أدب وبلاغة من أعمى :
قال الأصمعي: ولد بشار بن برد أعمى فما نظر إلى الدنيا قطّ. وكان يشبّه الأشياء في شعره بعضها ببعض , فيأتي بما لا يقدر البصراء أن يأتوا بمثله .
ومن طرائف بشار : أنه مرّ برجل رَمَحَتْهُ بغلتُه , وهو يقول : الحمد لله شكراً , فقال له بشّار : استَزِده يَزِدك . يشير إلى قوله تعالى ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم )
ورفع غلامه إليه في حساب نفقتِهِ جلاءَ مرآةٍ عشرة دراهم. فصاح به بشّار وقال: والله ما في الدنيا أعجب من جلاء مرآة أعمى بعشرة دراهم . والله لو صدأت عين الشمس حتى بقي العالم في ظلمة ما بلغت أجرة من يجلوها ( أي يجلو عين الشمس ) عشرة دراهم .
من معاهد التنصيص 1/294