عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-08-10, 12:14 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي إلى قاتلي الأمل والطموح

إلى قاتلي الأمل والطموح
ألوان وأشكال

أبناؤنا خرِّيجو المعاهد والجامعات شَتلات متفتِّحة زكيَّة، ترعْرَعَت في أحواض الأُسْرة، وتغَذَّت بسِماد العِلْم والمثُلِ، والأخلاق والتخصصات، أُعِدَّت للغرس في سهول العمل في طول البلاد وعَرْضها، تَفْتقر إلى التَّوجيه والمراعاة، وتنمية الخِبْرة العمَليَّة التي غالبًا ما تَصْطدم بالمحسوبيَّة والواسطة لدَى قاتلي الأمل والطموح، الَّذين لا يراعون الكفاءة والمؤهِّلات، وسذاجتهم وطيبتهم، وقلة خبرتهم.

يهربون بقناعاتهم الصغيرة، وخبرتهم البسيطة، وأحلامهم الكبيرة التي تَكُون - بسبب هذه الواسطة - عبئًا كبيرًا، وحِملاً ثقيلاً على كواهلِهم الغَضَّة، وينغمسون بأشياء ممنوعة من مخدِّرات وغيرها، حيث سرابُ الوهم وإغفاءةُ اللاَّمبالاة التي قد تَنتهي بالتمدُّد على فراش الوهن، ووسائد الضعف والعجز، والإدمان.

وتلك الأخرى التي تَندفع منكَسِرة بغير بَصِيرة ولا رويَّة إلى تلك الأساليب للكسْب غير المَشْروع، بعد أن ضاقَتْ بهم فسْحة الأمل على سَعَتِها؛ لكثْرة أحْمال الإحباط واليأس، إضافةً إلى معاناةِ ولَوعةِ الأُسَر وهي ترى أحلامها التي عَتْها طوال تلك السنين وهي تَهْوِي إلى حضيضِ ومتاهةِ الإحباط، برغم قول الشاعر القانع:
فَاصْطَبِرْ وَانْتَظِرْ بُلُوغَ الأَمَانِي
فَالرَّزَايَا إِذَا تَوَالَتْ تَوَلَّتْ


على قاتلي الأمل والطموح لدى المجتهدين المستحقِّين ذَوِي الكفاءات - أن يَعْرفوا أنَّ الأمر يتعدَّى بكثير حُبَّهم لخدمة قرابتهم وأصدقائهم وتفانيهم، بِقَبول غير الأكْفاء وغير المستحقِّين منهم بالواسطة، وحرمان ذَوِي الكفاءات من حقوقهم، بل وحرمان مَوَاطن العمل من طمُوحهم والوقوف ضدَّهم بالتَّسْويف والمواعيد، وبالمقابلات الشَّخصية.

إنَّهم بفِعْلهم هذا يُعنسُون الفتيات، ويَهْدِمون بيوت الأُلْفة والمحبَّة، ويَعتصرون تلك الدموع والآهات من صدُورِ وأعينِ الأُسَر المحتاجة، ويغرسون الحقْدَ في الصدور، ويَزِيدون نسبة الجنوح في المجتمع، وتترَنَّح بسببهم تلك الكواهل الغضَّة للمؤهَّلين بأحْمال الإحْباط، وتتأذَّى العيون بوهج السَّراب، سراب الروتين والتسويف والمواعيد.

يجب أن يَعلم قاتلو الأمل أنَّ قَبول مَن لا يستحقُّ يضر بالعمل والإنتاج والنمو، ويساعد على بروز جيل لا يهتمُّ ولا يبالي بالإخلاص والتفاني والاجتهاد؛ استمرارًا لما كان يفعله ولَم يرَ ويَعِش نتائجه.

لن يُبالي هذا الجيلُ بذلك إطلاقًا؛ لعدم معرفته ومُعايَشتِه لنتائج الإهْمال واللاَّمبالاة التي لم تكن رادعةً لهم.

بل إنَّه بقبولهم والتوسُّط لهم يؤكِّدون ويؤصِّلون اللاَّمبالاة التي رَسخَت في أولئك الخاملين عَدِيمي الذَّوق والحياء والإخلاص، الذين يَقْفزون بكلِّ وقاحة ولا مبالاة وقلَّة حياء، وبسبب الواسطة من الطَّرَف الآخر للسُّلَّم بدون درجات ولا كفاءة.

إنَّنا - يا سادة - بِقَبولنا لهم نَغرس في ساحات العمل - الَّتي لا تَقِلُّ أهمية عن ساحات القتال - غروسًا باهتة بالية، تفتقر إلى الجدِّية والصِّدق في التعامل، كتِلْك الغُروس التي تُوضَع في زوايا (الوِرَش) والمعامل والمكاتب، نباتات الظِّل والبلاستيك، لا ثمر ولا رائحة؛ فقط "ألوان وأشكال".

عبد الله الرباحي


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟