غالياتي.. هناك فرق بين الحاسة السادسة أو الفراسة.. وبين التردد في اتخاذ القرارات..!
بعض الناس يكون لديهم ضعف في ثقتهم بأنفسهم وتخوف شديد من اتخاذ القرارات لذا ينسبون رفضهم لاتخاذ قرار مصيري إلى عدم احساسهم بالراحة.. ليغطوا على تخوفهم وعدم قدرتهم غلى اتخاذ القرار بأنفسهم..
فهم يحتاجون دوماً لمن يدفعهم لأي قرار.. ولا يريدون التفكير بعمق وشمول في أي مشروع مقبل.. لأنهم لا يريدون تحمل مسؤولية أي قرار..
يجب أن تفرقوا بين هذا وذاك..
الحاسة لا تتعب صاحبها كثيراً.. بالعكس تشعرك بالراحة.. لكنها قد تشكل عبئاً عليك.. خاصة حين تتعلق بمن تحبهم أو من هم حولك..
مثلاً..
إحدى قريبات زوجي خطبها ساب..
الشاب صالح وأهله طيبون لكن.. فيه من الصفات الشخصية ما جعلني أشعر شعوراً كبيراً أنه لن يناسبها... وأنهم لن يتناسبوا أو يتوفقوا..
ورغم دعائي لها بالتوفيق.. وحبي لها.. وشفقتي عليها..
لم أستطع أن أتكلم.. لأنها ليست مقربة لي جداً..
كما أني لم أرد أن أقف في طريق زواجها.. وقد يبدو موقفي غير جيداً..
يعلم الله أني حضرت زواجها وقلبي منقبض جداً ودعوت لها ..
لأني لم أحس مجرد احساس فقط بل عرفت من خلال التفكير أن صفاتهما لن تتوافق..
وبالفعل..
بعد أسبوع واحد من زواجهما تم الانفصال..
اسأل الله أن يبدلها خيراً منه ويبدله خيراً منها..
وأن يرزق جميع أيامى المسلمين الأزواج الصالحين والزوجات الصالحات..
ما أردت قوله أني لم أبن احساسي على مجرد وهم..
بل.. عبر تفكير وتأمل.. لأني أعرف أن من صفاته ما لا يتناسب مع ما أعرفه من صفاتها.. ولو كانت بسيطة في أعين الناس..
لكني أعرف أنها تشكل فارقاً كبيراً في توافق الأرواح البشرية سبحان الله..
أيضاً..
إحدى معارفي..
حين تزوجت كانت تتحدث عن بعض صفات زوجها وبعض تصرفاته وبعض أفعاله وعباراته.. كانت تتحدث بشكل عفوي وبريء..
لكني أحسست بالفعل وعرفت أن هذا الرجل لا يحبها ولا يميل لها وربما - ولا أضع في ذمتي- له علاقات نسائية نسأل الله العافية..
طبعاً هذا إحساس مبني على أقوال وتصرفات لا تخفى على الفطين.. لكن هذه المرأة للأسف لم تنتبه لها.. ولم تدقق في مغزاها..
لم أستطع أن أقول لها شيئاً.. حتى لا أتهم الرجل.. ولأني أعرف تعلقها الشديد به..
لكني حاولت أن أجعلها تحرص وتنتبه.. وتتوقع أي شيء.. (وللأسف دون جدوى حيث لم تفهم مغزى كلامي ولم تأخذ به)
بعد 3 سنوات ..
تطلقت منه.. وأخبرتني أنها اكتشفت أنه شخص غير صالح - هداه الله وعافانا وإياكم- وأنها اكتشفت أن له علاقات نسائية كثيرة.. وأنه واجهها بأنه لم يحبها منذ أن رآها أول مرة!
اسأل الله أن يوفقها ويسعدها ويبدلها خيراً في زوجها الثاني..