هل كل مايقوله الميت حق يجب تنفيذه أو القيام به أو تصديقة ..؟
لا .. ليس كل مايقوله الأموات حق فقد يكون مايقوله الميت في الرؤيا مخالفاً للدين سواء بزيادة أو بنقصان لأن ديننا قد كمل , قال تعالى [ اليوم أكملت لكم دينكم ] ,
كذلك مايقوله الميت في الرؤيا ليس بالضرورة أن يكون على ظاهره فأغلب الرؤى التي يتكلم فيها الميت لاتكون على ظاهرها وإنما يكون ذلك الكلام رمزًا يحتاج إلى معرفة معناه حسب الرؤيا كاملة وحسب حال صاحبها , فقد رأى أحد الصحابة في المنام أبوجهل في الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لايدخلها أبداً ثم أولها لابنه عكرمة رضي الله عنه ,, فهنا دلالة على أن رؤى الأموات أو مايقولونه ليس بالضرورة على حاله ..
وأما كثرة رؤيا الأموات خصوصاً في هذه الأيام ومع قرب قدوم شهر رمضان المبارك , فغالباً يرمزون إلى الزهد والورع في هذه الحياة والقرب من الله بالطاعات والعبادات والصدقات وصلة الأرحام , فكما ورد في الحديث [ أن العبد إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخر نزل إليه ملائكة من السماء .... ] فهذا الحديث يشير إلى حال الميت وفي المقابل يدل في الرؤى على أن الرائي في حال من اقبال على الله بالطاعات والنوافل ونحوها , وفي نفس الوقت منقطعاً عن الدنيا والتعلق بها , فنستنتج أن الأموات رمز قوي للزهد في هذه الحياة ..
كذلك بالنسبة للأموات ورؤياهم في المنام أحياء , فكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر بأحد القبور فقال ركعتين يركعهما هذا الميت أحب إليه من دنياكم , أو كما قال صلى الله عليه وسلم فمنه نستنبط عن رؤيا الأموات إلى أن الرائي في حال تدارك للأعمال الصالحة من صلاة وصدقة ونحوها مما يدل على ترك التعلق بالدنيا ..
كذلك ورد في الحديث إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها الصدقة الجارية ..
وفي كل الأحوال لاننساهم من الدعاء والصدقة ..