عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 30  ]
قديم 2010-08-10, 1:45 AM
أ.عادل
عضو فضي
رقم العضوية : 82142
تاريخ التسجيل : 12 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 5,603

غير متواجد
 
افتراضي
هناك من يقول أن رؤيا الأموات حق وما يقولونه حق لأنهم في دار الحق, والحقيقة أن هذا الكلام ليس صحيحاً على إطلاقه, فليس كل ما يقوله الميت في المنام حق, فمنه ما هو حق, ومنه ما هو ليس بحق, فرؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حق ووحي من الله بخلاف غيرهم.فالوحي لايدخله خلل لأنه محروسٌ بخلاف الرؤيا من غير الأنبياء فإنه قد يحضرها الشيطان،وقد تكون من تصوير وفعل الشيطان نفسه. ولذلك فرؤيا الإنسان للأموات ينطبق عليها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) صحيح سنن ابن ماجه وكذلك ما رواه ابن ماجه في سننه وصححه الألباني أنه عليه الصلاة والسلام قال:( إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة ).
أما كلام الأموات في الرؤى بأمر أو نهي فهذا يمكن تفصيله كما يلي:
1- إذا كان كلام الميت في العبادات وأمور الشريعة والعقيدة كأن يطلب من الرائي تأخير فرض أو نهي عن صلاة أو طلب طلاق أو قتال أو ابتداع في الدين وغيرها, فلا يؤخذ به لعدة أسباب:
أ- أن الدين قد كمل ولله الحمد, قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة, آية: 3.
ب-أن رؤيا الإنسان قد يتمثل الشيطان بها بخلاف رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ج-أن رؤيا الإنسان قد تكذب, والدليل قوله صلى الله عليه وسلم :( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) . وقد أخرج الإمام ابن أبي شيبة في المصنف من كتاب الإيمان والرؤيا عن حارثة بن مضروب : أن رجلا رأى رؤيا : من صلى الليلة في المسجد دخل الجنة. فخرج عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو يقول : اخرجوا، لا تغتروا ، فإنما هي نفخة شيطان.
د- أن النائم غير مكلف, قال صلى الله عليه وسلم: ((رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث: عن الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ)).
هـ- أن الرؤيا لا يجوز أن يبنى عليها حكم, هي فيها مبشرات نعم يستأنس بها, لكن لا يجوز أن يبنى عليها حكم شرعي من تحليل أو تحريم. فبعضهم مع الأسف, انظر غلاة الصوفية جعلواالرؤى والأحلام والمنامات هذه مصدرًا من مصادر التشريع, يعارض به الكتاب والسنة. فالإمام أحمد رحمه الله يقول: "الرؤيا تسرّ المؤمن ولا تغرُّه".
2- إذا كان كلام الميت يطلب شيئا لا علاقة له بالدين بل بأمر من أمور الحياة العامة أو المصالح التي تتعلق به كصلة الرحم أو أداء دين أو أداء أمانة أو ورث وغيرها. فهذا يؤخذ به ويفسره المعبرون, والله أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة أ.عادل ; 2010-08-10 الساعة 1:59 AM.


توقيع أ.عادل
طالب علم في تفسير الرؤى والأحلام , أعبر ظناً وليس يقيناً, فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

.................اللهم قنا كيد الكائدين وحسد الحاسدين..............

برنامج لاختيار التخصص المناسب