عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2010-08-09, 12:11 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

(35) اسْتتِري يا ابنة الإسلام العزيزة بما فرضه الله عليكِ مِن السِّتر واغتنمي رمضان فرصةً لذلك، وإيّاكِ أنْ تتردّدي، صوني لَحْمَكِ عن الذّئاب البشرية الّتي تعلمين أنّ ما يثيرها منكِ هو جسدكِ لا روحكِ، لا تَمْتَهِني عِرضكِ لأتفه الأسباب وأضعف الحُجج وقد سارت مِن أجلهِ الجيوش وسالت مِن أجله الدّماء بالأمس حمايةً له وغيرةً عليه! أبْشري برضا الله العظيم عنكِ إذا أنتِ أطعتِه؛ وقد أمركِ بذلك وأمَركِ رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أشْفِقي على نفسكِ مِن عذاب شديد قد يلحقكِ مِن طريق قد رسمتِه واخترتِه لنفسكِ، أرْفِقي بالشّباب الّذين تفتِنينَهم لتتحمّلين أوْزارَهم يومياً بزينتكِ وحركاتكِ الّتي تُبديها لهم مظاهر ألبستكِ السّافرة، وتيقّني أنّ في الحجاب جمالَكِ ونورَكِ وبهاءَكِ إذا أنتِ التزمتِه بشروطه، واعلمي أنّه لا يُستر عن الأعين عادةً إلاّ الأمور النّفيسة والأشياء الثّمينة؛ فكيف لا تَسْتَتِرين وأنتِ أنفس مِن النّفيس وأثْمَن مِن الثّمين!. إنّ الحجاب هو سعادتكِ وجنّتكِ في الدّنيا والآخرة فلا تتردّدي أختي الغالية...، وإيّاكِ أنْ تتردّدي...

أضيفي أوقات جديدة!
(36) أفرِغي الأوقات للعبادة قدر المستطاع، وذلك بالتّنظيم والتّرتيب والتّنسيق مع الآخرين، وتفويض بعض المهام إليهم، سواء كانوا صغاراً أو كباراً، إناثاً أو ذكوراً؛ كالأخت أو البنت أو الابن أو الزّوج أو الأخ أو نحوهم؛ ممّن يُمكنهم مساعدتكِ وتخفيف عبء الأعمال المنزلية عنكِ، وهم مأجورون على ذلك، فإنّ المُعين على الخير له نصيب منه.

احرصي على السّحور كما تحرصين على الفطور:
(37) حافظي على السّحور ولا تغفلي عنه، وحثّي أهلكِ عليه؛ فإنّ في السّحور بركة، قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً))[40]، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ((السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ))[41].

(38) احرصي على تأخير السّحور إلى قُبَيْل الفجر؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: ((ثَلاَثٌ مِنْ أَخْلاَقِ النُّبُوَّةِ: تَعْجِيلُ الإِفْطَارِ، وَتَأْخِيرُ السّحُورِ، وَوَضْعِ اليَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلاَةِ))[42]. واعلمي أنّ مِن فوائد هذا التّأخير كما قال العلماء: أنّه الأوفق لسنّة نبيّكِ -عليه الصّلاة والسّلام-، وأنّ السّحور يُراد به التَقَوِّي على الصّيام فكان تأخيره أنفع للصّائم، وأنّ الصّائم لو تسحّر قبل طلوع الفجر بوقت طويل ربّما نام عن صلاة الفجر.


حتّى لا تنهزمين في معركة المطبخ:
(39) قلِّلي مِن المكوث في المطبخ وكوني خفيفةً فيه، فرمضان شهر العبادة والصّيام لا شهر الأكل والطّعام.

(40) قلِّلي مِن المصاريف المالية، وإيّاكِ والإسراف في إعداد الطّعام والشّراب؛ فإنّكِ مَنهِية عن ذلك، قال الله -تعالى-: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾[43]. واعلمي أنّ مِن شُكْرِ الله -عزّ وجلّ- على نِعمه عدم معصيتِه بها بتبذيرها والإسراف فيها.

(41) اشكري اللهَ -تعالى- على نِعمه وأرزاقه، وتذكّري أنّ بالشّكر تزيد النّعم؛ قال عزّ وجلّ: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾[44].

(42) لا تجعلي همّكِ الأوّل وأنتِ تطبخين وتبذلين الجُهد في ذلك إظهار مهاراتكِ في تنويع المأكولات، وهذا وإنْ كان شيئا لا تُلامين عليه لكونِه مِن فِطرتِك السّليمة وعنوان أنوثتك، لكنْ اجعلي نيّتكِ نيّةً أرفع وأسمى، مسْتَحْضِرةً أثناء طبخكِ قولَه صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا))[45]، فاجعلي هذا الحديث نيّتَك، واحْتسبي وقتَك الّذي تَقضينَه في المطبخ لله فتُأجري، وإنّ عملك لنْ يضيع أبداً بهذه النيّة وهذا الاحتساب -بإذن الله- لأنّ القائم على الصّائم له أجر عظيم، فما بالكِ وأنتِ صائمة، ثم أنتِ أيضاً تُعدّين هذا الطّعام وتَقضين كثيراً مِن وقتك فى إعدادِه، فلا شكّ أنّكِ على خير وعملٍ مَأجورٍ قد حُرم منه كثيرٌ من الرّجال!

(43) حاولي الطّبخَ في الصّباح الباكر، فإنّه أحسن مِن الطّبخ في المساء؛ لما يوفِّره لكِ مِن الوقت، فيسهِّل لكِ أداء العبادات ويعينكِ على الخشوع في الصّلوات، خاصّة إذا كنتِ تدرسين خارج البيت أو تعملين، فإنَّكِ تعلَمين ما يُحدثه الطّبخ مِن تشويش، بل هناك العديد مِن النّساء لِبَدئِهِنّ الطَّبخ مساءً تَجدينَهُنَّ لا يُصلِّين في الوقت، وإذا صَلَّيْن فصَلاة بلا خشوعٍ لانشغال البال في الطّبخ، أمّا صلاة الرَّواتب فتَتْركْنَها تماما لضَيْق الوقت...

(44) أكثري ورطّبي لسانكِ بذكر الله وتسبيحِه واستغفارِه أثناء طبخكِ، والبدء بالبسملة قبل كلّ شيء، مستغلّةً الوقت في نيل الأجر غيرَ تاركةٍ المجال لتضييعِه، وكذلك أثناء غسلكِ الأطباق أو تنظيفِ المطبخ.

(45) حاولي الجمع بين الطّبخ والاستماع إلى القرآن أو المحاضرات والدّروس، عبر جهاز التّلفاز أو جهاز التّسجيل، حتّى لا تحرِمي نفسكِ مِن الخير والعِلم والفوائد مدّة مكوثكِ في المطبخ.

(46) التَزِمي التَّجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وابتعدي عن "الرّوتين"، واجعلي طَبخَكِ غذاءً صِحِّيا متكاملا، فهذا يساعدُكِ ويساعد أهلكِ على الطّاعات.

(47) لا بأس أنْ تذوقي الطّعام -للحاجة- أثناء طبخكِ وأنتِ صائمة، ولا يَفسُد بذلك صومكِ، مع الحَذرِ مِن ابْتِلاعِ منه شيئاً.

(48) أعيني غيركِ في شؤون المطبخِ -كالأمّ أو الأخت أو البنت أو غيرهنّ- إذا كان هو المباشر للطّبخ، ولكِ في ذلك الأجر، مع ما قد تُضيفِينَه بذلك إلى رصيدِكِ بِتعلّمِ بعض فنونه.

(49) لا تَنْسَي أنْ تُغيِّري ملابسَكِ قبل تزيين المائدة بالصُّحون وأنواع الأطْعِمة والأشربة وقت الإفطار، فأنتِ أحقّ بالتَّزيُّن، خاصّة إذا كنتِ ذات زوج؛ فإيّاكِ أنْ تقابليه برائحةِ البَصل والثّوم والدُّهون!

[/align]


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟