قصيـــــــــــدة القرني بعد الاعتزال وقرار العــــــودة,,لمن لم
يقرأهـــــا ســــــابقا,,
1- خُذْ يَاْ صَبَاْ نجدٍ فَضْلاً وَحْيَ أفكَاريْ
فَنَجْدُ مَرْفَأ تَرْحَاليْ وَإبْحَاْرِي
2 - وَنَجْدُ جُدِّدَ فِيْهَاْ الحُبُّ وانبَعَثَتْ
رَسَاْئِلُ الشَّوْقِ تَرْوِيْ كُلَّ أخْبَاْرِي
3 - وَنَجْدُ مَهْبِطُ آياتِ الجَمَالِ بِهَاْ
مَلاَعِبُ الحُسْنِ مِنْ سِحْرٍ وَأشْعَارِ
4 - رِفْقاً بِقَلْبِي يَاْ نَجْدُ الهَوَى فَأَنَا
مُتَيَّمٌ لِخَيالٍ مِنْكَ زَوَّارِ
5 - لَبَّيْكَ (سَلْمَانُ) إكْرَاماً لِدَعْوَتِكُمْ
وَللْمُحِبِّينَ مِنْ بَدْوٍ وحُضَّارِ
6 - في نجد تبقى أميرَ المجدِ مبتَهِجاً
كأن مجدَكَ فيها نُصْبُ تذكارِ
7 - في دولةٍ نصرَ التوحيد أولهم
وسار أحفادهم في خيرِ مضْمارِ
8 - شَهْرٌ مِنْ الحُبِّ والآماَلِ كنْتُ بِهِ
فِي خَلْوةٍ بَيْنَ أوْرَاقِيْ وأسْفَارِي
9 - وَجَدْتُ نَفْسِيَ بَعْدَ الهَجْرِ سَاْكِنَةً
وَسَاءَلَتْنِي عَنْ عَمْدٍ وإصْرَارِ
10 - قَالتْ: أتَعْتَزِلُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتَهَا
حَسْنَاء قَدْ خَطَرَتْ فيْ عُمْرِ أزْهَارِ؟
11 - فَقُلْتُ: دُنْيَايَ فِي حِبْرٍ وفِي وَرَقٍ
مَعْ صَفْوةٍ مِنْ مَشَاهِيْرٍ وأبْرَارِ
12 - قَالتْ: يَقُولُون: ألْقَيْتَ العَصَا تَعِباً
وأنْتَ فِي نِصْفِ عُمْرٍ بَائِعٌ شارِي؟
13 - فَقُلْتُ: كَلاَّ فَلِيْ في خَالقِي أَمَلٌ
أَعْظِمْ بِهِ مَنْ كَرِيمٍ حَاْفِظٍ بَارِي
14 - قَالتْ: فَدَعْوتُكَ الغَرَّاءُ هَلْ نُسِيْت؟
وأيْنَ أحْمَدُ مَعْ جَبْريْلَ فِي الغَارِ؟
15 - فَقُلْتُ: رُوْحِي فِدَا المعْصُومِ وَاْ ولَهِي
دَمِي وَدَمْعِي جَرَى حُبّاً بِتَيَّارِ
16 - خُوَيْدِمٌ أَنَا للدِّيْنِ الحَنِيفِ وَهَلْ
لِلْخَادِمِ العَبْدِ أَنْ يَأْتِي بِأَعْذَارِ؟
17 - وَمَنْ أَنَا؟ مَاْ قَدْرِي؟ ومَاْ عَمَلِي
الصِّفْرُ يُوْضَعُ في خَانَاتِ أصْفَارِ
18 - وَإنَّمَا شَرَفِي آيٌ أُرَتِّلُهُ
أوْ خُطْبَةٌ دُبِّجَتْ أوْ قَوْلُ مُخْتَارِ
19 - قَالتْ: فَجُلاَّسُكُمْ مَنْ هُمْ؟ وَهَلْ حَفَلَتْ
تِلْكَ المَجَالسُ عَنْ قَوْمٍ بَأخبَارِ؟
20 - فَقُلتُ: كَاْنَ مَعِي القُرآنُ يُبْهِجُني
كَذَا الصَّحِيْحَانِ فِي أُنْسٍ وأنْوَارِ
21 - وَ(لابْنِ تَيْمِيَّةٍ) فِي عُزْلَتِي خَبَرٌ
طَارَحْتُهُ بِأحَادِيْثٍ وأسْمَارِ
22 - وَكَاْنَ عِنْدِيَ فِي بَيْتِي عَبَاقِر ةٌ
(كَخَالِدٍِ) و(ابْنِ مَسْعُودٍ) و(عَمَّارِ)
23 - وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ (المغْنِي) فَسَاْمَرَنِي
و(لابنِ خلُدُونَ) تَقعيدٌ بِمعيَارِ
24 - حَتَّى (أبُو الطيِّبِ) الهَدَّارِ أمْطَرَنِي
بِشِعْرِهِ كهنيءِ الغَيثِ مِدْرَارِ
25 - وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى (إِقْبَالَ) مَلْحَمَةً
منْ شِعْرِهِ بينَ إيرَادٍ وإصدارِ
26 - وَقَدْ شَكَا لِي (شَوْقِي) مَاْ أَلَمَّ بِهِ
قِيْثَارَةٌ عنْدَ عَزْفِ اللَّحْنِ قِيثَارِي
27 - وَ(الشَّافِعِيُّ) كتَابُ (الأُمِ) في يَدِهِ
يقولُ: خذهُ بِآيَاتِ وآثارِ
28 - و(لابنِ حَزْمٍ) مَعي ذَكْرَى مُوَرِّقَةٌ
(طَوقُ الحمامةِ) فيهِ نَفْحَةُ الغَارِ
29 - وَجَاءَ (سَقرَاطُ) يَبكِي خَائفاً وَجِلاً
على جدارٍ منْ التَّشْكِيكِ مُنْهارِ
30 - فَقُلتُ: فَاتَكَ رَكْبُ المصطَفَى فَسَرَتْ
بكَ الظُّنُونُ ولمْ تظفرْ بأنوارِ
31 - وَزُرتُ لَيْلاً (رَهينَ المحبِسينَ) فَلَمْ
يَهْنَأ بعيشٍ ولمْ يرَضَ بأقْدَارِ
32 - وَ(لابنِ زَيدُونَ) أسْرَارٌ مَعيْ حُفِظَتْ
أضْحَى التَّنَائي بديْلاً عنْ هَوى جَارِي
33 - عَلَى بِسَاطٍ مِنَ الإجْلاَلِ قابَلَني
(أبو حنيْفةُ) مِثلَ الكوكبِ السَّاري
34 - وَقدْ رأيْتُ (أبَا تَمَّامَ) مُرْتَجِلاً:
السَّيفُ أصْدقُ منْ لوحٍ وأسْفَارِ
35 - وَقَدْ تَلَوتُ عَلَى (فُلْتيرِ) رَائعَةً
منْ فِكْرِهِ يومَ أعْلَى قَدْرَ ثُوَّارِ
36 - وَ(شِكْسبيرُ) حَكَى لي منْ رَوَائِعِه
(هَاملْتَ) انْضَجَ فيهَا رُوْحَ مَوَّارِ
37 - فَقلتُ: يكفي جُمُوع الانقليز عُلاً
بُزَوغُ نَجْمُكُمو يا (سَوْبِرِ اسْتَارِ)
38 - أمَّا (تيولستي) الروسي فَأَخْبَرَنِي
عن قِصَّةٍ كُتِبَتْ في رَبْعِ سَنْجَارِ
39 - وَقَامَ يُنشدُني (طَاغورُ) قَافيَةً
قَدْ صَاغَهَا في (نُيودِلْهي) بإبْهَارِ
40 - حَتى ربَاعيَّةُ (الخَيَّامِ) جَاذَبَني
بِها نديميَّ مِنْ عِلْمٍ وأفْكَارِ
41 - أطلاَلُ (نَاجِي) سَقَتْ بالدَّمْعَ سَاحَتَهَا
وَجئْتُ أرْوِي إلى (العقَّادِ) تَسْيَارِي
42 - وَ(دَانتِيُّ) في رُبَا إيْطَاليَا هَتَفتَ
حَمَائمُ الشَّوقِ منْ رُوْمَا بأسْرَارِ
43 - نَعمْ، وَعَاتَبتُ (هَارونَ الرشيدَ) على
قَتْلِ (البرامكةِ) الأجوادِ في الدَّارِ
44 - فَقَالَ: دعهُمُ لَنَا عندَ الإلهِ غدًا
مواقفٌ سوفَ أتْلُو ثَمَّ أعْذَارِي
45 - أمَّا (الغزاليُّ) فطارَحنَاهُ وارْتَحَلَتْ
بصوتِ (إحيائِهِ) الفيْنَانُ أسْرَارِي
46 - ولم تَزَلْ (لابنِ رُشْدِ) في مُخَيِّلَتي
أفْلامُ ذِكْرى بإعْزَازٍ وإكْبَارِ
47 - و(الجاحظُ) الفَذُّ أبْكَانِي وأضْحَكَنِي
قَوْلٌ كَمِسْبَحَةٍ في كَفِّ سَحَّارِ
48 - و(لابنِ سَيْنَا) شِفَاءٌ منه أمْرَضَني
هذي العَقَاقِيرُ أمْ سكِّينُ جَزَّارِ
49 - وجَدْتُ نفسيَ في بَيْتِي وَقَدْ هدأتْ
ولمْ تُشتَّتْ بأخْبَارٍ وأسْعارِ
50 - ولَمْ تُرَوَّعَ بأنباءِ الحُرُوبِ ومَاْ
في السّوقِ منْ سِعْرِ دينارِ ودُوْلاِر
51 - إذْ كنتُ في لُجَّةِ الدُّنْيَا وَضَجَّتِهَا
ما بينَ فَوضَى وأهوالٍ وأخْطَارِ
52 - وجدتُ (لا تحْزَنَ) المشْهُوْرَ آنسَنِي
كأنَّهُ تُحْفَةٌ في كَفِّ عَطَّارِ
53 - سَأَلْتُ (لاَ تَحْزَنَ) المحبُوبَ أنتَ لِمَنْ؟
ومَنْ أبوك فَقدْ أنهيتَ أكْدَارِي
54 - فقالَ: أنتَ أبي ودَّعتني زمناً
تطوِي المنازلَ أسفاراً بأسْفارِ
55 - فقلتُ: أهلاً وسهْلاً بالَّذِي سَطَعَتْ
أنْوَارُهُ، قَمَرٌ أزْرَى بأقْمَارِ
56 - ضممتُهُ فَوْقَ صدري ضَمَّةً فَعَلَتْ
بالهمِّ والحُزْنِ فِعْلَ الماءِ بالنَّارِ
57 - وجئتُ والبَسْمَةُ الكُبْرَى على شَفَتِي
كَطَلعَةِ الفجرِ شعَّتْ بينَ أستارِ
58 - مَعي فؤادٌ بنورِ اللهِ مُنْتَهَجٌ
وهِمَّةٌ في تلظيهَا كإعصارِ
59 - وآيةٌ منْ حَكِيمِ الذِّكْرِ لوْ تُليتْ
على الجبالِ لذابَ الصَّخرُ كالقارِ
60 - ولمعةٌ منْ حديثِ المصْطَفَى برقتْ
كالنَّجمِ لاحَ بليلِ الجَهْلِ للسَّاري
61 - وبَيْتُ شِعْرٍ شَروْدٍ لوْ هتفتُ بِهِ
(لميَّ) سارتْ (لغيلانٍِ) بإصرارِ
62 - ونُكْتَةٌ تُضْحِكُ الثَّكْلَى دَلَفَتُ بِهَا
فَرَاحَةُ البالِ عندِي بعضُ أوطارِي
63 - وَسِحْرُ بَاْبِلَ دَبَّجْتُ البَيَانَ بِهِ
من سِحْرِ (هَارُوتَ) أو (مَارُوْتَ) أوْتَارِي
64 - خَرَجتُ للنَّاسِ مَاْ في القلبِ مِنْ دَغَلٍ
كلاَّ وليسَ بِهِ حقدٌ لأخيارِ
65 - والآن عُدتُ إلى الدُّنيَا وفي خَلَدِيْ
حُبٌّ سأسكُبُهُ كالسّلسلِ الجَارِي
اللهم احفظــــــــه حيثما كان,, وكن معه دائما يا رب العالمـــــــين,,