قال تعالى
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
بعض مما جاء في هذه القصص يحصل والله أعلم. وهي ليست بقصص نتيجة خرف أو لخبطة كما يسميها بعض الجهلاء. فإن المنازع أو من قربت نهايته فإنه يرى ما لا نراه نحن. ولولا حصل معي نفس ما قرأته, ربما ما صدقت. وقصتي شبيهة جداً لقصة أختي القلب الكبير. ولكن الفرق أنها واقع وليس حلماً.
فجدي رحمة الله عليه قبل مماته في أيام قليلة سأل أمي. قال لها: إني أرى أناساً يلبسون البياض وأشكالهم سمينة ممتليئة. فأخبرتنا أمي بما شاهد وكتمنا القصة وأدركنا أن النهاية حانت. وهكذا كان.
وبصفتي ممرض فإني أشاهد يومياً وأشعر بما لا يشعره كثير من الناس. ربما ما أشعر به يشعر به الأشخاص الذين يعملون في التغسيل والتكفين. فيا أخوتي حين يموت المريض في المستشفى وندخل نحن الى غرفته فإنني والله أحس أن الغرفة مكتظة وكأنه ليس هناك مكان لأطأ قدمي!! وأحياناً أحس بهدوء رائع وسلام وطمأنينة بحياتي لا أشعر بها. وأحسب أن ذلك يعود لكثرة الملائكة والله أعلم. وأحس أن هناك شيء يطبق على صدري, ولكنه شيء جميل وشعور رائع. لا أشعر به بألم ولا وجع ولا ولا شيء. ولا أفكر بأي شيء من هذه الدنيا بل أفكر وأتفكر بالنهاية وفي عظمة الله.
أحكي لكم هذه القصة. توفي أحد مرضاي في غرفته. وكانت غرفته في الطابق الرابع. والمستشفى التي كنت أعمل فيها كان أمامها شجر كثير وكانت اليمام والعصافير تأتي الى شرفة الغرفة. ولكن ما أن ندخلها حتى تهرب. إلا في تلك الساعة, حين توفي المريض ودخلت الغرفة وشاهدت اليمام والعصافير تقف بسلام على الشرفة. اقتربت منها ولم تهرب. بقيت في مكانها. وظللت أنا لفترة طويلة في الغرفة ولم تهرب هذه الطيور بل كثرت وحط كثير منها على الشرفة!! سبحان الله.
لا بد أن يكون هناك تفسير لكل ذلك السلام والسكينة. هي الملائكة والله أعلم. والمنازع يرى ما لا نراه. والحيوانات ترى ما لا نراه. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد ذلك. من يسمع صياح الديك فليسبح الله فإنه قد رأى ملاكاً ومن رأى نهيق الحمار فليستعذ فإنه قد رأى شيطاناً.
والله أعلم