أهلا بكم وبتواجدكم الذي أثلج صدري
أخي العزيز عساف وأختي الماسية
وشكرا لك أخي عساف على المعلومة بالفعل أثريت معرفتي بما لديك
بارك الله فيكما وجزاكما الله كل خير على تفضلكم بالمشاركة
واسمحوا لي أن أزيدكم مما قرأت:
إذ حدثت بعض العواقب السيئة التي عقبت قصيدة أبو الطيب في عتبه على سيف الدولة
فدائما نجد الوشاة لا يدعون أمرا إلا ويبثون فيه سمومهم .. لذلك كانت الفتنة أشد من القتل !!
فسبحان مدبر الأكوان ومسبب الأسباب .. ظهرت احدى الوشايات فيما ذكره الرواة في شرح
قصيدة ( واحر قلباه .. ) إذ قالوا :
لما أنشد هذه القصيدة وانصرف، كان في المجلس رجل يعاديه، فكتب إلى أبى العشائر على لسان سيف الدولة كتابـًا إلى أنطاكية، يشرح له فيه ذكر القصيدة، وأغراه به، فوجه أبو العشائر عشرة من غلمانه، فوقفوا قريبًا من باب سيف الدولة في الليل، وانفدوا إليه رسولا على لسان سيف الدولة فلما قرب منهم، ضرب رجل منهم بيده إلى عنان فرسه، فسل أبو الطيب السيف، فوثب عليه الرجل، وتقدمت فرسه به، فعبر قنطرة كانت بين يديه، وأصاب أحدهم فرسه بسهم فانتزعة، واستقلت الفرس به، وتباعد بهم ليقطعهم من مدد إن كان لهم، ورجع إليهم بعد أن فنى نشابه، فضرب أحدهم بالسيف، فقطع الوتر وبعض القوس، وأسرع السيف في ذراعه، فوقفوا على صاحبهم المجروح، وسار وتركهم، فلما يئسوا منه قال أحدهم: نحن غلمان أبى العشائر، فحينئذ قال:
وَمُنْتَسِبٍ عـِنْدِى إلى مَنْ أُحِبَّـهُ = وَللنَّبْلٍ حـوْلى مِنْ يـَدَيـْه حـَفِيفَ
فهَيَّـجَ مِـن شَـوقي ومـا مِـن مَـذلــّةٍ = حَــنَنْتُ ولكِــنَّ الكَــرِيمَ أَلُــوفُ
وكُــلُّ وِداد لا يَــدُومُ عــلى الأَذَى = دَوامَ وِدادي للحُسَــــينِ ضَعِيـــفُ
فـإنْ يكُـنِ الفِعـل الـذي سـاءَ واحدًا = فأَفعالُــهُ اللآئــي سَــرَرْنَ ألُـوفُ
ونَفْسِــي لـهُ نفسـي الفـداءُ لنَفسِـهِ = ولكــن بَعــضَ المــالِكين عَنِيـفُ
فــإِن كـان يبغِـي قَتلهـا يَـكُ قـاتلاً = بـِكَـفـّيــهِ فــالقَتل الشّــرِيفُ شَـريفُ
رائع ان نرى تجلي صفة الوفاء حتى في أحلك الظروف وهي لحظات الموت وليس موتا طبيعيا بل قتلا !
ومع هذا نجد صفة الوفاء تطغى على مرارة الموت حين عاتب أبو الطيب ابا العشائر في اضمار نية القتل غدرا
وقال له بأنه لن ينسى أفضاله الكثيرة مقابل تصرف واحد سيء .. لأن هذا التصرف سبقه ألوف مما يغفر له
سيئته هذه .. ويجد الشرف بان يُقتل بيد يحبها ويحب صاحبها
إنه لشرف عظيم !
فأين نحن من هذا الوفاء وهذه الشيم النادرة والتي أصبح الحديث عنها وكأنها أساطير من عجائب الزمان !!
وشكرا لكم وعذرا للإطالة