتقة من فعل شطن.. (انتهى)
شطن أى يَعُدَ والشيطان كما وجدته فى المعجم الوجيز هو كل روح شرير مغو أو متمرد مفسد.
بسم الله الرحمن الرحيم: أى باسم الله أبدأ قراءتى وهو مخالفة لأهل الملل الأخرى وأهل الطاغوت الذين يبدءون باسم آلهتم مثل باسم اللات وباسم العزى وغيره ..
والرحمن الرحيم من أسماء وفيهما صيغة مبالغة للرحمة ..
وتقال البسملة فى أوائل كل السور ما عدا سورة التوبة (براءة)
(الحمد لله رب العالمين)
أى الحمد لله خالق العالمين ورب كل شئ ومليكه من عوالم مختلفة من الانس والجن والملائكة والنبات والحيوان..
والحمد هو الوصف بالجميل للمحمود والثناء عليه لفضائله
واللام حرف جر أى أن الله يستحق الحمد
والله : هو اسم علم دال على ذات الرب
والرب هو السيد المصلح المعبود بحق.
( الرحمن الرحيم)
الرحمن: اسم لله تعالى مشتق من الرحمة التى يفيضها على عباده
الرحيم : اسم وصفة مشتق أيضا من الرحمة التى يفيضها على عباده سبحانه وتعالى ..
(مالك يوم الدين)
أى هو مالك كل شئ ومالك يوم القيامة ولا ملك لأحد غيره ولا ملك سواه والمالك هو المتصرف فى كل شئ أما الملك فهو السلطان.
( إياك نعبد وإياك نستعين)
إياك: ضمير نصب للمفرد المخاطب
أى لا نعبد ونطيع بتذلل ومحبة لأحد غيرك ولا نطلب عون أحد سواك على طاعتك.
(اهدنا الصراط المستقيم)
الصراط هو طريق الحق والهدى وهو الاسلام لله تعالى
المستقيم اى الذى لا زيغ فيه عن الحق
أى يطلب المؤمنون من ربهم بعد أن عبدوه وأطاعوه بتذلل ومحبة وطلبوا عونه بأن يهديهم إلى طريق الهدى والاسلام لوجهه ويثبتهم عليه فلا يحيدون ولا يضلون بعد ذلك .
(صراط الذين أنعمت عليهم)
يقول المؤمنون اهدنا يا رب الى ذاك الطريق المستقيم الذى لا زيغ فيه عن الحق والموصل لجنتك ورضوانك والذى هديت إليه من أنعمت عليهم من الصديقين والنبيين والشهداء والصالحين وكل من علم ما يرضيك ففعله وكل من علم ما يسخطك فهجره.
(غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
غير لفظ يستثنى به كإلا
أى بعد طلب المؤمن لطريق الهداية الموصل لرحمة الله تعالى ورضوانه استثنى المغضوب عليهم من الكفرة والمفسدين فى الأرض مثل اليهود والضالين الذين ضلوا عن طريق الحق وهم النصارى.
هداية الآيات:
فى الآيات الأولى: (1-3)
علمنا الله أنه يحب الحمد والثناء عليه فحمد نفسه وطلب من المؤمنين أن يحمدوه
وبما أن لكل محمود مقتضى يحمد عليه حتى لا يكون الحمد باطلا وزورا .. فقد أتبعه سبحانه وتعالى بقوله ( رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ) .. أى أنه مقتضى الحمد لله تعالى هو أنه رب العالمين على مختلف العوالم من انس وجن وملائكة ونبات وحيوان وهو الرحمن الرحيم الذى عم وشمل المخلوقات برحمته وجوده وفضله ولا رب سواه وأنه هو المالك المتصرف فى يوم القيامة والحساب ولا ملك لأحد غيره عند يوم القيامة (لمن الملك اليوم.. لله الواحد القهار) .. فمقتضى الحمد والثناء هو ما ذكره تعالى في الآيات..
وهذا فيه تعليم لنا لآداب الدعاء .. فيبدأ العبد بحمد ربه والثناء عليه ... ثم الصلاة على الحبيب المصطفى كما أخذ من السنة ثم يبدأ العبد فى الدعاء فيستجاب له بإذن الله...
الآية (4)
وبعد أن علمنا الله انه يحب الحمد والثناء لمقتضى ما سبق ذكره فلا اله غيره ولا خالق سواه وهو الرحمن الرحيم .. طلب المؤمنون عونه فلا معين سواه ولا معبود غيره ولا طاعة لسواه ولا معين على طاعته الا هو..
الآيات (5-7)
ثم طلب المؤمنون من الله بعد أن استعانوا به وعبدوه وأطاعوه أن يهديهم الطريق القويم وأن يثبتهم عليه فلا يحيدون عنه ولا يضلون كما انعم سبحانه وتعالى على النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومن اتبع ما يرضى الله وترك ما يسخطه وألايسيروا فى طريق الغاويين المفسدين ,,
وهذا فيه اعتراف بالنعمة حيث انعم الله على من انعم عليهم بالطريق القويم وطلب من المؤمنين لحسن القدوة برغبتهم في إتباع هؤلاء الذين أنعم الله عليهم وفيه أيضا ترغيب في سلوك طريق الصالحين والترهيب من سلوك طريق الغاويين.
وكلمة آمين هى ليست من آيات الفاتحة ولكنها دعاء بأن يتجيب الله الله دعاءنا له
وهى تستحب للامام ويطيل الصوت فيها ويرد وراءه المأمومين وواجبة على الفرد أيضا...
ولا تصح الصلاة بغير سورة الفاتحة فى كل ركعة للمنفرد والامام
أما المأموم وتسن للمأموم على رأى جمهور الفقهاء
أرجو أن اكون قد وفقت
وسامحونى فى أى خطأ أو نقص لأنى امكتبه على غير تركيز لصداع برأسى ولكننى اردت الا اتخلف عن الركب...
وهذا فاصل فى أحكام الاستعاذة والبسملة
الاستعاذة والبسملة
قال الله تعالى :
(( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بـالله من الشيطان الرجيم )) النحل 98 .
(( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم )) النمل 30 .
وصيغ الاستعاذة كثيرة أشهرها : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ، " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " والمختار الصيغة الأولى .
أما البسملة فقد أمرنا أن نستفتح بها كل عمل له شأن لذا فقــد وردت فــي ابتــداء كل سورة من سور القرآن الكريم عدا سورة ( براءة ) وذلك لأن البسملة أمان والسورة فيها نبذ لعهود الكافرين ، والبسملة آية أنزلت للفصل بين السور واتفق على أنها جزء من آية في سورة النمل ... وقيل أنها واجبة والصحيح أنها مستحبة (2،1) .
الاستعاذة من حيث الجهر والاسرار:
من الأفضل الاسرار إذا كان القارئ يقرأ منفردا أو فى جماعة فى الصلاة وفيما عدا ذلك يستحب الجهر بها وخاصة فى مجلس التعليم او فى الحفلات أو فى مجلس قراءة، وإذا قطع أجنبى القراءة يستحب إعادة الاستعاذة.
ومعنى أجنبى أن الذى قطع الاستعاذة لا يتكلم فى أمور الدين ولكن يتكلم فى أمور دنيوية وأما إن قطع القراءة مثلا المعلم لتصحيح خطأ أو لتوضيح معنى آية فلا تعد الاستعاذة (2).
أوجه الاستعاذة:
أولا فى أوائل السور:
وللتعوذ مع البسملة أربع حالات كلها جائزة :
1. وصل الجميع : وصل الاستعاذة مع البسملة مع أول السورة .
2. قطع الجميع : وهو الوقف على كل من الاستعاذة والبسملة .
3. وصل الاستعاذة بالبسملة مع الوقف عليها ثم بدء السورة .
4. الوقف على الاستعاذة مع وصل البسملة بالسورة .
وكذا هو الحال مع آخر السورة فيجوز وصلها وقطعها بنفس الحالات السابقة مع البسملة عدا وصل آخر السورة بالبسملة والوقف عليها ، حتى لا يتوهم السامع بأن البسملة في آخر السورة السابقة (2،1) .
ثانيا فى أواسط السور:
أ) لو لم تقرأ البسملة: لها وجهان..
1- القطع: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ثم يقف (سيقول السفهاء من الناس)
2- الوصل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سيقول السفهاء من الناس)
ولكن توجد آيات لا يصح الوصل فيها ويجب القطع مثل:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (الله لا إله إلا هو الحى القيوم)
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ( محمد رسول الله)
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (اليه يرد علم الساعة)
ب) إذا قرأت البسملة:
لها اربع أوجه مثل أوائل السور
ومن الأفضل قراء البسملة لأنه اسم مبارك (2).
البسملة:
وإذا قرأت البسملة فلا يصح الوصل فى بعض الآيات مثل:
(بسم الله الرحمن الرحيم) (الشيطان يعدكم الفقر) فيجب القطع.
والسور التى لايستحب وصل البسملة ببدايتها:
المطففين، الهمزة، البلد، القيامة، المسد، البينة، محمد، عبس
أجمع القراء على وجوب الاتيان بالبسملة فى أوائل السور ماعدا سورة براءة (2).
الدكتور أيمن سويد: تقرأ البسملة فى بداية السور ويمكن عدم قراءتها فى اواسط السور .
المصادر: (1) أحد المواقع على النت. وتم مراجعته مع المصدر (2) للتثبت من صحته.
(2) الجامع فى تجويد قراءة القرآن الكريم.. جمع وترتيب كامل المسيرى.. اشراف حسن البنا كامل
|
بارك الله فيك أختي الهديل ، ووفقك لكل خير سعدت جدا بالتزامك لحضور الدرس وهذا ليس مستغرب عليك
وجزاك الله خيرا جزيلا على هذه الإضافات التي أتحفتينا بها شكرا لك