ولا ينال هذا الخير إلا مَن حقق التوحيد، وتابَعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أما أهل البدع والضلال، فلا نصيب لهم في هذا الخير، إلا بقدْر قُربهم من الحق ومتابعتهم للسنة؛ بل يُذادون عن حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يخلو زمان من متَّبعٍ للحق، ناصرٍ للسنة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)).
فأهل الحق والطائفة الناجية هم المتمسِّكون بما كان عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في العقيدة والعبادة، والأخلاق والمعاملة؛ ففي العقيدة يتمسَّكون بما دلَّ عليه كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - من التوحيد الخالص في ألوهية الله - عز وجل - وربوبيته وأسمائه وصفاته، وما كان عليه سلف الأمة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخاصةً الخلفاء الراشدين ومن تابعهم بإحسان، ويهجرون مسالك أهل البدع ومناهجهم التي فرقوا بها أهل الدين وجعلوهم شيعًا.
وفي العبادة يتمسكون بما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في العبادات؛ في أجناسها، وصفتها، وقدرها، وزمنها، ومكانها، دون أدنى ابتداع في الدين.
وفي الأخلاق يتمسكون بما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من رفق ولين، وخلُق عظيم.
وفي المعاملات يتمسكون بالحلال البيِّن، ويتعاملون بالصدق والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم.