الموضوع
:
هارب من القدر
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
9
]
2006-04-26, 12:16 AM
الاندلسي
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 12387
تاريخ التسجيل : 29 - 3 - 2006
عدد المشاركات : 965
غير متواجد
[13.0.5] سؤال : من هم الأبدال ؟
جواب : الأبدال : جَمْعُ بَدَلْ وَ بَدِيل ، و هم الزُّهاد ، و العُبَّاد ، و الأولياء المخلصين للّه .
و في علم الرجال
[1]
يُعتبر عَدُّ الراوي من الأبدال مَدحاً من الدرجة العليا يصل إلى درجة التوثيق ، فمثلاً نجدُ أنَّ الشيخ الطوسي
( قدَّس الله نفسه الزَّكية )
لدى ذكره لحجر بن عدي الكندي ، يقول : و كان من الأبدال
[2]
.
أقوال العلماء في الأبدال :
قال العلامة الطُريحي : الأبدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر .
و في القاموس : الأبدال قوم يقيم الله بهم الأرض و هم سبعون ، أربعون بالشام و ثلاثون بغيرها ، لا يموت أحدهم إلا قام مقامه آخر من سائر الناس
[3]
.
و للعلامة الراغب الإصفهاني تفسيرٌ آخر للأبدال حيث يقول : و الأبدال قوم صالحون يجعلهم الله مكان آخرين مثلهم ماضين ـ و قد أنكر بعض الناس وجودهم ـ .
ثم يضيف قائلاً : و حقيقته هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة ، و هم المشار إليهم بقوله تعالى: { فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ... }
[4]
،
[5]
.
الأبدال في الأحاديث و الأخبار :
لقد ذُكرت مفردة " الأبدال " في الأخبار و الأحاديث الشريفة في مواضع مختلفة ، لكن رغم إختلاف مواردها فقد جاءت كلها في مقام المدح و الثناء ، بحيث يظهر منها أن الأبدال هم أناسٌ يمتازون عن غيرهم بالصلاح و الدرجة الإيمانية العالية و الرفيعة .
فمثلاً جاء في وصايا النبي
( صلى الله عليه و آله )
لعلي
( عليه السَّلام )
: " ... وَ إِنْ جَامَعْتَهَا فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ يُرْجَى أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ مِنَ الْأَبْدَالِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ... "
[6]
.
وَ رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
( عليه السَّلام )
أنَّهُ قال : قال رسول الله
( صلى الله عليه و آله )
: " مَنْ دَعا للمؤمنين و المؤمنات في كل يوم خمساً و عشرينَ مرة ، نَزَعَ اللهُ الغِلَّ من صدره ، وَ كََتَبُه من الأبدال إن شاء الله "
[7]
.
من هم الأبدال تحديداً ؟
لدى مراجعة الأحاديث و الروايات الواردة فيما نحن بصدد بيانه و دراستها نجد أن مفردة " الأبدال " استُعملت في الروايات و الأحاديث في المعاني التالية :
الأول : الأئمة المعصومون
( عليهم السلام )
أو خواص أصحابهم :
فقد رُوِيَ عن الخالد بن الهيثم الفارسي أنه قال : قلت لأبي الحسن الرضا
[8]
( عليه السَّلام )
إن الناس يزعمون أن في الأرض أبدالا ، فمن هؤلاء الأبدال ؟
قال : " صدقوا ، الأبدال الأوصياء ، جعلهم الله عَزَّ و جَلَّ في الأرض بَدَلَ الأنبياء ، إذ رفع الأنبياء و ختمهم محمد
( صلى الله عليه و آله )
"
[9]
.
قال العلامة المجلسي
( قدَّس الله نفسه الزَّكية )
بعد ذكره للرواية السابقة : ظاهر الدعاء المروي من أم داود عن الصادق
( عليه السَّلام )
في النصف من رجب ـ حيث قال ـ : " اللهم صل على محمد و آل محمد ، و ارحم محمدا و آل محمد ، و بارك على محمد و آل محمد ، كما صليت و رحمت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم صل على الأوصياء و السعداء و الشهداء و أئمة الهدى ، اللهم صل على الأبدال و الأوتاد و السياح و العباد و المخلصين و الزهاد و أهل الجد و الاجتهاد " ، ـ إلى آخر الدعاء ـ يدل على مغايرة الأبدال للأئمة
( عليهم السلام )
، لكن ليس بصريح فيها ، فيمكن حمله على التأكيد .
ثم أضاف قائلاً : و يحتمل أن يكون المراد به في الدعاء خواص أصحاب الأئمة
( عليهم السلام )
...
[10]
.
الثاني : أصحاب الإمام المهدي المنتظر
( عجَّل الله فرَجَه )
:
فقد رَوى طارق بن شهاب عن حذيفة قال : سمعت رسول الله
( صلى الله عليه و آله )
يقول : " إذا كان عند خروج القائم ينادي منادٍ من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين ، و ولي الأمر خير أمة محمد ، فالحقوا بمكة ، فيخرج النجباء من مصر و الأبدال من الشام و عصائب العراق رهبان بالليل ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فيبايعونه بين الركن و المقام ... "
[11]
.
وَ رُوِيَ عن جابر الجعفي أنه قال : قال أبو جعفر
[12]
( عليه السَّلام )
: " يبايع القائم بين الركن و المقام ثلاثمائة و نيف عدة أهل بدر ، فيهم النجباء من أهل مصر ، و الأبدال من أهل الشام ، و الأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم "
[13]
.
الثالث : النخبة الصالحون من المؤمنين :
و يدل عليه مضافاً إلى الحديث المشتمل على وصايا النبي
( صلى الله عليه و آله )
لعلي
( عليه السَّلام )
، الذي ذكرناه في بداية البحث الحديث المذكور بعده .
صفوة القول :
و لعل الصواب في معنى الأبدال هو أن لهذه المفردة معناً عاماً يُراد به الصفوة الإيمانية و النخبة المتميزة في كل عصر ، و هذا المعنى العام يكون له مصاديق متعددة ، و أبرز هذه المصاديق هم الأئمة المعصومون
( عليهم السلام )
، ثم الخواص من أصحابهم ، ثم المؤمنين الخُلَّص .
توقيع
الاندلسي
حسبي بعلمي أن نفع ***** ما الذل ألا في الطمع
من راقب الله رجــع ***** عن سوء ما كان صنــع
ما طار طـير وارتـفع **** ألا كــما طار وقــع
اقتباس
الاندلسي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الاندلسي