بيني وبين قلمي
أردت أن أكتب فإذا القلم لايجري معي كعادته , حاولت
وحاولت ولكن دون جدوى , فرجعت إلى أوراقي القديمة ؛
فسرني مارأيت من كتابات حرة لايثنيها عن قول الحق
خوف ولارهبة ولامحاباة , وليس فيها غش ولاخداع ؛ بل
نصح ومحبة وشفقة , أرجو بها الخير والثواب , ولم أزل
أسأل نفسي كيف تعطل قلمي عن كتابة أشياء جميلة تسكن
في أعماق نفسي ؛ وقد كان نابضاً بها ؟! ؛ يحس ويتألق
ويسمو ؛ يحب الجمال ويحبه الجمال ويحلق في فضاءات
رائعة لاتصل إليها إلا الأقلام الجميلة التي لم تدنسها الحروف
الرخيصة المبتذلة , فجائتي فكرة ؛ وهي أن أعيد كتابة بعض
المعارك الجميلة التي خاضها قلمي .. لعله يفيق ويعود فيرينا
الجمال في صورة حية تجعلنا نحيا فوق الحياة , وظني به
أنه لن يتخلى عني لما عرفته عنه من وفاء وطهر ونقاء ألفته
منه وألفه المبدعون الذين أسكرتهم وأسهرتهم حروفه الجميلة؛
فيختصمون ويتعادون ويتحابون فيها .
وسوف أُذكّره ببعض ما خطه من حروف نقلها بكل صدق وأمانة ! :
ماذنب زهرة جميلة وجدت نفسها في صحراء قاحلة ,لاتجد من
يسقيها ولا من يحتويها , وحيدة على تلك الرمال القاتلة التي
لاتسمح للزهور بالعيش فوق كثبانها المستبدة الطاغية , والرياح
لها عويل مفزع ومخيف ؛ تعصف بكل شيء لم تألفه ! في ذلك
المكان الموحش البئيس , والزهرة تصارع الرياح !؛ فتنبعث أطيابها
وكلما ثارت زوابع الصحراء من حولها واشتد عصف الرياح زادت
المكان طيباً ولسان حالها يقول :
يارمال الصحراء ثوري ويارياح اعصفي ؟!!
فائق العتيبي