الموضوع: تحية ودفاع
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2006-04-13, 7:24 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي تحية ودفاع
تحية ودفاع

محمد بن عائض القرني

ما بالُ مكةَ قد ضجت نواحيها؟! ** ودمع طيبةَ يجري من مآقيها؟

ما للجزيرةِ قد مادت بساكنها؟! ** فاهتز شامخُها وارتج واديها!

ما للعروبةِ والإسلامِ روَّعَها ** خَطبٌ ألمَّ وظُلمٌ من أعاديها؟!

أيسخرون من الهادي الذي شرفت ** به البريةُ قاصيها ودانيها؟!

أيسخرون من الأنوارِ قد كشفت ** مجاهلَ الظلم فانزاحت غواشيها

أيسخرون من المجدِ الذي خضعت ** له الجبابرُ حتى ذل طاغيها

أيهزءون به؟! شُلت أكفُّهُمُ ** ودمر الله ما تجني، وجانيها

أعداءُ كلِّ نبي جاء يُنقذُهم ** من الضلالةِ لما أُركسوا فيها

محمدٌ خيرُ من سارت به قدم ** وأكرمُ الناس ماضيها وباقيها

أوْفَى الخليقةِ إيماناً وأكملُها ** ديناً، وأرجحُها في وزن باريها

من مثلُه في الورى بِراً ومرحمةً؟! ** ومن يشابهُه لطفاً وتوجيها؟!

جاءت رسالتُه للناس خاتمةً ** وجاء بالنعمة المسداةِ يهديها

أحيا الحنيفيةَ الغراءَ متبِعاً ** نهجَ الخليلِ ولم يخطئْ مراميها

وسار في كنفِ الرحمنِ يكلؤه ** إلى الحسانِ من الأخلاقِ يبنيها

هو البشيرُ لمن أصغى لدعوتِه ** هو النذير لمغرور يعاديها

كسرى تَكَسَّرَ إذعاناً لهيبته ** قصورُ قيصرَ هُدت من أعاليها!

وأقبلت أممٌ شتى مبايعةً ** تمُد للعدلِ والإحسانِ أيديها

نالت بدعوته نُعمى ومكرُمةً ** وأسعد الله بعد البؤسِ ناديها

في الهندِ والصينِ والقوقازِ طائفةٌ ** تذود عن عرض خير الناس تنزيها

وفي (أُورُبَّةَ) أقوامٌ قلوبُهُمُ ** بدين أحمدَ قد نالت أمانيها

الصامدون بوجهِ الكُفرِ ما ضَعُفُوا ** يجابهون المنايا في تحديها

يفدون عرضَ رسولِ الله ما بخلوا ** وبالنفوس إذا نادى مناديها!

حتى إذا نشر الأنذالُ حقدَهُمُ ** وبارزوا اللهَ من عدوانهم تيها

تؤزُّهم زُمَرٌ ضاقت نفوسُهم ** لهم عيونٌ شُعاعُ الحق يُعشيها

بنو اليهودِ ومن ساءت سريرتُه ** فأبدل الصدقَ تزويراً وتمويها

أيسخرون من المعصومِ ويلهُم؟! ** ويطلبون له ذماً وتشويها؟!

من جاء بالملةِ البيضاءِ صافيةً ** نقيةً؛ وبنور الوحي يحييها

أقام بالعدلِ مجداً لا زوال له ** وأمَّةً كنفُ الرحمنِ يحميها

من بئرِ زمزمَ سُقياها ومطعمُها ** من تمر طيبةَ قد طابت مغانيها

أرواحُها بظلالِ البيتِ هائمةٌ ** من دونه تُرخِصُ الدنيا وما فيها!

فداءُ عرضِ رسولِ الله أنفسُنا ** وكلُّ نفس وما تحويه أيديها

وصلِّ يا ربِّ ما هبَّ النسيمُ على ** معلمِ الأممِ الحَيرَى وهاديها

تحيةً لرسولِ الله أبعثُها ** ويومَ هجرتِه الغراءِ أهديها