-.
المزاح يُباح للمسلم إذا كان مزاحه منضبطا بضوابط الشريعة، وعند تأمل ما جاء في ذلك نجد ضوابط بينه في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ومن هذه الضوابط.
أن يكون صادقا في مزاحه
وهذا ماكان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام، مع أصحابه، فعندما قالوا له: يا رسول الله، إنك تداعبنا. قال: ( نعم، غير أني لا أقول إلا حقا) -أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح-.
وهذا الخلق هو الذي ينبغي أن يكون عليه المسلمين اليوم في مزاحهم، لا أن يكون مزاحهم بالكذب، فقد جعل الشرع فيه غنى بالمزاح الصادق.
وجاء التحذير من الكذب في أحاديث كثيرة، وخص من يكذب لإضحاك الناس بالوعيد،فقال عليه الصلاةوالسلام: ( ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب،ويل له ويل له).
قال الإمام الصنعاني عند شرحه: والحديث دليل على تحريم الكذب لإضحاك القوم، وهذا تحريم خاص. ويحرم على السامعين سماعه إذا علموه كذبا لأنه إقرار على المنكر بل يجب عليهم النكير أو القيام من الموقف.أ.هـ
أن لا يكون مزاحه متعلقا بأمور الشريعة.
ويكفينا قول الله تعالى: ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) سورة التوبة.
أن لا يكون مزاحه متعلقا بهيئة الشخص. أو خلقته التي خلقه الله عليها.
ويكفينا قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها حينما قالت: حسبك من صفية كذا وكذا - قال بعض الرواة: يعني قصيرة - ، فقال لها عليه الصلاة والسلام:
(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) - صححه الألباني -
أن لا يكون به تندر وسخرية بالآخرين.
ويكفينا قوله عليه الصلاة والسلام
( إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) - صححه الأباني - .
كما أن البعض قد يتخذ أصحاب المعاصي والمبتلين فاكهة للضحك، مع أن السنة عند رؤية المبتلى سؤال الله العافيه ، وحمد الله على ما أنعم به عليك.
والحمد لله الذي وسع علينا وآتانا من فضله ،،، فلم تأتي السنة بتحريمه كليا بل جاءت قصص كثيره عن النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه ومزاحه عليه الصلاة والسلام
والله تعالى أعلى وأعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛؛؛