الجواب:
المستشار :محمد الراوي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد
أختنا الفاضلة روان حفظها الله
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
نرحب بك في موقعك فأهلا وسهلا ومرحب بك في موقعك، وكم يسعدنا إتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على ثقتك الغالية بموقعنا ونسأله تعالى أن يجعلنا دائما عند حسن ظنك وظن جميع المسلمين، كما نسأله جل وعلى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك
أختي الكريمة! لقد قرأت رسالتك وسرني جداً رغبتك استعادة ماكنت عليه من قوة إيمان ونشاط دعوي وهمة في نشر الخير وهداية الناس
أختي في الله روان حفظها الله
فإن من نعمة الله علينا نحن المسلمين أن جعل وسائل زيادة الإيمان، واستكمال شعبه بأيدينا –بعد توفيقه وعونه-.
قال الله –تعالى-:"فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً"، وقال:"لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر"، وقال:"إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً".
يقول الله تعالى في الحديث القدسي : (أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ،وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري .
ويقول ربنا سبحانه و تعالى : (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) النساء : 79
إننا كبشر معرضون للذنوب والتقصير ، وهذا من كمال الله سبحانه وعزته وجبروته ، كي نعرف قدر أنفسنا
قال عليه الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) رواه مسلم.
أختي بنت الإسلام
إننا في سيرنا إلى تعالى ليس لنا إلا حالتين في هذا الصعود الروحي ، إما تقدم ، وإما تأخر
قال تعالى : { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } 37 : المدثر .
برغم أن هناك حالة ثالثة في علم الديناميكا ، وهي حالة التوقف والسكون ، إلا أنه في السير إلى الله يعد التوقف في حد ذاته تأخر وتراجع .
هذه أسس ومنطلقات أولية لابد علينا أن نعيها وندركها ، كي نقدر على فهم الحالة أو الظاهرة، ونعي قدر أنفسنا ، ونتمكن - بحول الله وتوفيقه - من العلاج والنهوض الواعي .
اقترب وتقرب وارغب .. هذا أول المسار
ومن خلال هذه المنطلقات ، يكون العلاج ، ويكون الصعود الذي نريد .
أختي المباركة روان
إن تقوية الإيمان يكون بعدة أمور ذكرها العلماء، ومنها:
1- عليك بقراءة القرآن كثيراً ، والإكثار من الاستماع لتلاوته وتدبر معاني ما تقرأينه وما تسمعين بقدر استطاعتك، ويعينك على التدبر قراءة تفسير لما تقرأه من القرآن
ومما تعينك على المواظبة على القراءة استحضار الأجر العظيم والثواب الجزيل في قراءته فقد ورد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أحاديث كثيرة يبين فيها الأجر العظيم المترتب على قراءة القرآن، فقد أخبر – صلى الله عليه وسلم – أن من قرأن حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة عشر أمثالها.
2-عليك بالإكثار من ذكر الله فإن ذكر الله يزداد به الإيمان وتطمئن به القلوب ، قال الله تعالى : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد/ 28
3- في متناول يدك وأيدي الآخرين سلاح لا ينثلم ولا ينكسر، ولا ينثني ولا يخسر ألا وهو الدعاء فتزود به كل حين، ناجِ ربك في خلواتك، وساعات السحر من الليل، وتحر أوقات الإجابة، وسله –سبحانه- العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، فلا إله إلا الله كم دفع الدعاء الصادق من شرور، وكم جلب من الخير والأجور.
4- الإكثار من الأعمال الصالحة وشغل الأوقات بها.
5- تذكري أن ملك الموت لا يعرف الاستئذان، وأنه قد يهجم في أي لحظة فساعتها لا ينفع الندم، ولا تجدي الدموع، ولا يفلح الاعتذار!
قال صلى الله عليه وسلم: (أكثروا ذكر هادم اللذات ) رواه الترمذي.
ذكّري نفسك وعظيها وعاتبيها وخوّفيها:
قولي لها:
يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة ، وذكّريها بموت فلانة وفلانة ....
أما تعلمين أن الموت موعدك ! ؟ والقبر بيتك ! ؟ والتراب فراشك ! ؟ والدود أنيسك ! ؟...
أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة !؟ هل ينفعك ساعتها الندم !؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ .
ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك ، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبيها وتذكريها حتى تخاف من الله فتؤوب إليه وتتوب.
6- قصر الأمل والتفكر في حقارة الدنيا وزوالها.
7- مناجاة الله سبحانه وتعالى والانكسار بين يديه عز وجل، فكلما كان العبد أكثر ذلة وخضوعاً لله كان إليه أقرب.
8- ذكري نفسك بالجنة والنار : ذكّريها بعظمة الجنة ، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه ، وخوّفيها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.
9- يجب أن لا يوقفنا الخطأ أو الذنب عن الانطلاق من جديد ، و نقف في حالة التحسر الدائم ؛ فإن هذا زيادة في تعقيد الحالة الإيمانية ، وتعميق لترهلها في النفس
قال تعالى : (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد :23
10- طلب العلم الشرعي وهو العلم الذي يؤدي تحصيله إلى خشية الله سبحانه وزيادة الإيمان به كما قال عز وجل: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .
11- احرصي على الرفقاء الصالحين، ومجالس العلم والذكر، واحذر من الوحدة فإنما يأكل الذئب القاصية، وبالطبع يتعين التخلص من أصدقاء السوء.
12- ابتعدي عن وسائل الفتنة والشر كالقنوات الفضائية سيما في مقر إقامتك؟؟؟
13- تذكري قصر هذه الحياة وتفاهتها وأنها لا تستحق التفريط بدار النعيم وجنات الخلود من أجلها.
14- تغلبي على هواك : فليس أخطر على العبد من هواه
15- تذكري ما أعده الله للصالحات القانتات ، قال عز وجل : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .
أختي الكريمة
انتبهي أن تصابي بالقنوط وهذا مايظهر لي أنه بدا في نفسك فاعلمي إن القنوط هو اليأس من رحمة الله عز وجل وهو مرض من أمراض القلوب المعنوية التي تتناقض مع الإيمان، وهو صفة من الصفات الذميمة المنهي عنها
قال تعالى:(وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) الحجر:56
وقال سبحانه وتعالى في سورة يوسف: (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) العنكبوت:23
وننصحك بقراءة كتاب رياض الصالحين للإمام النووي ، وكتاب المتجر الرابح للدمياطي.
واعلمي أن السعادة الكاملة تكون مع الله وفي الجنة والله يحفظك ويرعاك ويشفيك ويعافيك .
ودعاؤنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من السالكين لطريق الجنة ، ونسأل الله لنا ولك الهداية والثبات
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
موقع طريق الجنة
http://www.aljannahway.com