مرة أخرى اسمحوا لي أن أبثكم اعجابي بهذه الشخصية الفذة
وهي شخصية ( أبو الطيب )
إذ أشعر بمتعة كبيرة وأنا أغوص في بحر حكمته وحنكته ولم اجد بدا من أن أهديكم شيئا ً
مما ظفرت به من رحلة غوصي في بحر شـِعـره
وأحضرت لكم هذا البيت الذي يتضمن حكمة وأصبحت مثلا يطلق على كل من يسعى للعلياء
ولا يجد حدودا تحد من سعيه وطلبه لأعلى الأماكن
وسأدون بيت الشعر مع شرح بسيط له وهو من شرح البرقوقي
الحكمة تقول :
وإذا كـــانتِ النُفـــوسُ كِبـــاراً = تَعِبَــتْ فــي مُرادِهــا الأَجســامُ
ويشرح البرقوقي بقوله :
 |
|
 |
|
يقول: إذا عظمت الهمة وكبرت النفس تعب الجسم في تحصيل مرادها وذلك أن الهمة تعني الجسم فى طلب معالي الأمور، ولا ترضى بالمنزلة الدون، ولا تستريح أو تحصل على الرتب العالية، كما قال العتابي: |
|
 |
|
 |
 |
|
 |
|
وإن عليّاتِ الأمور مَشوبةٌ = بمستودعاتٍ في بُطون الأساوِدِ
(الأساود: الحيات.) قال العكبرى: وبيت المتنبي من كلام أرسطوا: إذا كانت الشهوة فوق القدرة كان هلاك الجسم دون بلوغ الشهوة. قال ابن وكيع: لم يأخذ من الحكيم، وإنما أخذ من أهل صناعته ؛ فأخذ قوله من قول عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر:
فقالوا: ألَا تلهو لتُدْرك لذة ؛ = فقلت: وكيف اللهوُ والهمُّ حاجزُ
ونفس تُعاني أن تقيم مُرُوءتي = على غايتي في المجدِ والجهدُ عاجزُ
ومن قول أبي زرعة:
أهلُ مجدٍ لا يحفِلون إذا نا = لوا جسيما أن تُنهكَ الأجسامُ
ومن قول الحصنى:
نفسي مُوَكَّلةٌ بالمجد تطلُبُه = ومطلبُ المجد مقرونٌ به التلفُ
ومن قول ابن جابر:
إذا ما علا المَرْءُ رَامَ العُلى = وَيَقْنَعُ بالدُّون مَنْ كان دُونَا
ومن قول أبي تمام:
فعلِمْنَا أنْ ليسَ إِلَّا بِشِقِّ النَّفْ = سِ صَارَ الكَرِيمُ يُدْعى كَرِيمَا
طلَبُ المجدِ يورثُ النَّفْسَ خَبْلًا = وهُمُومًا تُقَضْقِضُ الحيزُومَا
(الخبل: الفساد، في الأصل، والمراد: الهم ؛ والحيزوم: الصدر. وتقضقض: تكسر وتحطم.) وقد أخذ هذا المعنى أبو القاسم بن الحريش فقال:
فيا من يكُدُّ النَّفْسَ فِي طلبِ العُلى = إِذَا كَبُرَت نفْسُ الفتى طال شُغْلُه
|
|
 |
|
 |
فلا تلومون من هي مثلي إذا تولعت وتعلقت بمن هو بمثل هذه الهمة وهذا السمو والرقي
وسأستغل هذه الصفحة لأجعل منها مذكرة لأدون فيها كل ما يستوقفني من شعر وحكم
صاحبي الغائب الحاضر بِـشـِـعره و حكمته وعلو هـمـّتـه وكرم نفسه
واسمحوا لي بأن أحظى بشرف استغلال مساحة من هذا الموقع القريب إلى نفسي
لأجعلها صفحة لتدوين ما سـَـلـَـب عقلي وانتشلني من كل مافي الدنيا لأختلي به معه
حين يشتد الصخب وأجد رغبة في البعد عن هذا الصخب وهذا الازعاج الذي أصبح
من سمات هذا العصر المزعج بكل شئ
وشكرا لكل من يتكرم علي ولو بإطلالة صغيرة على هذا الموضوع
فهو تعبير بسيط عما اكنه لكم وسيكون إهداء متواضع لكم جميعا من اخت لا تجد ما تقدمه لكم
سوى الحب الخالص
أرجو تقبل إهدائي
وشكرا لكم