عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 2010-09-12, 3:15 AM
رسيــــل
عضو نشط
رقم العضوية : 95626
تاريخ التسجيل : 8 - 12 - 2009
عدد المشاركات : 393

غير متواجد
 
افتراضي
شخصياً أعتقد أن الحاسة السادسة هي نفسها الفراسة..
وهي تزيد وتقل حسب حكمة الشخص ورجاحة عقله وفطنته وانتباهه لأدق الأشياء..
بالإضافة لعلاقتها بمستوى إيمان الشخص - بتقدير من الله سبحانه..

فعن أبي سعيد الخدري قال: قال: رسول اللَّـه صلى الله عليه و سلم : «اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور اللَّـه» ، ثم قرأ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}

وقال ابن القيم -رحمه الله - في تفسير قوله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}:
فإن الناظر متى نظر في آثار ديار المكذبين، ومنازلهم، وما آل إليه أمرهم، أورثه ذلك فراسة، وعِبرة، وفكرة.
((لاحظ أنه قرن الفراسة بالتفكير))

وقال تعالى في حق المنافقين {وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}،
فالأول: فراسة النظر والعين،
والثاني: فراسة الأذن والسمع.

1) فهناك فراسة.. بالنظر.. برؤية بعض التفاصيل.. والفطنة لها.. وفهم ما تشير له.. وهي تشمل فهم لغة الجسد.. أو الحركات.. أو الآثار.. وغيرها..

2) وهناك فراسة الأذن.. بالتدقيق بسماع الأصوات والكلمات.. وما تعنيه..

3) وهناك فراسة بالإحساس القلبي..
وهي توفيق من الله..
فأحياناً ترى شخصاً وتحبه دون سبب أو تقول "أرتحت له سبحان الله!" أو "أحس أنه طيب.. قلبي انفتح له!".. وأحياناً العكس..

وهذا أمر واقع وحقيقي.. ويختلف من شخص لشخص (بعض الأشخاص يحس بسرعة وبعضهم لا يحس بهذا)

ومن علامات محبة الله أن الله ينزل محبة العبد على خلقه.. فيحبونه دون سبب..
لأن الله إذا أحب عبداً من عباده أحبه أهل السماء وأهل الأرض..

فترى شخصاً وتحبه ولا تعرف ما السبب..!
وقد يكون ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يحبه..
أو لأن فيه علامات ومظاهر تريحك له.. دون أن تنتبه لها..
كنظافة مظهره وابتسامته وسؤاله عنك.. أو مصافحته لك.. أو ذكره لله.. أو استماعه لك باحترام.. أو انفتاحه بالحديث والتبسم مع الآخرين.. أو بدون أي سبب مما ذكر..

وقد يحدث العكس فلا ترتاح لشخص ما دون سبب.. وقد يكون ذلك بسبب صوته العالي.. أو تجهم وجهه.. أو مشيته المتكبرة.. أو عقده لحاجبيه.. أو نظرات مختلسة لما حوله.. لا تريحك.. أو عدم اهتمامه بك أو بمن حوله.. أو بدون أي سبب مما ذكر..

وعموماً الفراسة القلبية أو الإحساس القلبي بشخصيات الآخرين أو بالأحداث وغيرها.. تختلف اختلافاً كبيراً من شخص لآخر.. حسب أمور كثيرة في الشخص وقبل ذلك هي منحة وتوفيق من الله..


شخصياً.. وفقني الله للفراسة في بعض النواحي..وبعض الأحيان فقط..

وقد تكون بالنظر..
فعند رؤيتي لبعض الأشخاص.. ورؤية ملامح وجهه ونظراته.. وطريقة كلامه.. وحركات جسده.. وجلسته.. ومشيته..
أستطيع أن أعرف الكثير عنه..
عن طباعه.. و"بعض" نواياه.. وتوجهاته.. (والله وحده الذي يعلم) لكنها تصدق في أحيان كثيرة..

وأشعر أن هذا الأمر.. يحتاج لتوفيق من الله ثم دقة ملاحظة..
فبعض الناس لا يهتم ولا يدقق بتفاصيل من أمامه فلا يعرف هل هو غاضب أو حزين أو متضايق..
والبعض قد يتكلم طويييلاً ولا يشعر بملل من أمامه..
وهؤلاء بالتأكيد لا يستطيعوا أن يصلوا لمهارة الفراسة طالما لم ينتبهوا لقراءة تفاصيل أبسط الأمور..

الصوت كذلك..
يعطيك الكثير من الإشارات والدلالات..
على فكر الشخص.. طبائعه.. مدى صبره.. طيبته.. قسوته.. اهتمامه.. جديته.. ثقافته.. هدوءه.. عجلته.. رزانة فكره..

(وفي عالم النت هناك أسلوب الكتابة: الأخطاء الإملائية.. أسلوب الكتابة.. استخدام الوجوه والصور في المواضيع.. ألوان الخطوط... استخدام علامات الترقيم.. المصطلحات الانجليزية.. بعض التعابير العامية.. أسلوب الرد.. الشكر.. الدعاء.. النقد.. وغيره الكثيييير.. هذا كله يمكن أن يعطيك انطباعاً يصل إلى 50% عن شخصية الشخص وربما أكثر - حسب كثرة متابعتك لردوده ومواضيعه)

النظرات السريعة والقلقة أو المتهربة من مواجهة عيني الشخص المقابل.. تعطيني غالباً انطباعاً يصل إلى 70% عن حال الشخص..
وأستطيع أن أعرف الكاذب.. أوالذي يخفي موضوعاً أو خطأ ارتكبه عن الآخرين (وهذا مارسته من خلال الإرشاد الاجتماعي)..

حركات الجسد: حك الأنف.. أو مسك الشعر للبنات.. أو اللعب بالنظارة أو الشماغ للرجال..
إدخال اليدين في الجيب.. هز الجسد.. تحريك اليدين أثناء الكلام.. فرقعة الأصابع.. كلها لها دلالات..

الابتسامة بأنواعها المختلفة وطريقة الضحك.. لها قاموس متكامل!!

أحياناً أنظر للشخص فلا أرتاح له دون سبب.. ويخالفني الجميع..
لكن الأيام تثبت لهم أنه ليس اهلاً للثقة..

أحياناً أنفر من موضوع ومشروع أو عمل معين دون سبب.. لا أشعر براحة له رغم تلهف الجميع عليه.. ويلومني الجميع..
ثم يثبت لهم الزمن أنه فاشل وله أضرار كثيرة..

لكن هذا لا يمنع أني أخطئ كثيراً أيضاً.. كثيراً جداً.. وهذا من رحمة الله..
لأن الفراسة لو صدقت دائماً لما ارتاح الشخص في حياته.. ولأن علم الغيب عند الله وحده..

أعتقد أن صدق التوكل على الله وتفويض الأمور له..
له دور كبير في إحساسك الصاذق تجاه بعض الأمور والأشخاص والأحوال..
لك حيث أن الله يصرفك عن امور دون سبب أو يحببك في أخرى دون سبب..
ثم يتضح لك مع الزمن أن هذا كان تخييراً لك من الله العزيز الحكيم سبحانه.. ونحن نسميها الحاسة السادسة وننسبها لنفسنا.. رغم أنها تصريف من الله..

وقد قيل لأعرابي "كيف عرفت الله؟"
فقال :"بصرف الهمم"! (أو كلمة شبيهة)
سبحان الله.. أي تكون مقبلاً على أمر وعازماً عليه ولا يعوقك عنه عائق.. ثم.. فجأة.. تنصرف عنه.. تشعر بعدم راحة وتتركه..
وهذا من تصريف الأٌقدار من الله سبحانه..

لذلك نقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)
فلا يحول الأمور من حال إلى حال ولا يصرفها ويبدل حالها إلا الله بقدرته وقوته وحكمته سبحانه..

ربما تكلمت كثيراً..
لكن الموضوع أعجبني وأردت إضافة شيء بسيط..

شكراً جزيلاً للموضوع الجميل.. وفقكم الله ونفع بكم..


((أم جود))