[خيال الأمس]

موضوعك هذا أخي عبقر ضرب على الوتر الحساس كما يقولون
فأنا دائماً ما أشعر بأن للقلم رفقة خاصة وأن للورق رائحة لا تضاهيها رائحه
أتصدق أخي إن أخبرتك أني في مرحلة من مراحل حياتي وبالتحديد عندما كنت في المرحلة
الأعداديه كانت لي صديقه تكبرني بالسن وكانت في نفس الوقت جارتي فلا حائل بين منزلي
ومنزلها سوى بيت واحد....ورغم هذا كنا كل يوم نبعث لبعضنا رسائل ... تخيل بشكل يومي واستمرينا على هذه الحاله لفترة لا بائس بها إلى أن تزوجت وانشغلت وأنا انشغلت بدراستي ولكني لا زلت أحتفظ بالأوراق التي أرسلتها أليّ إلى الآن...
وكما أني الآن لدي صديقة في الجامعة ابعث لها وتبعث لي رسائل بشكل مستمر على الرغم من
لقائنا بشكل شبه يومي وعلى الرغم من وجود وسائل الأتصال الأخرى إلا أن للكتابة من وجهة
نظر كلتينا مذاقاً ورونقاً خاصاً...بل اني منذ ساعات حدثتها بالهاتف وأخبرتني بأن أنتظر منها
رسالة بالغد وسعدت كثيراً لذلك وأنتظر الغد بفارغ الصبر.
لربما لأني أهوى الكتابة كثيراً ولا أجد لها مكاناً بين كتبي الدراسية و تخصصي العلمي البحت
فأحاول أن أعوض عنها بالأشياء الممكنة ككتابة الرسائل والتي لا تحتاج مني جهداً أو وقتاً .
وعشقي للأقلام والأوراق ( أي للكتابة ) لا يعني بأني لا أقوى على الكلام مع أحدهم بأريحيه
وبصدق .. على العكس تماماً فأنا أجيد التحدث مع الجميع بكل صدق وبكل ثقة إلا أن حديثنا قد
يكون كلاماً خالياً من العبارات المنمقة والتي يظهر جمالها بشكل أكبر عند استخدامنا للغة العربية
الفصحى وهذا ما لا نستطيع فعله مع بعضنا البعض أي أني لا أستطيع التحدث مع من حولي
باللغة العربية الفصحى والتي هي مثراه بالكلمات الرائعة والتي قد نزين بها الأوراق لتظهر بحلة
أجمل وبصورة أبلغ
وأنا لا أعني بذلك إني لا أستطيع الحديث بكلمات موزونة ومنمقة باللغة العامية ولكنها مهما كانت
جميلة فلن تكون بجمال تلك الكلمات التي ستحملها الورق والتي تكون عادةً باللغة الفصحى.
( وأعتقد أخي أنك لاحظت توقيعي والذي قد يظهر مدى تعلقي بالكتابة )
شكراً لك أخي على موضوعك الأكثر من رائع
فمواضيعك دائماً ما تجبرني على وضع السنبوسة وكتبي الدراسية جانباً وتغريني بالكتابة ولو
كانت كلماتي قد طالت وافتقرت إلى الترتيب قليلاً فلملمها عني ولك كل الشكر وفائق الأحترام