لم يكن الفاروق عمر رضي الله عنه إلا حالةً استثنائية في تاريخ قادة المسلمين في كثير من الأمور ولعلي أقف بكم أمام حسن اختياره لولاته لنرى إدراك هذا العظيم لمسؤولية الاستخلاف بالولاية على أمور المسلمين التي أصبحت توكل إلى غير أهلها عند غير ابن الخطاب فمن ذلك قوله :
(اللهم أشكو إليك قوة الفجرة وضعف الثقات .)
لا لشيئ إلا لأن الرجل كان يشعر بالقلق على مستقبل الرعية من بعده ، وكان يقول للمسلمين : (من يدلني على رجل أستعمله ؟ قالو : كلنا ثقات يا أمير المؤمنين ، فيقول : أبحث عن رجل إذا كان في القوم وليس أميرهم كان كأنه أميرهم وإذا كان أميرهم . لم يشعروا أنه أميرهم .)
فلننظر إلى تلك النظرية القيادية العالية في إدارة الرعية . والله إنها لتستحق من المختصين في علم الإدارة أن يجعلوها دستوراً يحتذى وأساساً يرتكن عليه في اختيار من يديرون شؤون مؤسساتنا .
رحم الله عمر الفاروق وأعاننا على التأسي به وبمن هم في مثل عدله وورعه .