كان يكررُ :
ألفٌ باء..
تاءٌ .. ثاء..
جيمٌ .. حاء..
بين يديه..
يردد معه..
ولداه :
( وليدٌ ) و ( ولاء )..
فوقفت..
وأرعيت السمع..
قد يظهر ذاك المفقود..
حيناً بين حروف هجاء!
فتعجب مني ورمقني :
هيا اجلس
بالقرب ( فداء )
أومأت إليه
بأن أكمل
وعلا صوت في الأصداء :
ألفٌ .. باء..
تاءٌ .. ثاء..
جيمٌ .. حاء..
ثم توقف باستجداء
قلت : فأكمل!
قال: رويدك
لأجدد نفسي بهواء..
قلت :
أأكمل ؟
قال ( ولاء ) :
هل تحسن
يا عم (فداء) ؟
قلت : بُني هُديت فإني
أتقنها لبلوغ ( الياء )
لكني افتقد بُني
حرفاً يجهله الأدباء
سطره الأجداد زماناً
لكن ضيعه الجبناء
لا يعرفه كثير منكم
بل قد رحل بغير عزاء
فتأفف من قولي الوالد
بادرني : أرجوك ( فداء ) ..
فوقفت..
أعللها نفسي..
أن تنسى
مجدا .. وبلاء
لكن حنيناً أرقني
فبدأت أكرر بإباء
( ألف ) .. (باء) .. (عزةُ) .. (تاء) ..
(ثاء) .. (جيمٌ) .. (حاءٌ) .. (خاء) ..
كرَرَها بالحرف ( ولاء ) :
( ألف ) .. (باء) .. (عزةُ) .. (تاء) ..
(ثاء) .. (جيمٌ) .. (حاءٌ) .. (خاء) ..
قاطعه( وليدٌ ) بذكاء
فسؤال .. يا عم أجبني :
إنا نكتب حرف الألف
وكذلك نكتبه الباء
كيف سنكتب حرف( العزة ) ؟!
عمي .. أنبئني بجلاء
قلت : بُني رويدك إني
قد أعددت دواء الداء
اشطر جملة
(قلم رصاص)
خذ نصفاً..
دع عنك الأول
لا تكتب بالحبر الأزرق
واكتب بمداد الشهداء
فتأفف - أخرى -
ذا الوالد،
كررها : أرجوك ( فداء ) ..
أخشى بصنيعك أن تدرك
ما يجنيه الاستهزاء!
قلت : أعيذك ..
- محض غباء -
اترك أحوال السخفاء
أعطيك دليلا
بل أكثر
قلب ديوان الشعراء
في عهد ( قوافي السفهاء )
قد أسموها
( حروف مديحٍ )
ما عادت بحروف هجاء
حتى أنت
بنعتك لابنك
لم ترع حقوق البلغاء
قال : ولاء؟!
قلت : وليد، وافهمها مثل النبهاء
حرف الباء سبق الواو
هذا ولاء أين براء ؟
ورحلت وصوتي يسبقني :
( ألف ) .. (باء) .. (عزةُ) .. (تاء) ..
(ثاء) .. (جيمٌ) .. (حاءٌ) .. (خاء) ..
حامد كابلي