عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 2010-08-09, 12:13 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

إذا زُرتِ... فتخيَّري و اقتصِدي:
(65) صِلي وزوري أرحامَكِ وأقاربَكِ وصديقاتِكِ، لكنْ مع التوسُّط والاعتدال دون الإكثار؛ فإنّكِ بحاجة إلى الوقت للعبادة في هذا الشّهر، ولْتكُن مجالسُكِ معهم مجالس حِشمةٍ وأَدبٍ، وتذاكرٍ وتناصحٍ، وتعاونٍ على الخيرِ والبرِّ، وسؤالٍ عن الأحوال والصحّة، وملاطفةٍ ومزاحٍ في حدودِ المشروع والمعقول، والتزامٍ بالحجاب إذا كان ثمّة غير ذوي المحارم مِن الرّجال... وهكذا؛ حتّى تكونَ زيارتُكِ جامعةً بين الرّاحة والعبادة.

(66) ابتعدي عن قرينات السّوء وصاحبات الشرّ، وتعرّفي على رفيقات صالحات ثمّ الزميهنّ، فإنّهنّ يُعينَكِ على الطّاعة ويُقرّبنَكِ إلى الرّحمن.

إذا جُعتِ أو عطشتِ فتذكَّري..
(67) تذكّري إذا أحسسْت بشدّةِ الجوع أو الظّمأ وأنتِ صائمة؛ أنَّ الشدّة الحقيقية هي شدّة يوم القيامة، يوم الحسْرة والنَّدامة، وأنَّ النّجاة فيه لِمَن عمل بكتابِ ربِّه -عزّ وجلّ- وتمسَّكَ بسُنّة رسولِه -صلى الله عليه وسلّم-.

رمضان شهرٌ للصِّغار كذلك!
(68) احرصي على تشجيع أطفالك أو إخوانكِ الصّغار على الصّيام منذ نعومة أظفارهم ليعتادوا عليه ويألفوه، حتّى إذا بلغوا الحِلم ووجب عليهم الصّيام لم يشقّ عليهم؛ ولكِ في السّلف الصّالح أسوة حسنة؛ فقد كان الصّحابة -رضي الله عنهم- كما ورد في الصّحيحين؛ يُصوِّمون صِبيانهم الصّغار ويجعلون لهم اللّعبة مِن العهن -أي الصّوف-، فإذا سألوهم الطّعام أو بكى أحدهم عليه، أعطوهم اللّعبة تُلهيهم حتّى يُتمّوا صومَهم.

(69) تذكّري أنّ الصّغير إذا بلغ يجب عليه الصّيام كما تجب عليه الصّلاة، فلا ينبغي أنْ تتساهلي مع الصّغار في ذلك؛ فربّما بلغ أحدهم سِنّ التّكليف بنبات الشّعر الخشن حول الفرْج، أو بإنزال المني، أو بنبات شعر اللّحية والشّارب، أو بالحيض، أو ببروز الثّديين ونحو ذلك -مع الاشتراك بين الذَّكر والأنثى في بعض العلامات والاختلاف في أخرى- فمتى حصل بعض هذه الأشياء لَزِم الصّغير ما يَلْزَم الكبير ولو كان ابن عشرة سنين، فإنّ الكثير مِن الصّغار قد يبلغون في العاشرة أو الحادية عشرة مِن أعمارهم فيتساهل أهاليهم ويظنّونهم دون سنّ التّكليف، وهذا خطأ! فإنّ الصّغير إذا ظهرت مِنه علامة مِن علامات البلوغ، فقد جرى عليه قلم التّكليف.

لا يُكلّف اللّه نَفْسًا إلاّ وُسعها:
(70) إذا كُنتِ ضعيفة في بدنكِ؛ إمّا بمرض يُرجى بُرؤُه، أو حَمْلٍ أو رِضاع يَشُقُّ عليكِ معه الصّوم أو تخشين به على نفسكِ أو طفلكِ؛ فإنّ هذا كلّه ممّا يبيح لكِ الفطر مع القضاء؛ لقول الله -سبحانه-: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الهُدَىَ وَالفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدّةَ وَلِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[53].

(71) إذا عَجزْتِ عن الصّوم لكِبرِ سنِّكِ أو لمرضٍ لا يُرجى بُرؤُه؛ فأفطري وأطْعمِي عنْ كلِّ يومٍ مسكيناً، ولا يَلْزَمكِ القضاء بعد ذلك، قال تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾[54].
(72) لا تَشُقّي على نفسكِ بالصّيام إذا كنتِ مريضةً مَرَضًا لا تتحمّلين معه ذلك، بل الأفضل لكِ أو الواجب عليكِ في هذه الحال الفِطر، والله -جلّ وعلا- يقول: ﴿وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَا إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ﴾[55]، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ((لا ضَرَرَ وَلاَ ضِرَار))[56].

المُفطرات أحكام توقيفية، والأصل عدم الإفطار:
(73) تعلّمي أحكام الصّيام وما يتعلّق مِنها بالمُفطرات، ثمّ علِّميها غيرَكِ، فإنّه ليس كلُّ ما يظنّه النّاس مفطرًا هو كذلك؛ ومِن أمثلة الأمور غير المُفطرة: القَيْء غير المُتعمَّد، قَلعُ السنّ، تحليلُ الدّم، الجرحُ، الرّعافُ، الإبَرُ العلاجية، قطرةُ العين والأذن، بخاخُ الرَّبو، بلعُ اللّعاب، ذهابُ الماءِ أو غيرهِ إلى الحَلْق بدون اختيار، تذوّقُ الطّعام للحاجة دون ابتلاعه، السّواكُ، معجونُ الأسنان -مع التحفّظ عن ابتلاع شيء منه-، الاستحمام، الكحلُ، الحنّاء، الدّهن المرطِّب للبشرة، تقبيلُ الزّوجة، الاحتلامُ والجنابةُ،... وغيرها.

(74) اعلمي أنّ المفطرات محدودة؛ منها: الجماع، الأكل والشّرب، خروج دم الحيض أو النّفاس، القيء المتعمَّد، قطرةُ الأنف إذا وصلت إلى الحلق، الإبر المغذّية.

(75) اطمئنّي أنّه لا شيء عليكِ إذا تناولتِ شيئاً مِن المُفطِرات دون قصدٍ أو اختيار منكِ؛ فإنّ مَن أكل أو شرب ناسياً وهو صائم، فإنّ صيامَه صحيح، لكنْ إذا تذكّرتِ، يجب عليكِ أن تُقْلِعي عن ذلك؛ حتّى ولو كانت اللّقمة أو الشّربة في فمكِ، فإنّه يجب عليكِ حينها أنْ تلْفَظيها، ودليل تمام صومِكِ قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما ثبت عنه مِن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِم، فَأَكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ))[57].

(76) لا تبالغي في المضمضة والاستنشاق في الوضوء أو في غيره أثناء الصّوم؛ فإنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: ((وَبَالِغْ فِي ‏الاسْتِنْشَاقِ إِلاّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا))[58]، فاحترزي وأنتِ صائمة عند المضمضة والاستنشاق بألاّ تبالغي فيهما، فقد تصل المبالغة ببعض الماء إلى الحلقوم والجوف.

وإذا كُنتِ حائضا أو نُفساء أو مُستحاضة:
(77) لا تكوني مِمَّن يدفعها الخَجَل إلى الصّيام وهي حائض لتُخفي ذلك عن أهلها، وتنسى أنّ صيامها حالتئذ باطل لا يجوز، بل يجب عليكِ الفِطر حال الحيض مع عدم الضّرورة إلى إعلان ذلك، فإنّ الحيض أمرٌ فِطرِيّ طبيعيّ لا داعي للاستحياء به.

(78) لا تَبْتَئِسي ولا تَأْسَفي ولا تَحْزَني إذا ما جاءكِ الحيض في رمضان، ظانّةً أنّه سيفوتكِ بسببه الفضل والخير؛ فهذا شيء قد كتبه الله على بنات آدم، وأبْشِري بأنّ الحيض شيء عارِض يمنع صاحبته بعض ما كانت تفعله وهي صحيحة، فإذا أتاكِ وكان لَكِ رصيد مِن العبادة وعادَة مِن الطّاعة، ولم يمنعكِ مِن مواصلة ذلك إلاّ الحيض، فإنّ لَكِ مِن الأجر مثل ما كنتِ تعملين وأنتِ صحيحة؛ ففي صحيح البخاري مِن حديث أبي موسى -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ((إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا))[59].

(79) لا تغفلي كلّيا عن العبادة وذكر الله وعن استشعار روحانِية هذا الشّهر بسبب عارِضِ الحيض، فإنّ العبادة ليست في الصّلاة والصّيام فقط، والحيض لا يمنعكِ مِن فعل غيرهما؛ كالأذكار والأدعية المتنوّعة والاستغفار، والصّدقة، والقيام على الصّائمين وتفطيرهم، ودعوة وتوجيه الغير إلى الخير، وحِفظ وتلاوة القرآن مع مراعاة لبس القفازين عند لمس كتاب الله -على قول بعض العلماء-،... ونحو ذلك مِن العبادات والأعمال الخيرية.

(80) لكِ أن تقرئي وأنتِ حائض في كُتب العقيدة والتّفسير والحديث، وكُتب الفقه والأدب والتّاريخ ونحوها؛ فإنّما أنتِ ممنوعة -عند بعض العلماء- مِن مسّ المُصحف ليس مِن قراءة القرآن أو الإمساكِ بكتب حاوية للقرآن.

(81) تَحَرَّي جيّدا طُهركِ مِن الحيض، واقرئي وتعلّمي وتفقّهي في مختلف أحكام الحيض والنّفاس والاستحاضة، ثمّ علّميها غيركِ مِن النّساء والفتيات؛ لِما يتعلّق بذلك مِن أحكام الصّلاة والصّيام وغيرهما.

(82) فَرِّقي بين الحيض والنّفاس والاستحاضة؛ فإنّ الحيض دم طبيعي تعرِفه النّساء، يَحدُث للأنثى في أوقات معلومة بدون سبب، وسُمي لأجل ذلك عادة، والنّفاس هو الدّم الخارج بسبب الولادة، أمّا الاستحاضة فهو دمٌ يخرج في غير أوقات الحيض أو النّفاس أو متّصلا بهما، ولا ينقطع، وإذا انقطع فلمدّة يسيرة.

(83) لا يَحْرُمُ عَلَيكِ أثناء الاستحاضة شيءٌ ممّا يَحْرُمُ بالحيض أو النّفاس، فعليكِ بالصّلاة والصّيام، ولكِ فعل أثناءَها كلّ ما هو ممنوع عليكِ أثناء الحيض والنّفاس.

(84) إذا ظهر منكِ حيض وأنتِ صائمة ولو قبل الغروب بلحظة؛ بطل صيام يومكِ ولزمكِ قضاؤه.

(85) إذا أتاكِ الحيض بعد المغرب ولو بلحظة واحدة قبل صلاة المغرب وقد صُمتِ ذلك اليوم؛ فإنّ صومكِ تامّ صحيح لا يجب عليكِ قضاؤه.

(86) إذا طهرتِ مِن الحيض بعد الفجر أو أثناء نهار رمضان؛ لم يصحّ صومكِ بقية اليوم لوجود ما ينافي الصّيام في حقّكِ أوّل النّهار، وقيل أنّكِ تمسكين مع قضاء ذلك اليوم -على قول بعض العلماء- لزوال العذر الشّرعي.

(87) يَلْزمُكِ الصّوم إذا رأيتِ الطُّهْر قبل الفجر، ولا مانع مِن تأخيركِ الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكِنْ ليس لكِ تأخيره إلى طلوع الشّمس، بل يجب عليكِ الاغتسال مِن أجل للصّلاة.

(88) لا تستعملي حبوب منع الحيض وقت العادة مِن أجل الصّوم مع النّاس إذا كان ذلك يضرّكِ، ولا تتردّدي في استشارة طبيب مختصّ قبل الإقدام على ذلك حفاظا على سلامتكِ، مع العِلم أنّه قد نصح بعض الأطبّاء بعدم استعمال هذه الحبوب، لا في رمضان ولا في غيره؛ بناءً على تقرير لهم أثبتوا فيه أنّها مضرّة جدّا على المرأة والرّحم والأعصاب والدم، وكلّ شيء مُضرّ فإنّه منهيّ عنه شرعا.

إذا كنتِ على سفر:
(89) لكِ أنْ تأخذي برُخصة الإفطار في السّفر؛ فإنّ الله قد يسَّر على عبادِه بأنْ رخّص لهم ذلك في نهار رمضان وهم مسافرون، سواء شقّ عليكِ الصّوم أو لم يشقّ؛ فعن حمزة بن عمر الأسلمي -رضي الله عنه- أنّه قال: يا رسول الله: إنّي أجد بي قوّة على الصّيام في السّفر فهل عليّ جناح؟ قال: ((هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ الله فَمَنْ أَخَذَ بِهَا فَحَسَن، وَمَنْ أَحَبَّ أنْ يَصُومَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ))[60].



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟